شكرًا للزمالك - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 30 أبريل 2025 8:13 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

شكرًا للزمالك

نشر فى : الإثنين 27 مايو 2019 - 9:55 م | آخر تحديث : الإثنين 27 مايو 2019 - 9:55 م

كل الشكر والتقدير لفريق كرة القدم بنادى الزمالك، الذى جعل ملايين المصريين يفرحون بعد فوز الفريق ببطولة الكونفيدرالية الإفريقية، على فريق نهضة بركان المغربى، بضربات الجزاء الترجيحية على ملعب الجيش ببرج العرب بالإسكندرية مساء أمس الأول الأحد.

الزملكاوية أولا، ومعهم قطاع كبير من المصريين كانوا فى أمس الحاجة لهذا الفوز المهم والكبير، الذى يجىء قبل أقل من شهرمن بدء بطولة الأمم الإفريقية فى مصر.

لا أكتب عن تحليل المباراة فنيا، بل عن تأثير فوز الزمالك على معنويات جماهيره، وجماهير الكرة المصرية.

تابعنا جميعا محاولات الآلاف للحصول على تذاكر لحضور المباراة، وكيف تم زيادة عدد التذاكر المبيعة لتصل إلى ستين ألفا، وهناك اعتقاد أن آلافا آخرين دخلوا الاستاد.

مشهد الجماهير الحاشدة فى الاستاد، كان جميلا ومبهرا، وكدنا ننساه من كثرة تعودنا على اللعب من دون جمهور، منذ استشهاد ٧٤ من جماهير الأهلى فى ستاد بورسعيد فى الأول فبراير ٢٠١٢، وبعدها استشهاد 22 من مشجعى الزمالك فى التدافع، الذى وقع أمام بوابات ستاد الدفاع الجوى يوم 8 فبراير 2015 قبل مباراة الزمالك وإنبى.

الجماهير هى عصب اللعبة، وفاكهتها وسر حرارتها وجمالها، ومن دونها تفقد اللعبة أهم عناصر تأثيرها ومتعتها، ونتمنى أن تكون بطولة أمم إفريقيا فى الشهر المقبل فاتحة خير لعودة الجماهير بصورة منظمة وحضارية للمدرجات مرة أخرى.

وباعتبارى زملكاويا أصيلا، وتعودت على الفصول الباردة من الفريق فى مرات متعددة، فقد وضعت يدى على قلبى أكثر من مرة أثناء المباراة، وأنا أتخيل مشهد خسارة البطولة على الجماهير فى الملعب، أو أمام الشاشات فى المقاهى والبيوت، لكن الحمد لله جرت الأمور بصورة مثالية، وابتسمت ضربات الحظ للزمالك فى النهاية.

كنت أشاهد اللقاء فى مكان يعتبر هادئا إلى حد كبير، وفوجئت بشخصيات وقورة تصرخ فرحا بأعلى صوتها من النوافذ والشرفات بمجرد انتهاء المباراة.

من الظواهر الطبيعية هى تمنيات الكثير من الأهلاوية فوز الزمالك. قبل المباراة بثلاث ساعات، كنا مجموعة كبيرة من رؤساء التحرير وكبار الإعلاميين والصحفيين نلبى دعوة لتناول طعام الإفطار فى مدينة نصر. التمثيل الأهلاوى والزملكاوى كان متوازنا، لكن ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات، وهو أهلاوى كبير قال لى إنه فوجئ بخلايا نائمة زملكاوية كثيرة ولم يكن يتصور أن جماهير الزمالك بهذا الحجم!!!.

إعلامى أهلاوى كبير وشهير قال لى ساخرا إنه يتمنى فوز الزمالك بهدفين لهدف واحد، وبالطبع هذا يعنى خسارة الزمالك للبطولة لأن الفريق المغربى سبق له الفوز بهدف فى مباراة الذهاب!!!. لكن أعجبنى أيضا ما فعله أحمد موسى الأهلاوى جدا، فى قناة صدى البلد، لحض الجميع على تشجيع الزمالك، باعتبار أن فوزه فوز لمصر بأكملها.

وبجانب هذه الروح الرياضية الطيبة، فقد كان لافتا للنظر أيضا تنامى بعض مظاهر التعصب، ولم يكن موفقا أو ملائما، أن يحتل الحديث عن جدول بقية مباريات الدورى وتهديد بعض الفرق بالمقاطعة، الجانب الأكبر من اهتمام الإعلام، على حساب تشجيع الزمالك. هذا الأمر دفع بعض مسئولى ونجوم الزمالك للقول، بأن الفوز منع وجود بعض الشامتين الذين كانوا يتمنون هزيمة الزمالك!.

للأسف ظاهرة التعصب تزيد بصورة كبيرة بين بعض جماهير الناديين الكبيرين، وحان الوقت للبحث عن حلول لهذه السلوكيات التى تهدد بكوارث لا قدر الله.

مبروك للزمالك هذا الفوز المهم، وحظ أفضل للفريق المغربى الشقيق «نهضة بركان» الذى قدم أداء مشرفا للغاية، وخرج مرفوع الرأس، ولم ينهزم إلا بضربات الجزاء.

مبروك أن الكأس عربية، مثلما أن كأس بطولة الأبطال عربية أيضا بين الوداد المغربى والترجى التونسى. وهو ما يعنى أن الكرة العربية صارت تتسيد عرش الكرة الإفريقية فى السنوات الأخيرة. ونتمنى أن تساهم بطولة الأمم الإفريقية المقبلة بالقاهرة، فى علاج كل الظواهر السلبية فى الرياضة المصرية.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي