المقاومة دائما على حق - أشرف البربرى - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المقاومة دائما على حق

نشر فى : الأربعاء 28 فبراير 2024 - 7:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 28 فبراير 2024 - 7:25 م
منذ بدء العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين فى قطاع غزة، عقب عملية «طوفان الأقصى» التى قامت بها المقاومة الفلسطينية على المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية فى غلاف القطاع، قبل أكثر من 4 شهور تظهر أصوات عربية تتساءل مستنكرة عن سبب قيام المقاومة بمهاجمة الاحتلال يوم 7 أكتوبر الماضى، وتتهمها بإشعال الحرب وتحملها مسئولية الإجرام الإسرائيلى غير المسبوق فى حق الشعب الفلسطينى.
فى المقابل تتزايد الأصوات الغربية وغير الغربية التى ترى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية وعدوانه المستمر على مقدرات الفلسطينيين هو السبب الرئيسى لهجوم المقاومة على المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية.
يقول بول هير الباحث غير المقيم فى مجلس شيكاغو للشئون العالمية وضابط المخابرات الأمريكية السابق فى مقال نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأمريكية إن الموقف الأمريكى من الحرب فى غزة يتجاهل حقيقة أن عملية حماس كانت نتيجة لعقود من سياسات الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطينى من حقوقه المشروعة وصمت أمريكا على هذه السياسيات وربما مساندتها لها من خلال دعمها المستمر والشامل لإسرائيل.
ويضيف ضابط المخابرات الأمريكى السابق أنه رغم تركيز واشنطن على مسئولية حركة حماس عن نشوب الجولة الأخيرة من الصراع مع إسرائيل وانتشار العنف، فإن قطاعات كبيرة من الشعوب العربية تحمل واشنطن المسئولية، من منظور الدعم الأمريكى المستمر لإسرائيل والذى سهل أو على الأقل لم يرفض الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية ورفض حل الدولتين التى تقول واشنطن أنها تؤيده.
أما الباحثون بونى جليسر وجيسكا شين ويس وتوماس كريسنسن فكتبوا مقالا فى مجلة فورين أفيرز (الشئون الخارجية) الأمريكية فى العام الماضى ذهبوا فيه إلى أن «أى دولة تواجه تهديدا ستكون دوافعها لتجنب الحرب قليلة، إذا كانت عواقب عدم القتال غير مقبولة وأخطر من عواقب القتال»، وهو ما ينطبق تماما على موقف المقاومة الفلسطينية التى وجدت قضية الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة فى مهب الريح بعد أن تلاشى الاهتمام العربى والدولى الرسمى بالقضية الفلسطينية، واندفعت بعض العواصم العربية نحو التطبيع مع إسرائيل والتعاون معها وتجاهل استمرار احتلالها للأراضى العربية.
وفى مقابلة مع وكالة بلومبرج للأنباء قال إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على مدى 15 عاما سمح لليمين الدينى والوطنى المتطرف فى إسرائيل بالتوسع الاستيطانى فى الضفة الغربية المحتلة، فلم يدع أى أمل ولا أفق للسلام أمام معسكر السلام الفلسطينى، لذلك على إسرائيل التوقف عن سياسة التوسع الاستيطانى وإذلال الفلسطينيين الحالية، إذا كانت تريد فعلا عدم تكرار هجمات 7 أكتوبر.
وفى مقال بمجلة «ناشونال إنتريست» الأمريكية قال أستاذ العلوم السياسية مالدين مردالج إن ما تقوم به إسرائيل على الأرض فى الضفة الغربية وقطاع غزة، يعنى تفريغ عبارة «حل الدولتين» من مضمونه تماما كما تفرغت من مضمونها عبارة «حق العودة» الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التى غادروها عام 1948 وأصبحت الآن جزءا من إسرائيل رغم تكرار حديث الدول الغربية عن هذا الحق على مدى عقود.
ثم جاء ممثل الصين أمام محكمة العدل الدولية التى تنظر فى الموقف القانونى لاستمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية كى يؤكد حق الفلسطينيين فى المقاومة المسلحة فقال إن «المقاومة المسلحة حق للشعوب المستعمَرة ولا تتناقض مع القانون الدولى». ثم نزع الرجل ورقة التوت التى تحاول إسرائيل وحلفاؤها الغربيون استخدامها لستر حرب الإبادة التى تشنها ضد الشعب الفلسطينى وقال إنه ليس من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها كون احتلالها للأراضى الفلسطينية غير قانونى، مؤكدا أن تحقيق العدالة للقضية الفلسطينية تأخر كثيرا، وأنه يتعين عدم إنكارها.
بعد كل هذا ما زالت هناك أصوات بين العرب تتبنى رواية الصهاينة المتطرفين التى تحمل المقاومة الفلسطينية مسئولية ما يرتكبه الاحتلال فى قطاع غزة من جرائم حرب وإبادة جماعية، وتدين استخدام الفلسطينيين لحقهم المشروع فى مقاومة الاحتلال بالقوة بعدما وضع الصمت الدولى والعربى والهدوء الفلسطينى طوال السنوات الماضية حقوق الشعب الفلسطينى فى مهب الريح وأفقده أى أمل فى استعادتها بالسبل «السلامية».
التعليقات