** وصف الفرنسى هوجو لوريس حارس مرمى فريق توتنهام هوتسبير الإنجليزى مدربه البرتغالى جوزيه مورينيو بأنه يملك شخصية قيادية رائعة، وأنه صاحب خبرة كبيرة، وقال ذلك فى تصريحات لموقع يوروسبورت، ومعروف عن موروينيو أنه مثقف، ومشهور بتصريحاته التى تثير ضجة كبيرة، لكنه بالتأكيد صاحب شخصية مميزة، وإلا ما تولى تدريب بورتو وريال مدريد وتشيلسى ومانشستر يونايتد، توتنهام.
** المدربون قادة فى ميادينهم، والميدان هو تلك الساحة الخضراء، ولغة كرة القدم فى الأصل متسمدة من تعبيرات عسكرية، وهم يحركون لاعبيهم مثل قطع الشطرنج، ويصدرون لهم أوامر وتعليمات. وينفذ اللاعب الأوامر لأنه يثق فى مدربه، ويدرك أن ما فى عقله من كرة القدم أكبر بكثير مما فى عقل أى لاعب بالفريق، والقائد له شخصية، وكاريزما، وهذا أهم ما ميز مانويل جوزيه.. فهو مثقف، وفيلسوف أيضا، صنعته خبرات الحياة وقراءات كثيرة فى شتى المجالات، كما أن هواية صيد الأسماك منحته خيط الصبر والتأمل، وحين أراد يوما أن ينتقد قرارات اتحاد كرة القدم المصرى، قال إن تلك القرارات تخرج بطيئة، مثل مركب تتهادى بشراعها العملاق فوق سطح النيل، ويومها ظن المسطحون أن مانويل جوزيه يسخر من مراكب النيل، ومن مراكب الشمس، ومن نهر النيل..!
** كنت أجلس بجوار مانويل جوزيه فى نادى وادى دجلة أثناء الاحتفال باستقباله كمشرف على مدرسة البراعم فى كرة القدم، وكان الاحتفال بالملعب الكبير، ومقرر له أن يحضره أولياء الأمور من الأعضاء بجانب مائة طفل تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 10 سنوات على ما أذكر، وكانت المفاجأة أن الأطفال الذين يرغبون فى حضور الحفل وصل عددهم إلى 300، وأن أعداد أولياء الأمور تضاعفت هى الأخرى، فهم جميعا، الأبناء والآباء يرغبون فى رؤية المدرب النجم مانويل جوزيه.
** شعر المدرب البرتغالى بهذا الحب الجارف له من جانب أبناء الأعضاء.. وأخذ يحدثنى فى معنى أن يحب طفلا صغيرا مدربا لكرة القدم بهذا الشكل، وقد كانت مشاعر الفرحة به مرسومة على وجوه الأطفال، فهم يجلسون بعيدا، ويهتفون باسمه، ويلوحون له بأيديهم، فى إعلان عن هذا الحب وفيما بدا لى يومها أنها دعوة له بلا أمل كى يتحرك من مكانه، ويتوجه إليهم ويصافحهم.
** فى لحظة قال لى جوزيه.. سأذهب إليهم.
** تحرك مانويل جوزيه من منصة الاحتفال وتوجه إلى الأطفال الصغار أو إلى اللاعبين الصغار. وكان رد فعلهم رائعا، ولذلك هو مانويل جوزيه.
** المدربون الكبار لا يحققون نجاحات فى كرة القدم أو فى أى رياضة بدون ثقافة ورؤية. وبدون علم وخبرات، وهم يعطون تعليمات للاعبيهم ببلاغة أحيانا وبجمل فيها خيال أحيانا.. ومن هؤلاء المدربين هيلموت شون مدرب منتخب ألمانيا من سنة 1964 وحتى سنة 1978، وقد فاز بكأس الأمم الأوروبية 1972 كأس العالم 1974. وعندما أراد شون فى المباراة النهائية أن يبلغ المدافع بيرتى فوجتس بمراقبة يوهان كرويف نجم منتخب هولندا فى المباراة النهائية، قال له: «أريد منك أن تكون قريبا من كرويف مثل أستيك الشورت الذى يرتديه».. وهو استعار هذا التعبير من المدرب الإنجليزى جورج كيمبتون مدرب فرنسا فى كأس العالم 1934 الذى طالب لاعبى فريقه بإيقاف مهاجم المنتخب النمسوى ماتياس سينديلار بأى طريقة وفرض رقابة لصيقة عليه بعبارة: «إذا ذهب سينديلار إلى المراحيض، اتبعوه إلى المراحيض»..!