الأمريكيون داعمو إسرائيل يخسرون المعركة أمام اليهود داعمى حقوق الفلسطينيين - مواقع يهودية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:20 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأمريكيون داعمو إسرائيل يخسرون المعركة أمام اليهود داعمى حقوق الفلسطينيين

نشر فى : الخميس 31 ديسمبر 2020 - 11:00 م | آخر تحديث : الخميس 31 ديسمبر 2020 - 11:00 م

نشر موقع Mondoweiss مقالا للكاتب ياكوف هيرسش، تناول فيه المعركة الدائرة بين الأمريكيين داعمى إسرائيل ــ أمثال الكاتبة بارى ــ أمام اليهود داعمى حقوق الفلسطينيين ــ أمثال بيتر بينارت، ذاكرا موقف بينارت القوى الرافض لدور الضحية الذى يحاول الإسرائيليون لعبه، مختتما مقاله بالنصر الذى حققه بينارت وأعوانه فى أرض المعركة الفكرية... نعرض منه ما يلى:
إن المعركة الأيديولوجية اليهودية بين بارى فايس (كاتبة ومحررة أمريكية عرفت بتأييدها لإسرائيل والصهيونية) وبيتر بينارت (يهودى يطالب بوطن للجميع، الإسرائيليين بجانب الفلسطينيين، كما أنه لا يؤمن بوجود دولة يهودية)، هذه المعركة ستشكل السياسة اليهودية والأمريكية تجاه إسرائيل. لهذا السبب من المهم جدا الاستمرار فى متابعة ما يجرى بين الاثنين عن كثب. فايس تشير ضمنيا إلى أن بينارت يتعاون مع «أعداء اليهود» وذلك بسبب حلقة نقاشية أجراها فى 15 ديسمبر حول معاداة السامية، كانت بعنوان «تفكيك معاداة السامية، وكسب العدالة»، كانت معه رشيدة طليب، داعمة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS، ومارك لامونت هيل وباربرا رانسبى اللذان يعتبران داعمين لفلسطين.
بعد الحلقة، رد بينارت على منتقديه. وأكد أنه ليس من خان اليهود. فالدفاع عن «كرامة الفلسطينيين»، حسب بينارت، هو «ولاء لليهود»، وليس خيانة يهودية. قائلا على تويتر: إن شيطنة الفلسطينيين هى خيانة لليهود:
«يقول التلمود إن الكرامة الإنسانية تعلو على كل الأوامر الحاخامية. لذا فإن الحديث الليلة مع رشيدة طليب ومارك لامونت هيل وباربرا رانسبى عن الدفاع عن الكرامة الإنسانية ــ بما فى ذلك الكرامة الفلسطينية ــ لا يشكل خيانة يهودية بل الولاء لليهود».
لم يعد بينارت يُظهر احتراما ودفاعا عن خطاب الضحية الجماعى اليهودى. وهذا مثال آخر عن توجهات وثقافة بينارت. هو يعتبر الضحية اليهودية الجماعية، أو «صور المحرقة»، «سرطانا»، معبرا عن ذلك بقوله:
«هذا التجريد من الإنسانية يتنكر فى زى السرطان. إنه لا يحول الفلسطينيين إلى نازيين فحسب، بل يحول أى شخص يتبنى القضية الفلسطينية إلى متعاطف مع النازية، مذنب بمعاداة السامية حتى تثبت براءته».
ينقل بينارت معركته الآن إلى بارى فايس والمتحدثين اليهود الآخرين الذين يرون كارهى اليهود فى كل مكان. إنه يدافع عن تواصله مع الفلسطينيين والمتعاطفين معهم على أسس يهودية. فيهوديته تجعله يتعامل مع الفلسطينيين كبشر. سأل الحاضرين هل تبدو طليب وهيل وباربارا معادين للسامية؟ انظروا إليهم، استمعوا إليهم. لا، إنهم المكروهون وليسوا الكارهين. وقد أوضح هذه النقطة مرة أخرى بعد أن تحدث إلى اثنين من الأكاديميين الفلسطينيين البارزين. تحدى مستمعيه اليهود، انظروا إلى رشيد الخالدى أو ناديا أبو الحاج. استمعوا لهما. لا يوجد كراهية لليهود هناك. وغرد:
«أود بشكل خاص أن أشجع الناس على الاستماع إلى الجزء الأخير من هذه المناقشة، حيث يتحدث رشيد ونادية عن استمرار وصفهما معادين للسامية لمجرد الدفاع عن الحقوق الفلسطينية».
***
الآن نأتى إلى بارى فايس. بدأت المعركة بين بارى وبينارت عندما استخفت، فى تغريدة على تويتر، بحديث بينارت عن معاداة السامية الذى أقامه:
«إذا كنت من غير اليهود وترغب فى إخبار اليهود بما هو معاد للسامية وما هو غير معاد للسامية، فأنت على الأرجح معاد للسامية. إذا كنت يهوديا تتعاون مع بينارت وأعوانه، فأنت على الأرجح أحمق وتساعدهم».
يعتبر رد بارى فايس على هذا الحدث بمثابة شيطنة واغتيال شخصية جميع المشاركين فى حلقة نقاش بينارت. فهى تتعمد التشهير بهم لمنفعة شخصية وأيديولوجية.
فبارى تتبع أسلوب التشهير فى محاولة خادعة لكسب الحجة دون جدال. وكتاب معاداة السامية لبارى فايس ملىء بأمثلة عن التشهير. ما عليك سوى إلقاء نظرة على كيفية فهمها، فى كتابها، لليهود الذين لديهم آراء وقيم مختلفة عن وجهات نظرها وقيمها. هل تتفاعل مع أفكارهم؟ لا. هى تقول، إذا جاز التعبير، لا تصغى إلى هؤلاء الناس. إنهم يهود «يطعنون فى الظهر». إنهم يشبهون الخونة اليهود الذين ظل شعبنا فى وسطهم منذ فترة طويلة. إنهم، على حد تعبيرها، «عملاء يهود يدمرون أنفسهم».
كان رد فايس على بينارت واليهود الآخرين الذين يختلفون معها هو تشويه سمعتهم. توجه فايس اتهاما مقيتا ضد اليهود الذين تعتبرهم «معارضين بشدة للمصالح اليهودية». كما تدعى أن لديهم مشكلة مَرَضية مع كونهم يهود. لكن قد نسأل لماذا لا يطرح عليها أسئلة من نوع «لماذا عليها أن تقرر ما هو وما هو ليس فى المصلحة اليهودية؟» لكن هذه الأسئلة لا تُطرح عادة على فايس لأنها تتبع أسلوب التشهير لجعل خصومها اليهود وآرائهم من المحرمات. وما عليك سوى إلقاء نظرة على السمتين الرئيسيتين للتشهير، على حد تعبير أول منظريها، ليرد ويلكوكس:
1. «طريقة الهجوم فى التشهير هى الاعتداء واغتيال شخصية الضحية».
2. «من القواعد المهمة فى التشهير تجنب الانخراط فى أى نوع من النقاش حول مصداقية أو معقولية ما تم التعبير عنه، فقط قم بالإدانة... الهدف الأساسى من التشهير هو القمع».
***
بارى فايس غير قادرة على مناقشة ما إذا كانت أفكار بيتر بينارت «يهودية» أو معادية لليهود، لذا فهى تشوه سمعته. كان هذا رد الجالية اليهودية عليه منذ عقد من الزمان. فبالنسبة للأدباء اليهود، من يُطلق عليهم «المتحدثون باسم اليهود»، كان الحل الوحيد للتعامل مع بينارت هو تشويه سمعته.
من جانبه ذُهل أندرو سوليفان، كاتب وصحفى بريطانى، من «الاعتداء على بيتر بينارت»، حين كان كتاب بينارت «أزمة الصهيونية» على وشك النشر. ما أذهل سوليفان أكثر هو «النقص التام فى التعامل مع حجج كتاب لم يُنشر بعد». وقال:
«لقد مررت بنصيب كاف من الذم الشخصى على مر السنين ــ بسبب موقفى من الزواج، أو فيروس نقص المناعة البشرية، أو العرق، أو إسرائيل، أو أى شىء آخر. لكن هذا المستوى من التشهير الشخصى الشرير لبينارت، من أناس دعموه ذات مرة، شىء فاسد وفارغ تماما. تريد أن تعرف لماذا هؤلاء الناس يفعلون ذلك؟ اقرأ الكتاب. إنهم مرعوبون من الحقائق الواردة به».
بارى فايس فى ورطة. إنها تسعى للتحدث باسم اليهود، لكن بيتر بينارت يقف فى طريقها. معضلتها أن السلاح الوحيد فى ترسانتها اليهودية لحرب الأفكار هو التشهير والقمع. مشكلتها أيضا هى أن بينارت لن يتعرض للتخويف من قبل هؤلاء الصحفيين الذين يهدفون إلى التحدث باسم الشعب اليهودى. لقد فاز للمرة الثانية الآن فى «حرب الأفكار» اليهودية الأمريكية على (إسرائيل ونتنياهو ومعاداة السامية). ومع استمراره فى تحدى خطاب الضحية اليهودى، فإن منتقدى بيتر بينارت الأمريكيين الجدد والقدامى سيتراجعون.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:من هنا

التعليقات