** حدث اليوم، هو نهائى دورى أبطال أفريقيا بين الأهلى والوداد. حدث الأمس كان نهائى دورى أبطال أوروبا بين ريال مدريد وليفربول. ولأن الصحافة تعنى بحدث الساعة، أبدأ ببطولة أفريقيا.. ففى كتابها وفى كتاب الأهلى الكثير جدا الذى يمكن أن يقال، فحامل اللقب هدفه التتويج للمرة الثالثة، ويحقق بذلك تاريخا غير مسبوق على مستوى البطولة، إذ لم يسبق أن فاز فريق بكأس أندية القارة ثلاث مرات متتالية، وعلى المستوى العالمى فعلها ريال مدريد مع زين الدين زيدان فى أعوام، 2016 و2017 و2018. وأرقام الأهلى الأفريقية لا تتوقف، عند حلم الفوز باللقب للمرة الثالثة على التوالى، وإنما هناك رفع رصيده من البطولات القارية إلى 24 لقبا، ليحتل المركز الثانى عالميا بعد ريال المدريد الذى توج بـ27 لقبا قاريا.
** موسيمانى بدوره سيكون جزءا مهما من الإنجاز فى حال الفوز باللقب الثالث على التوالى، فكلاهما الأهلى وموسيمانى شريكان دون شك. ويوصف المدير الفنى للأهلى بأنه رجل المباريات الكبيرة، ولقاء اليوم من تلك المباريات بالطبع، فالوداد له طموحاته متطلعا للقب الثالث، ويلعب أمام الأغلبية من جماهيره، بغض النظر عن تعليمات الكاف، فهل يمكن أن يشهد المباراة أكثر من عشرة آلاف مشجع للأهلى؟
** وكان الوداد توج بطلا من قبل مرتين فى 1992 و2017، ويقود الفرق حاليا وليد الركراكى، المدير الفنى. ونتائجه مع الوداد جيدة حيث يتصدر الفريق الدورى، وها هو يلعب نهائى أفريقيا. ويضم الوداد خبرات ومهارات مثل جى مبينزا المهاجم الكونغولى الخطير والسريع، ويحيى جبران لاعب الوسط، وعقل الفريق، وكذلك التكناوتى حارس المرمى، ومدربه وفى المقابل يتسلح الأهلى بكتيبة من النجوم بداية من الشناوى، إلى السولية وفتحى ومعلول وديانج، وأفشة وشريف. ويجمع الفريق بين خبرات ومهارات التعامل مع البطولات الأفريقية. والفارق هنا أن الأهلى أحرز البطولة 10 مرات، وأن إنجازاته تعد زمنيا متقاربة فى إشارة إلى هذا الجيل من اللاعبين، بينما حقق الدواد بطولتين سابقتين بجيلين مختلفين، لكن فى النهاية يؤكد هذا النهائى تفوق الكرة العربية عموما على المستوى القارى وتحديدا فى السنوات العشر الأخيرة.
** كل التوفيق للأهلى، وأن تخرج المباراة بشكل لائق فنيا وعلى مستوى الروح الرياضية بين طرفيها.
** فى بطولة أوروبا كانت هناك الدراما، وتوج ريال مدريد بطلا لهذا الفيلم، بعد أن تجاوز باريس سان جيرمان ومانشستر سيتى وليفربول، ولم يكن فى الثلاث مباريات هو الأفضل، والدليل أن كورتوا هو رجل المباراة الأخيرة، تحديدا، ورجل الفريق، مع بنزيمة وكلاهما لعب دورا مهما فى الدورى وفى بطولة أوروبا. فقد تصدى كورتوا للعديد من الفرص الخطيرة، ومن تلك الفرص إبداع صلاح فى إستلام بديع. وسدد صلاح من أضيق مساحة لكن كورتوا كان هناك حيث لم يكن متوقعا أن يكون هناك..!
** فوز ريال مدريد مسألة تطرح العديد من التساؤلات: هل كرة القدم لعبة غير مضمونة العدالة؟ هل الملكى فريق محظوظ؟ هل هو الحظ أو التوفيق أم الخبرات الشخصية والثقة بالنفس والتكتيك الذكى الذى يسير عليه أنشيللوتى بطل أوروبا 4 مرات؟ هل يستحق ليفربول هارد لك عريضة وصارخة على فقدان لقب الدورى الإنجليزى ودورى أبطال أوروبا؟
** فى الرياضة والمنافسات النزيهة، فاللعب بنضال ونزاهة وبمهارات وإبداع وبأسلوب متميز فى عالم اللعبة يجعل الإجابة واضحة وصريحة: نعم يستحق ليفربول هارد لك.. وهى ليست كلمة عزاء وإنما هى حقيقة يدركها أهل الرياضة ومحبوها والذين يقدرون قيمها الجميلة.