المرأة - محمود قاسم - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 12:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المرأة

نشر فى : الإثنين 27 نوفمبر 2023 - 6:55 م | آخر تحديث : الإثنين 27 نوفمبر 2023 - 6:55 م

لا نزال أوفياء لرسالتنا فى الكتابة عن كل ما هو غامض أو مجهول فى السينما المصرية، فالمخرج عبدالفتاح حسن هو واحد من المتميزين فى تاريخ السينما المصرية، والذين رحلوا فى قمة عطائهم قبل بلوغ سن الخمسين من العمر(1910 ــ 1950) ومنهم العبقريان كمال سليم وعاطف الطيب، لكن عبدالفتاح حسن لم يقدم أفلاما براقة مثل الأسماء الأخرى، ويبدو أنه كان يعرف أن عمره القصير سيحول دون المزيد من العطاء فاشتغل كثيرا فى الإنتاج والتأليف والإخراج، فاستعان فى أفلامه بنجوم كبار مثل أنور وجدى وعقيلة راتب فى فيلم أنا وابن عمى وأيضا فيلم الغيرة والمرأة والشيطان وفيلم المرأة بطولة كل من كمال الشناوى وأحلام ومحمود السباع وسميحة توفيق ومارى منيب، ويبدو أن موضوع المرأة كان هو الهاجس الرئيسى للمخرج فى أغلب أفلامه وبدت قضية المرأة عنده واضحة خاصة فى فيلم اليوم الذى تبدأ به أحلام فى أغنيتها (آه من الرجاله) الذى يبدو كأنه يعلن عن رسالة الفيلم قبل أن نراه، فالمرأة تأمل أن تتولى النساء مناصب فى مجلس النواب والوظائف الكبرى، وأن تستقل عن الرجل الذى اعتاد أن يسيطر عليها، وتؤدى أحلام هذه الأغنية فيما يشبه المونولوج الساخر.

وفى الفيلم نرى فاطمة التى تعيش فى الإسكندرية وبعد وفاة والدها تقرر الرحيل إلى القاهرة لتعيش معى امها، وهنا تبدو أولى صور الرجال السلبية فزوج الأم يبدو وكأن عينيه زاغتا على فاطمة، وتحس الأم بهذه المشاعر فتوافق على أن تعود ابنتها إلى الإسكندرية وعندما تذهب الابنة إلى الفندق فإن الرجال يحومون حولها وكأنها فريسة، وتلجا إلى إحدى النساء التى تتبناها وهى أيضا امرأة لم تأتلف مع الرجال وليس لديها أحد فى الحياة فتطلب من فاطمة أن تعيش معها وفى هذا البيت تتعرف فاطمة على الأخوين محمود وفريد ورغم تشدد صاحبة البيت فإنها تميل إلى محمود بينما الأخ الآخر هو الذى يحبها، وعلى طريقة المصارعة الحرة فإن الأخوين يتبادلان مواقع متعددة المسافات من الفتاة، فى مواقف شديدة التناقض، حيث يقرر أحدهما أن يضحى بكل مشاعره كى يتزوج أخوه من فاطمة وفيما بعد فإنه يعلن عليه الحرب لدرجة التآمر بالقتل كى يحرمه من الحصول على المرأة نفسها، إنها المرأة التى هى لعبة الرجل كما يقول أحد الفنانين التشكيليين فى إحدى لوحاته فالفيلم عبارة عن مشاعر (رايح جاى) بين أبطال الفيلم جمعا، ليس فقط العشاق الثلاثة بل أيضا صاحبة المنزل التى تطرد محمود بشراسة واضحة ثم تعود لمصالحته وتقف معه بكل ما لديها من سلطان، كما أن الراقصة مجد تهيم حبا فى محمود وتسعى إلى أن يحتسى الخمر وتعرض نفسها عليه وفيما بعد وعقب نجاحها فى إفساد العلاقة تعلن توبتها وتكشف الحقيقةه ثم تدفع الثمن غاليا.

هكذا تبدو المرأة فى الفيلم بعدة وجوه ومراحل متباينة كما يراها المخرج الذى قدمها فى صورة مشابهة تماما فى فيلم آخر تناولناه من قبل باسم المرأة الشيطان وعرض عام 1949.

التعليقات