13 ملاحظة سريعة على خطة ترامب - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الإثنين 29 سبتمبر 2025 11:55 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لقمة الأهلي والزمالك المقبلة؟

13 ملاحظة سريعة على خطة ترامب

نشر فى : الإثنين 29 سبتمبر 2025 - 5:55 م | آخر تحديث : الإثنين 29 سبتمبر 2025 - 5:55 م

قرأت خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التى عرضها على قادة عرب ومسلمين فى الأسبوع الماضى لإنهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، بحسب ما نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، وتلك تعليقات سريعة مبدئية، علما بأن كل بند من بنود الخطة الـ٢١ يحتاج إلى مقال ونقاش مفصل ومطول.

الملاحظة الأولى: أن غالبية بنود الخطة عامة ومطاطة وتعطى إسرائيل التملص من كل الالتزامات والعودة لاستئناف العدوان، فى حين أن المطلوب منها عائم وغير منضبط.

الملاحظة الثانية: أنه فى حين أن الخطة تنص على إعادة جميع الأسرى بعد ٤٨ ساعة من قبول إسرائيل للخطة، فهى لا تنص على انسحاب إسرائيل من غزة بصورة واضحة ومحددة بل تتحدث عن انسحاب تدريجى لا تحدد له جدولا محددا.

الملاحظة الثالثة: وهى جوهرية تتحدث عن منح أعضاء حماس الملتزمين بالتعايش السلمى عفوا، ومنح من يريد المغادرة ممرا آمنا للخارج، لكن لا توجد تفاصيل حول تحديد الآلية فى حالة تنفيذ ذلك وما العمل إذا قامت إسرائيل باغتيال بعض هؤلاء بذريعة أنهم شاركوا فى «طوفان الأقصى» أو التصدى للعدوان الإسرائيلى؟!

الملاحظة الرابعة: تتعلق بعدم ذكر الأونروا صراحة فى توزيع المساعدات، وهل سيتم تصنيفها باعتبارها مرتبطة بحماس؟!

الملاحظة الخامسة: وهى الأخطر من وجهة نظرى لأنها تشير إلى تولى حكومة انتقالية من التكنوقراط الفلسطينية إدارة قطاع غزة، وهو كلام منطقى موجود فى الخطة المصرية الأصلية لكن الجديد فى هذا البند هو وجود هيئة دولية تنشئها أمريكا بالتشاور مع شركاء عرب وأوروبيين للإشراف على هذه الهيئة. والخطة هنا أننا بصدد احتلال أمريكى بغطاء بريطانى عبر تونى بلير فى حين تتحمل الدول العربية عبء التمويل. الخطة لا تتحدث عن وجود فترة انتقالية محددة لاستمرار هذه الهيئة والإشراف الأمريكى.

الملاحظة السادسة: فى البند العاشر حديث عن وضع خطة اقتصادية لإعمار غزة فى حين أن هناك خطة مصرية صارت عربية وإسلامية وحازت تأييد معظم دول العالم.

الملاحظة السابعة: إيجابية جدا وتنص صراحة على عدم إجبار أحد على مغادرة غزة، وهو ما يعنى إسقاط فكرة ومخطط التهجير، لكن داخل هذا البند «نعم» كبير بالسماح لمن يختار المغادرة، والتعهد بالعودة إذا أراد، وهو كلام مطاط، فى ظل أن إسرائيل دمرت معظم القطاع وجعلته غير قابل للحياة لسنوات طويلة.

الملاحظة الثامنة: فى البند رقم ١٣ أنه لن يكون هناك أى دور لحركة حماس وسيكون هناك التزام بتدمير ووقف بناء أى بنية تحتية عسكرية هجومية بما فى ذلك الأنفاق. واللغم هنا كيف سيتم تنفيذ هذا البند، وماذا إذا رفضت حماس؟! وهناك إجابة لهذا التساؤل فى البند رقم ١٧ الذى يقول إنه فى حالة رفض حماس أو تأجيلها الرد، فسوف يتم تطبيق الخطة فى المناطق الخالية من القتال والتى سوف يسلمها الجيش الإسرائيلى لقوة الاستقرار الدولية.

الملاحظة التاسعة: موجودة فى البند ١٥ وتشير إلى أن الولايات المتحدة سوف تعمل على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة تنتشر فى غزة للإشراف على الأمن، وهذه نقطة مهمة وخطيرة، لأنها تعنى عمليا أن الولايات قد احتلت أو سيطرت فعليا على القطاع، وهو جوهر ما كان يطالب به ترامب، لكن مع عدم إجبار الفلسطينيين على الهجرة القسرية.

الملاحظة العاشرة: إيجابية للغاية فى البند رقم ١٦ وتشير إلى أن إسرائيل لن تحتل غزة أو تضمها، وأن الجيش الإسرائيلى سوف يسلم الأراضى المحتلة تدريجيا. وهذا البند شديد الأهمية، ويعطل الخطة الإسرائيلية، لكن بشرط أن يتم تطبيقه بصورة صحيحة وشمولية، وعدم الالتفاف عليه فى بنود غير واضحة.

الملاحظة الحادية عشرة: توافق إسرائيل على عدم شن هجمات مستقبلية على قطر، وهو بند غريب جدا، ولا أعرف ما علاقته بالخطة، علما بأن مكتب حماس الموجود فى الدوحة كان بناء على طلب أمريكى، والسؤال هنا: هل يعنى هذا البند توقف إسرائيل عن ملاحقة من تبقى من قادة حماس إذا استمروا فى الدوحة، وماذا لو تنقلوا إلى أماكن أخرى؟!

الملاحظة الثانية عشرة: طريفة وكوميدية، وتتحدث عن إرساء عملية لنزع التطرف من السكان وحوار بين الأديان لتغيير العقليات والروايات فى إسرائيل وغزة، ولا أعرف كيف يمكن التعايش بين الجلاد والضحية، دون أن يتوقف الاحتلال؟! وجوهر القضية هو الاحتلال أولا وأخيرا ولا يمكن الحديث عن تعايش قبل معالجة الجذر الأصلى للمشكلة.

الملاحظة الثالثة عشرة تقول: حينما تحرز عملية إعادة تنمية غزة تقدما، وينفذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية «قد» تتهيأ الظروف لمسار موثوق نحو الدولة الفلسطينية.

الملاحظة المهمة هنا أنه رهن فكرة الدولة بشرطين يمكن تعطيلهما وتخريبهما إسرائيليا طوال الوقت، فإعمار غزة قد لا يكتمل لأى سبب، وبرنامج إصلاح السلطة قد تقول إسرائيل وأمريكا إنه لم يتم وحتى إذا تم ذلك نظريا فإن البند يتحدث عن مجرد احتمالية باستعمال لفظ «قد». وهذا الأمر مكرر فى البند الأخير رقم ٢١ حيث يقول: سترسى الولايات المتحدة حوارا بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسى للتعايش السلمى.

خلاصة القراءة السريعة لخطة ترامب التى لم تعلق عليها إسرائيل أو حماس تفصيليا حتى الآن شديدة العمومية والمطاطية، وميزتها النسبية أنها توقف العدوان والتهجير وتتضمن انسحابا إسرائيليا تدريجيا، لكنها تحول غزة إلى محمية بإشراف أمريكى وإدارة بريطانية وقوات وأموال عربية.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي