مع السيسى وأوباما فى قاعة واحدة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 11:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مع السيسى وأوباما فى قاعة واحدة

نشر فى : الجمعة 26 سبتمبر 2014 - 7:40 ص | آخر تحديث : الجمعة 26 سبتمبر 2014 - 7:40 ص

هى المرة الأولى التى ارى فيها الرئيس الامريكى باراك أوباما على الطبيعة بعيدا عن شاشة التليفزيون.

وهى المرة الاولى التى ازور فيها نيويورك وادخل فيها مقر الامم المتحدة.

دخلت إلى هذا المقر الاممى يوم الاثنين للحصول على كارنيه أو تصريح الدخول وكان حظى وبعض زملائى طيبا لأننا لم نقف فى طابور استخراج الكارنيه اكثر من ساعة فى حين ان بعض الزملاء وقفوا اكثر من اريع ساعات اما الدبلوماسيون فكان حظهم اسوأ حيث امتد طابورهم اكثر من كيلومتر.

عندما تحدث أوباما كانت كل الوفود حاضرة فالرجل هو رئيس مجلس الادارة لكل العالم تقريبا.

ظللنا نحاول الدخول إلى القاعة لمدة زادت على عشر دقائق لعدم وجود مكان حتى لو كان وقوفا أو جلوسا على الارض. وفى النهاية دخلنا ورأينا الرجل يخطب وكل الحاضرين والعالم بأسره يستمع.

انتهى أوباما من كلمته وخرج فغادر نصف الحضور تقريبا إلى الردهات غير عابئين بالكلمات. بالفهلوة المصرية المعتادة تمكنت مع بعض الزملاء من النزول من الطابق الرابع إلى الاول ودخلنا القاعة الرئيسية حيث يمكنك رؤية ومصافحة الكثير من الرؤساء والوزراء سريعا.

خرجت إلى الممر وقابلت الرئيس السيسى. كان الرجل مبتسما ومتفاجئا عندما شاهد العدد الكبير من الصحفيين المصريين وقال لى «مكلفين نفسكم وتعبانين وجايين كل هذه المسافة» وعندما سألته عن رؤيته للرحلة قال ان كل الامور تسير فى الطريق الصحيح. كان قد اجتمع لتوه مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس الذى قال لنا ان كل شىء على ما يرام وطالما مصر بخير فسوف تكون القضية الفلسطينية بخير.

الكلمات كانت مستمرة ثم اجتمع الرئيس ايضا مع يورى موسيفينى رئيس اوغندا. ثم دخل ليلقى كلمته بعد رئيس ارمينيا الذى هاجم بشدة جارته اذربيجان.

تحدث الرئيس وكانت الكلمة مكتوبة بعناية وللحظة كاد الرئيس يرتجل عندما تحدث عن المصريين فى الولايات المتحدة. انتهت الكلمة بعد حوالى ربع الساعة ولاقت تصفيقا كثيرا من كثير من الوفود خصوصا من امريكا اللاتينية وافريقيا. المفاجأة ان الرجل الذى هتف تحيا مصر قبل نهاية الكلمة بثوانٍ كان هو سلطان الجابر وزير الدولة الاماراتى ومنسق العلاقات مع مصر. المعلومة عرفتها مساء من وزير الاستثمار النشط اشرف سالمان. بعدها بدقائق قابلت الجابر فى فندق نيويورك بالاس الذى ينزل فيه الرئيس وعندما سألته عن الواقعة اقسم بالله انها لم تكن مخططة وجاءت بصورة تلقائية تماما.

خرجنا بسرعة لنجد حشود المصريين فى احد الشوارع المواجهة لمبنى الامم المتحدة. بعدها بدقائق كان هؤلاء - الذين قدر البعض عددهم بخمسة آلاف شخص - يملأون شوارع مانهاتن التى بدت وكأنها منطقة وسط البلد فى مصر أثناء إحدى المظاهرات. كانت هناك اسر كثيرة بأطفالها جاءت من العديد من الولايات اضافة للبعض الذى جاء خصيصا من مصر.

عندما دخلت مع الزميل خالد صلاح لتناول الطعام فى هذه المنطقة كانت اللهجة المصرية تملأ المكان. هؤلاء تحركوا سيرا على الاقدام إلى الفندق الذى يقيم فيه الرئيس وظلوا فى انتظاره حتى جاء فى الرابعة والنصف بعد ان انهى لقاءاته الثنائية مع الرؤساء. الرئيس اراد النزول للترحيب بهم وشكرهم. لكن الامن الامريكى قال ان الامر سيكون صعب التنفيذ والتأمين واكتفى الرئيس بتحية الواقفين من السيارة التى توقفت لثوانٍ امام الفندق.

الاخوان وانصارهم وبعض المعارضين وقفوا اكثر من مرة امام هذا الفندق قبل هذا اليوم وهتفوا ضد الرئيس وكان عددهم لا يزيد فى كل مرة على عشرين شخصا وفى هذا اليوم كانوا قد تعرضوا لخديعة كبيرة حيث حجزوا مكان التظاهر باعتبار ان كلمة السيسى ستكون يوم الخميس وتم تقديمها إلى الاربعاء وبالتالى فلم يكن فى امكانهم التظاهر طالما انهم لا يملكون اذنا وتصريحا. لكنهم عادوا ليلا وهتفوا هتافاتهم المعتادة وانصرفوا.

وعلى حد تعبير صحفى مصرى مقيم فى الولايات المتحدة وليس متعاطفا كثيرا مع السيسى كما انه ليس معارضا تماما للاخوان فقد قال لى ان السيسى حصل خلال زيارته على شرعيته الدولية كاملة من امريكا والعالم والامم المتحدة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي