قبطوفوبيا جمهورية الوسطيين - حسام السكرى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:13 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قبطوفوبيا جمهورية الوسطيين

نشر فى : السبت 30 ديسمبر 2017 - 9:40 م | آخر تحديث : السبت 30 ديسمبر 2017 - 9:43 م
- مش باقولك؟! القوى الخارجية اللي بتكره مصر بتأجر بلطجية علشان يزعزعوا الاستقرار. مصر مستهدفة.
- تأجرهم ازاي؟ هو المجرم اللي قتل الناس في كنيسة مارمينا ده كان مأجور؟
- أكيد. عميل مأجور وخسيس

- وده لما تديله مال قارون هيكسب إيه؟ ده كان رايح وهو عارف إنه هيموت في العملية. اللي ارتكب الجريمة دي عملها بإيمان نقي وخالص.

- أعوذ بالله. بتسمي ده إيمان؟
- تسميتي أو تسميتك مش مهمة. بالنسبة له إيمان واقتناع ضحى عشانه بكل حاجة. بحياته وحياة غيره.

- عاوز تبرأ أهل الشر والأجهزة الأجنبية وتطلع الراجل مؤمن وتقي!!
- أنا مش بابرأ حد. آليات الارتباط بأجهزة في الخارج أو الداخل، مسألة آلياتها معقدة وخارج موضوعنا. أنا باتكلم عن مرتكب العملية ودوافعه. عن قناعاته. عن سعادته وهو ماشي في وضح النهار وهو شايل أسلحة وقنابل أو رايح يفجر نفسه وهو مبتسم. ده مش خاين ومأجور. ده إنسان الكراهية عنده عقيدة وصلت ذروة قوتها برغبته في إفناء من يخالفه مرضاة لوجه الله حتى لو دفع حياته كثمن.

- أنا فاهم انت بتحاول تعمل إيه. عاوز تغسل دماغي وتصدعني بالكلمتين بتوعك عن تحريض المشايخ ورجال الدين على الكراهية والقتل. كل ده علشان شايف إننا لازم نقبل الشرك وننسى إن فيه حاجة اسمها كفر وإيمان رغم إن كلام ربنا واضح. الشرك بالله كفر، والمسيحية كفر، ونحن نكره شركهم وكفرهم وما يفعلون، ولكن قتل النفس إلا بالحق حرام.

- معلش اسمحلي بسؤال. انت مش طول الوقت بتهاجم "عنصرية الغرب ضد المسلمين"؟

- انت كمان عاوز تنكر إن فيه حالة إسلاموفوبيا أو فزع من الإسلام والمسلمين في الغرب؟! مش عاوز تعترف إن المسلمين هناك ضحايا لكراهية واعتداءات عنصرية؟! تنكر انهم بينضربوا ويتقتلوا بتحريض من أحزاب وقوى اليمين المتطرف؟

- إطلاقا. أنا موافقك تماما إن فيه صعود للإسلاموفوبيا، ومفيش حد يقدر ينكر الأذي اللي بيحصل لمسلمين أو لمهاجرين غير مسلمين من المتطرفين. ممكن اختلف معاك في تقديرك لانتشارها، لكن موافقك تماما إن تكتلات اليمين المتطرف لها دور رغم إنها ما بتحرضش بشكل مباشر ولا تدعو للقتل.

- يا سلام؟! ما بتحرضش؟!! عاوز تبرأهم!

- إطلاقا. بس لو عاوز تبقى منصف لازم تعترف بإن خطاب الأحزاب اليمينية لا يدعو للاعتداء على المهاجرين أو المسلمين أو قتلهم. لو عملوا كده كان يبقى من السهل إدانتهم بمقتضى قوانين تجرم خطاب التحريض والدعوة للإيذاء.

- انت بتدافع عنهم ليه؟ يا راجل اسمع ترمب، شوف ساسة اليمين الأوروبي بيرعبوا الناس من المسلمين وبينشروا الخوف منهم ازاي. بيقولوا لهم إن المسلمين بيشكلوا تهديد للمجتمع الأوروبي وقيمه المسيحية، تهديد لحياتهم نفسها. بيفهموهم إن المسلمين بيكرهوهم وعاوزين يحتلوا بلادهم وينشروا دينهم ويغيروا تركيبة المجتمع. ده كله مش كفاية؟ طبيعي إنك لما تشحن الناس بالشكل ده بعضهم يستجيب ويقرر يعمل حاجة علشان الخوف اللي اتغرس في نفسه. يهاجم، يضرب، يحرق، يقتل. وكل ده بسبب نشر الكراهية ضد المسلمين.

- يعني متفقين.
- كل ده ومتفقين؟
- طبعا. أنا موافقك إن الخطاب المتطرف بينشر الكراهية وإنه مسؤول عن الاعتداءات اللي بتحصل على مسلمين هناك حتى لو لم يحرض بشكل مباشر. وده بالمناسبة فيه اتفاق عليه في الخطاب الغربي العام.ىمعظم أصحاب الرأي والكتاب والصحف والإعلام بيقولوا كده. المدهش انك بتشوف ده هناك، لكن تتعامى عنه هنا.
- أتعامي عن إيه؟ هو احنا عندنا إسلاموفوبيا؟!

- دي النقطة. انك ما بتشوفش الكراهية غير لما تتوجه لك أو لمن هم على شاكلتك أو دينك. ما بتشوفش غير الإسلاموفوبيا. لكن "القبطوفوبيا" أو "المسيحية فوبيا" أو "الاختلافوفوبيا" أو الهوموفوبيا على قلبك زي العسل. اتعودت عليهم وبتمارسهم كل يوم.

- قبطوفوبيا؟
- طبعا. ما تستنكره في خطاب اليمين الموصوف في الغرب نفسه بالتطرف، تقبله في خطاب ديني إسلامي تصفه بالوسطية والاعتدال. خطاب شائع ومنتشر ومقبول في برامج التليفزيون ودروس المساجد. بينشر الخوف والفزع من المسيحيين. بيشيع إنهم بيكرهوا الإسلام والمسلمين ولو عملت أي شيء يرضيهم تبقى خرجت من الإسلام. بيقولوهم إن الأقباط عاوزين يحتلوا البلد، وإنهم كفار وعباداتهم بتغضب ربنا، وكنايسهم بتمارس طقوس الشرك، وإن كراهية عبادتهم وممارساتهم وأحيانا كراهيتهم هم ذاتهم جزء أصيل من صحة عقيدة الولاء والبراء، اللي أصبحت عندهم مكون أساسي لا يصح الإيمان بدونها. طبيعي إنك لما تشحن الناس بالشكل ده بعضهم في النهاية بيستجيب للشحن ويقرر يعمل حاجة بدافع الخوف اللي اتغرس في نفسه.

- برضه بتخلط الأمور. كراهيتنا لما يفعلونه، أو تنبيهنا لحقدهم وضررهم وخطرهم، مسألة لا علاقة لها بإيذاءهم أو قتلهم.

- ده بالضبط اللي بيقوله المتطرفين الإقصائيين في الغرب مع كل حادث اعتداء على المسلمين. نفس العنصرية ولكنكم تحبون أنفسكم وتنكرون الواقع.
التعليقات