نتنياهو يحاول شراء الوقت.. هل يخلق مشكلة لاجئين نموذج سنة 2024؟ - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نتنياهو يحاول شراء الوقت.. هل يخلق مشكلة لاجئين نموذج سنة 2024؟

نشر فى : الخميس 28 مارس 2024 - 7:25 م | آخر تحديث : الخميس 28 مارس 2024 - 7:25 م

إن موضوع الأشخاص اللاجئين مطروح فى صلب المفاوضات بين إسرائيل و«حماس» التى يبدو أنها وصلت الآن إلى طريق مسدود؛ فهل ستسمح إسرائيل للفلسطينيات والفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة، الذين تم تهجيرهم منه فى بداية الحرب، أم سيبقون نازحين وتبقى المنطقة تحت حكم إسرائيل؟ من هنا يولد أيضا النقاش الجماهيرى فى إسرائيل؛ هل يجب إعادة الفلسطينيات والفلسطينيين إلى شمال القطاع فى مقابل الرهائن كما تطلب أحزاب الوسط، أم يجب التخلى عن الرهائن والإبقاء على المنطقة من أجل إقامة مستوطنات يهودية كما يريد اليمين المتطرف؟
لقد كانت الخطوة الاستراتيجية المركزية التى قامت بها إسرائيل فى حرب 7 أكتوبر هى تهجير سكان شمال القطاع، وهدم المنازل والبنى التحتية. ومن غير الواضح ما إذا قدر قائد «حماس» فى غزة، يحيى السنوار، أن هذا سيكون رد إسرائيل على «المذبحة» التى نفذها فى الغلاف، أم أنه تفاجأ من قوة الرد والسهولة التى أخلت بها إسرائيل المنطقة من أغلبية سكانها الفلسطينيين، بينما القسم الذى بقى هناك يخاطر بالموت جوعا. وقد أضافت إسرائيل إلى الخراب والتهجير خطوتين: تمشيط المنطقة المحاذية للحدود، حيث ستكون منطقة عازلة خالية من المبانى والأشخاص، وفتح «طريق السيطرة» إلى وسط القطاع، والذى يمكن استعماله كخط فاصل مستقبلا بين شمال غزة، الذى تسيطر عليه إسرائيل، وجنوبها، الذى تسيطر عليه «حماس». وكل هذه الخطوات حدثت من دون ضجيج كثير، وتركزت النشرات الإعلامية وبيانات الجيش على العمليات التكتيكية؛ كقتل عدد معين من «المخربين»، وتفجير الأنفاق، واعتقال مشتبه فيهم.
الآن، تقترب ساعة الحسم؛ هل يجب تحويل التهجير إلى واقع ثابت؟ أم هل يجب منح اللاجئات واللاجئين حق العودة إلى منازلهم فى الشمال؟ لقد جرت النكبة الفلسطينية فى سنة 1948 عندما قررت إسرائيل، بقيادة بن جوريون، منع عودة الأشخاص اللاجئين الذين هربوا أو هجروا من مدنهم وقراهم خلال المعارك. إذا، فالإبقاء عليهم خارجا، وهو ما لا يزال أمرا قائما حتى يومنا هذا، سمح بإقامة دولة إسرائيل على حدود وقف إطلاق النار سنة 1949. وبعد ذلك بعدة أعوام، تم هدم مئات البلدات العربية وإقامة بلدات يهودية مكانها. ولا يزال أحفاد هؤلاء اللاجئين الذين تم إبعادهم سنة 1948 إلى قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان يقاتلون إسرائيل.
إن هذا القرار مطروح الآن أمام رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وكما هو معروف عنه، فهو يحاول الوقوف موقف المتفرج وشراء الوقت، فى الوقت نفسه الذى يقوم فيه الجيش بإقامة المنطقة العازلة على طول الحدود، ويهجر من الشمال الجزء الذى تبقى من السكان هناك؛ إذ ترفض إسرائيل تزويدهم بالمواد اللازمة عبر المسار السريع من معبر إيرز، وتتجاهل الضغط الدولى والتحذيرات من المجاعة.
إن رسائل نتنياهو متناقضة؛ فقد أعلن عشية المداولات فى المحكمة الدولية فى لاهاى بشأن اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية أنه «لن نحتل القطاع ولن نهجر السكان الفلسطينيين». كما نفى فى بداية الحرب إمكان تجديد الاستيطان اليهودى فى غزة، لكنه، ومنذ ذلك الوقت، يمنح مبادرات اليمين المتطرف الدعم الصامت، وهؤلاء جروا وراءهم كثر من حزب الليكود. لقد رفض نتنياهو السيطرة الفلسطينية مستقبلا فى القطاع، وتصريحاته فى الإعلام الأمريكى («سنبقى فى غزة لعقد من الزمن»)، والطريقة التى يدير بها المفاوضات، تشير إلى أنه يمتنع الآن من الحسم؛ أو ربما على الأقل يترك إمكان الاحتلال والاستيطان قائما.
نتنياهو يعرف التاريخ؛ إذ إن بن جوريون صمد أمام ضغوط دولية ثقيلة من أجل إعادة اللاجئات واللاجئين، أو جزء منهم، حتى اعتاد العالم. وهذا هو أيضا موقف اليمين فى إسرائيل؛ فبعض الدونمات للاستيطان فى غزة أفضل من التصويت فى الأمم المتحدة أو لاهاى. وبحسبهم، فإنهم لن ينتظروا فى هذه المرة بضعة أعوام، إنما العكس هو الصحيح. فنتنياهو وشركاؤه يقدرون ويتمنون عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ويبدو أن أزمة الشعب الفلسطينى لن تهمه كثيرا، وخصوصا بعد أن عبر منافسه جو بايدن عن بعض التعاطف. وإن كانت لدى إسرائيل القدرة على مساعدة ترامب فى العودة عبر خطوات تشجع المجتمع الداعم للشعب الفلسطينى فى ولايات مفتاحية، كمشيجين، بألا يصوتوا للحزب الديمقراطى، فسيكون ترامب شاكرا لنتنياهو.
لكن نتنياهو لا يستطيع انتظار حسم ترامب، الذى حتى إذا فاز فى الانتخابات، فسيعود فقط بعد 10 أشهر إلى البيت الأبيض. إذا، فإن عليه أن يقرر الآن، فالمفاوضات تدور فى الدوحة بشأن إعادة الرهائن الإسرائيليين وإعادة الفلسطينيات والفلسطينيين إلى شمال القطاع، حتى لو كان الثمن انشقاقات فى الائتلاف أو الاستجابة لليمين المتطرف، وإعلان «أزمة اللاجئين الفلسطينيين الثانية»، وبدء التحضير لإقامة مستوطنات «معاليه شمشون» و«نؤوت دليلا» مكان الشجاعية وجباليا والرمال. إن قرار مجلس الأمن، وقف إطلاق النار، يجعل هذا النقاش أكثر حدة بشأن مستقبل شمال غزة.

ألوف بن
هآرتس
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات