ينبغى أن يسجن ديك تشينى - صحافة عالمية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 3:32 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ينبغى أن يسجن ديك تشينى

نشر فى : السبت 27 ديسمبر 2014 - 7:35 ص | آخر تحديث : السبت 27 ديسمبر 2014 - 7:35 ص

نشرت صحيفة الجارديان مقالا للكاتب تريفور تيم تناول فيه ما أُثير فى الإعلام بعد صدور تقرير مجلس الشيوخ الأمريكى عن عمليات التعذيب والإجرام التى قامت بها وكالة المخابرات المركزية.

حيث انتقد ما قام به الإعلام الأمريكى من لقاءات وحوارات من المفترض أن يكون الغرض منها كشف الفساد وتوثيقه إلا أنها قامت باستضافة المسئولين من الإدارة الأمريكية وأتاحت لهم البرامج لتكون منبرا للدفاع عن أفعالهم. حيث يسخر الكتاب من تعامل وسائل الإعلام الأمريكية مع كل من «ديك تشينى» نائب الرئيس السابق جورج بوش و»مايكل هايدن» المدير السابق للاستخبارات المركزية بأفضل مما تعامل أفراد العائلة المالكة البريطانية عندا يقومون بعطلة فى الولايات المتحدة الأمريكية.

فعلى سبيل المثال، أتاح برنامح «واجه الصحافة» لتشينى الكثير من الوقت للدفاع عن تعذيب حكومة الولايات المتحدة لما وصفهم الكاتب بالأبرياء. فى نفس التوقيت الذى أعلن فيه تشينى للمرة الأولى، بعد أحداث 9/11، أن الولايات المتحدة ستعمل «من الجانب المظلم» منذرا ببرنامج السى آى إيه للتعذيب، الذى انكشف اليوم بجميع تفاصيله. وهو نفس البرنامج الذى أعلن فيه تشينى من قبل عن الارتباط الوهمى بين تنظيم القاعدة وصدام حسين الأمر الذى أدى إلى حرب العراق، استنادا إلى أدلة كاذبة أكد مجلس الشيوخ الأسبوع الماضى أنها انتزعت جزئيا عبر التعذيب.

ويتعجب الكاتب من تصريحات تشينى، فبالإضافة إلى قوله إنه كان سيفعل نفس الشىء مرة أخرى لو عاد الزمن، لم يبد أى ندم عندما سُئِل عما يقرب من 25٪ من المعتقلين فى برنامج تعذيب سى آى إيه الذين أعلن فى وقت لاحق أنهم أبرياء.

وفى التوقيت نفسه تقريبا، ظهر «هايدن» على شاشة تليفزيون إيه بى سى، وكانت كلماته «مثيرة للغضب» على حد قول الكاتب، مبينا ما صرح به هايدن عن عمليات التعذيب التى قامت بها الوكالة «بأنها كانت ناجحة، وأنها حقيقة تاريخية»، متجاهلا أدلة مجلس الشيوخ التى تثبت عكس ذلك.

•••

ويستنكر الكاتب تناول الإعلام لتقرير التعذيب المكون من30 صفحة، على أنه كان محصورا على شهادة هايدن فى مجلس الشيوخ، والذى يحاول أن يثبت فيه أنه لم يكن هناك تعذيب، مشيرا إلى ما كتبه أندرو سوليفان فى مقابلة نادرة مع هايدن الذى كرر فيها مرارا الدفاع عن أحد أشكال التعذيب الممارس كـ«الاغتصاب الشرجى»، وهو أحد أكثر أساليب التعذيب التى اتبعتها سى آى إيه فظاعة، بأنه كان «إجراء طبيا».

ولازمت السخرية المقال، حيث سخر الكاتب من معظم وسائل الإعلام التى تتحاشى استخدام كلمة «التعذيب» ويتحايل على ذلك، فضلا عن الاستشهاد ببنود القانون المحلى والدولى التى تحظر ذلك بشكل لا لبس فيه. وبدلا من الحديث عما إذا كانت عقوبة التعذيب مبررة، انصب الحديث حول الحجج التى لا تنتهى حول ما إذا كانت «حققت نجاحا» فى انتزاع الاعترافات. موضحا أنه لا أحد فى الكونجرس مهتم بالضغط من أجل محاكمة من ارتكبوا هذه الجرائم، لأن الأمر «صعب جدا».

وعلق الكاتب على رد الفعل الرسمى للمسئولين الحاليين، حيث قال «جون برينان» مدير سى آى إيه الحالى فى مؤتمر صحفى أنه سيكون «على صناع القرار فى المستقبل أن يقرروا ما إذا كان سيسمح بالتعذيب مرة أخرى فى المستقبل، بدلا من النظام الأساسى للجرائم المتعلقة بالحرب، أو معاهدة مناهضة التعذيب التى وقعها رونالد ريجان قبل جيل واحد». وجاء التعليق على أن هذا «النقاش» ربما كان بروفة جيدة لبرينان، الذى سيضطر يوما ما لمحاولة القيام بكل ما فى وسعه لتجنب مناقشة مشروعية برامج التعذيب فى وكالة الاستخبارات المركزية، كبرنامج الهجوم باستخدام طائرات بدون طيار.

•••

ويشير الكاتب إلى أنه منذ بدء الصحفيين فضح برنامج التعذيب فى منتصف العقد الأول من الألفية، بدأت وكالة الاستخبارات المركزية تدرك مستقبلها وتغير من برامجها، وهو ما يظهر خلال حكم أوباما حيث تسارع عمل البرنامح، ليتضاعف «عشرة أضعاف» على حد وصفه، فتقتل الطائرات بدون طيار عددا لا يحصى من الأبرياء ــ فى قوافل الزفاف والجنازات وغيرها ــ علاوة على كميات هائلة من الأضرار الجانبية، باسم مكافحة الإرهاب.

ويعود الكاتب لينتقد الأداء الإعلامى ضاربا المثل ببرنامج «واجه الصحافة» وغيره من البرامج المشابهة، التى تتساءل عن تقرير برنامج الطائرات بدون طيار، متجاهلة برامج تعذيب الإستخبارات المركزية فى عهد جورج بوش. وطالب الكاتب بضرورة وجود هناك تحقيق شامل ــ الآن، وليس بعد عشر سنوات ــ فى عمليات الطائرات بدون طيار. كما هو الحال بالنسبة لبرامج التعذيب السابقة، مبينا أنه على ديك تشينى أن يكون فى السجن.

وفى الختام يأسف الكاتب على محاسبة المسئولين عن المحاسبة على التعذيب لأنهم أكبر حلفاء وكالة الاستخبارات المركزية حيث سيكون من الصعب محاكمتهم على ما فعلوه.

التعليقات