كيف حطّمت السوشيال ميديا معايير الجمال «المثالى»؟ - مواقع عربية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف حطّمت السوشيال ميديا معايير الجمال «المثالى»؟

نشر فى : الأحد 30 ديسمبر 2018 - 11:45 م | آخر تحديث : الأحد 30 ديسمبر 2018 - 11:45 م

نشر موقع درج مقالا للكاتبة «مايا الحاج» تتناول فيه تغير معايير الجمال من عصر لآخر وجاء فيه:
لا شكّ أنّ الجمال الأنثوى على مدار العصور ارتبط بجوانب متعدّدة من حياة الإنسان وبيئته. وإذا رصدنا واقعنا الراهن، نجد أنّ الثورة الهائلة فى مجال وسائل التواصل تُحدث اليوم تحوّلا لافتا فى معايير هذا الجمال. وكأنّ ما صاغته العقود السابقة من علاقة وثيقة بين جمال المرأة وجسدها «المثالى»، صار منتهي الصلاحية.
السوشيال ميديا سمحت للناس العاديين فى التدخّل مباشرةً فى تحديد مفهوم الجمال، ما أدّى إلى تحوّلات كبيرة تستحق أن نقف عندها. «المثالية» لم تعد مصطلحا مقبولا بعدما أضحت وسائل التواصل ساحة مفتوحة يرتادها أيّ كان من أى مكان، متسلّحا بقدرته على التعليق والمشاركة وتسجيل قبوله ورفضه لهذا الموضوع أو ذاك.
النحافة الشديدة مثلا لم تعد معيارا مرغوبا، كما فى السابق. لقد أرغم روّاد المواقع الإلكترونية صنّاع الموضة على التخلّى عن مبدأ النحافة الشديدة فى اختيار العارضات. وذلك بعدما تداول الناشطون على صفحاتهم صور عارضات أزياء وقعن ضحية المرض والموت رغبةً منهن فى الحفاظ على أجسادٍ نحيفة و«مثالية» تُرضى متطلبات دور الأزياء الكبرى.
استطاع رواد التواصل الاجتماعى بكلماتهم ومواقفهم الجريئة تحريك الرأى العام، وهذا ما دفع حكومات أوروبية إلى اتخاذ قرار يقضى بمنع التعاقد مع عارضات نحيفات جدا أو يعانين «الأنوريكسيا»، المعروف بمرض فقدان الشهية.
وبعد إطلاق منصات إلكترونية تهتم بالمرأة وحياتها (تديرها نساء من خارج الدائرة التى تضمّ مبتكرى الموضة العالمية)، تحوّل المتابعون إلى فاعلين ومؤثرين. من هنا، بدأت حملات أخرى تُطالب بتقديم موضة تعكس قوة المرأة بدلا من الاكتفاء بإبراز مكامن أنوثتها.
وفى شكل سريع وغير متوقع، ظهرت عارضات أزياء مختلفات، حطّمن قواعد كانت ثابتة فى هذا المجال. ولعلّ الفيديو الذى قدمته شركة «ايتش أند أم» هو الأقوى، بحيث قدّم عارضات مختلفات وزنا وطولا ولونا وثقافةً، تكريسا لمبدأ احترام فردية كل امرأة.

جمال المرأة الحديثة يكمن فقط فى هويتها الخاصة
لم يعد مبتكرو الموضة قادرين على تجاوز «مليونيات» يمتلكها صنّاع محتوى استطاعوا فرض رؤيتهم الجديدة على العالم. ف «الانستجراميات» اللواتى استطعن جذب آلاف المتابعين صرن اليوم «عارضات» تتسارع الماركات العالمية إلى التعاون معهن، من دون أن تولى اهتماما إلى جمالهن «العادى». وصارت المرأة الناجحة حاضرة فى إعلانات مهمّة، عربيا وعالميا، ترسيخا لدور المرأة فى مجتمعها من دون الاعتماد المطلق على الجمال الصارخ. هكذا، أخذت المعايير الجمالية الثابتة تتلاشى شيئا فشيئا.
«وينى هارلو» مثلا هى اليوم من أهم عارضات الأزياء فى العالم، مع أنها مصابة بالبهاق أو مرض اصطباغ البشرة، الأمر الذى لم يكن ممكنا مشاهدته قبل عشر سنوات مثلا. و«حليمة آدن» هى اليوم أول عارضة أزياء مسلمة ومحجّبة. طولها أقلّ من 170 سنتم، لكنها شاركت فى إعلانات أهم شركات الملابس واعتلت منصّات العروض التابعة لدور أزياء عالمية.. أما «آشلى غراهام» فهى عارضة بدينة، وقّعت عقدا مع إحدى أهم شركات الأزياء فى أمريكا، وستتولى تقديم حفلة انتخاب ملكات جمال الكون، الشهر المقبل. وهذا الحدث يُمثّل فى ذاته سابقة فى عالم الجمال والموضة.
المرأة المستهلكة إذا لم تعد متفرّجا سلبيا.. هى اليوم مُشاركة فاعلة فى تحديد خطوط الموضة ومعايير الجمال. لقد فرضت عبر حضورها الافتراضى تغييرات واقعية رسمت ملامح جديدة للمرأة الجميلة.
جمال المرأة الحديثة يكمن فقط فى هويتها الخاصة. فهل يمكن أن تغدو «الخصوصية» معيارا أساسيا فى جمال المرأة الحديثة؟

التعليقات