** أهم ملاحظات الجولة الثانية لبطولتى إفريقيا هى أن الأندية المصرية الأربعة عرفت كيف تلعب خارج الأرض. وكيف تكشف عن شخصيتها، وكيف تدافع وتهاجم؟ لم تعد المسألة بحثا عن أفضل نتيجة خارج الأرض، ولو كانت التعادل السلبى أو الهزيمة بهدف. وقد عادت فرقنا الأربعة بأفضل النتائج، وبأداء متطور مقارنة بما كان عليه الحال طوال سنوات من رحلاتنا الإفريقية.
** الأهلى لعب بشخصية قوية، أمام الجيش الملكى المغربى، ولاعبو الفريق لم ترهبهم صيحات وصرخات وهتافات جماهير الجيش فى المدرجات، ولم «تنيمهم» لافتات الذكريات فى نفس المدرجات التى أطلقت سكين معجون على لاعبى الأهلى، وألقت بكرات لإفساد هجمات الأهلى فى سلوك يعد عارا على رياضة كرة القدم، كما ألقت بعشرات الزجاجات نحو اللاعبين ورسمت على أرض الملعب مستوى الروح الرياضية عند جماهير الجيش الملكى، وكيف أنها دون المستوى. ووسط تلك الأجواء المظلمة فى الرياضة لعب الأهلى وعاد للمباراة بهدف تريزيجيه وعاد بنقطة التعادل ليستمر على صدارة المجموعة.
** التعادل كان بمثابة انتصار للأهلى على الجيش الملكى وجماهيره وزجاجاتها وكراتها وسكينتها وحكمها وكان أيضا انتصارا على تصريحات فارغة لا تليق، جاء فيها: «نرجو لو سجلنا هدفًا صحيحًا فى مرمى الأهلى أن يحتسب لنا». بينما الذى احتسب للفريق ضربة جزاء لا تحتسب تقدم بها الجيش بهدف فى الدقيقة 35 من الشوط الأول. وللأسف هذا جمهور الجيش الملكى وليس جمهور الكرة المغربية التى احتفل الشعب المصرى بأداء المنتخبات المغربية فى كل البطولات التى خاضتها.
** هارد لك للأهلى الذى تعادل وقد كان قريبًا من الفوز فى الشوط الثانى، والحمد لله أنه عاد من مباراة العودة سالما ومرفوع الرأس فى مواجهة شغب مقيت لا يصدق ولا يمكن تبريره لأى سبب. عاد مرفوع الرأس بأداء جيد من المدرب الدنماركى توروب الذى أجرى تغييرات فى توقيت جيد وشكلت دوامته الهجومية صداعا فى رأس دفاع الجيش الملكى.
** قبل مباراة الأهلى والجيش كان المصرى يلعب فى الكونفدرالية ويهزم زيسكو 3/2. فى لقاء اتسم بالندية والقوة من الطرفين. وكان سلاح زيسكو هو القوة البدنية واللياقة والجرى والعضلات، وكان سلاح المصرى هو التكتيك وهدوء الأعصاب والتركيز «والمخ» فى أداء مميز قدمه المدير الفنى التونسى نبيل كوكى الذى طور من أداء الفريق. وتألق دغموم النجم الجزائرى الذى لا يكف عن الحركة طوال فترة اللعب. بجانب الحارس العملاق محمود حمدى الذى كان وراء حماية شبكة المصرى من صواريخ زيسكو وبرباطة جأش (أى ثابت عند الشدائد كما تقول المعاجم) ولم يهزه الخطأ الذى وقع فيه فى المباراة.
** الزمالك ظل فائزا على فريق كايز تشيفز حتى الدقيقة 95. إلى أن أخطأ محمد صبحى فى كرة عرضية أراد الإمساك بها بثقة ففلتت من يده إلى المرمى ليتعادل كايزر وينتهى اللقاء 1/1 ويفقد الزمالك نقطتين مؤكدتين أمام فريق قوى لعب على الاستحواذ بما يملكه من لاعبين عدائين وأجسادهم قوية ولياقتهم عالية جدا. وكان أحمد عبد الرءوف ذكيا فى البدء مهاجما مما أسفر عن هدف سيف الجزيرى فى الدقيقة الثالثة، وقد كان الجزيرى مصدر تهديد لدفاع كايزر فكيف كان خارج تشكيل فيريرا؟ من أفضل ألعاب المباراة تمريرة فتوح إلى عدى الدباغ فى الدقيقة 70 كى يسجل لكنه سدد فى الشبكة. تحمل محمد صبحى ودفاع الزمالك العبء الأكبر فى المباراة. والواقع أن الذى تحمل هو التنظيم الدفاعى للفريق بمعاونة شحاتة ومحمد إسماعيل وناصر ماهر.
يبقى أن بيزيرا المراوغ والسريع، بالغ أحيانا فى المرواغة، وفى مرة راوغ نصف كايزر تشيفز فى مشوار طويل وكاد يسجل فلم يفعل. أما شيكوبانزا فهو يذكرنى بنجم الزمالك القديم عمر النور الذى كان سريعا جدا ويجرى بالكرة وخلفه لاعبى الفريق الآخر حتى يخرج بها من الملعب. وشيكوبانزا يحتاج من رءوف سيطرة وتطوير وسيكون لاعبا خطيرا وقوة هجومية للزمالك.
** بيراميدز لعب بفلسفة السيطرة والإستحواذ (54 % مقابل 46 %) لكن الرقم اللافت للنظر أن زمن اللعب الفعلى كان 51 دقيقة وهو رقم جيد يشير إلى أن الكرة ظلت فترات طويلة فى الملعب بين الفريقين. سجل هدف بيراميدز محمود رضا. وقد حصل الفريق على درجة قدرها تقترب من 7/ عشرة . وهى جيدة للفريق الذى عاد فائزا وبرصيد 6 نقاط من انتصارين فى مجموعته . مبروك للفرق الأربعة.