حلمي التوني لـ«الشروق»: المصريون شعب مرح.. والناس في حاجة إلى البهجة - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:22 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد افتتاح معرضه الجديد «ذكريات»..

حلمي التوني لـ«الشروق»: المصريون شعب مرح.. والناس في حاجة إلى البهجة

إسماعيل الأشول
نشر في: الجمعة 1 نوفمبر 2019 - 10:16 م | آخر تحديث: الجمعة 1 نوفمبر 2019 - 10:16 م

المرأة مثل القطة.. كلتاهما تحتاج إلى الحنان و«الطبطبة».. ومعرضى القادم بعنوان «الفاكهة المحرمة»
المعرض يتيح لزائريه الإطلاع على سيرتى ومسيرتى الفنية عبر السنين
لوحاتى تشارك جمهورى نفس الإحساس والنشأة وتفكر بطريقتهم

 


بأساليب متنوعة، وخطوط تعكس عالما من التفاصيل والألوان والصور، عاد الفنان التشكيلى حلمى التونى، الأحد الماضى، إلى جمهوره، بمعرض يحمل اسم «ذكريات»، يضم نحو ثلاثين لوحة نادرة لم يسبق لأحد أن رآها طيلة العقود الماضية، سوى الفنان نفسه.

«هذا المعرض مفاجأة حقيقية لمشاهدى لوحاتى ومتابعيها، وأعتقد أنه مهم لأنه يتيح فرصة لمن فاتته مرحلة من مراحل أعمالى أن يشاهدها» هكذا تحدث التونى، قبل أن يوضح، فى نبرة تحمل فرحة الفنان حين يبصر عيون الناس تطالع أعماله: «هو نظرة فى قاموس وكشكول سيرتى، وزيارة إلى رحلة حلمى التونى عبر عشرات السنين.. المعرض يتيح لزائريه الإطلاع على مسيرة ورحلة فنية فى محطات متنوعة».

وتعود أقدم لوحة فى المعرض إلى عام 1984 فى حين تحمل أحدث اللوحات توقيع حلمى التونى بتاريخ 2018.

المعرض المقام بحى الزمالك الشهير، وتحديدا فى «موشن آرت جاليرى»، عبارة عن «مختارات من مراحل وأساليب مختلفة عبر أربعين سنة.. فهو ليس معرضا استيعاديا لمجمل مسيرتى الفنية، وإنما يمكننا وصفه بأنه معرض انتقائى استيعادى لمراحل معينة تبرهن وتؤكد على القدرة على التجدد والابتكار والحرية فى الأداء».. وفق التونى.

وعن الفرق بين المعرض الاستيعادى والمختارات، أوضح الفنان التشكيلى الكبير فى تصريح لـ«الشروق»: «المعرض الاستيعادى يشمل كل الرحلة الفنية، وعادة يكون بعد وفاة الفنان، أما المعرض الانتقائى فيكون فقط لإظهار وإثبات قدرة الفنان على التنوع والابتكار والتجدد».

من يزور المعرض، على بعد خطوات قليلة من نهر النيل، يلاحظ فى بعض اللوحات، حضور رموز وخطوط للحيوانات مع أجساد البشر وتحديدا المرأة، فى خطوة نادرة فى رسوم حلمى التونى، وهو ما يفسره بالقول: «هى أول مرة فعلا أستعين بالحيوانات فى لوحاتى من خلال الربط بين الإنسان والحيوان».

أما لماذا اختار المزاوجة بين جسد المرأة والقطة فى إحدى اللوحات، بحيث تبرز اللوحة أذنى القطة وذيلها، مع جسد المرأة ووجهها، يقول التونى: «وجدت تشابها بين المرأة والقطة، فقمت بنوع من التوليفة الخاصة التى تجمع بينهما؛ ملامح المرأة وملامح من القطة، فلن تجد المرأة قطة كاملة. هذا جزء من رسالة المعرض، وهو يختلف تماما عن معرض أقمته فى عام 2000 تحت عنوان: تحية إلى الفن القبطى، وأعتبره نقلة نوعية فى عملى، وأصدرت بيانا وقتها، قلت فيه إن مصر عاشت سبعة قرون قبطية ونشأت فى هذه القرون السبعة، حضارة وفن خاص بها، وهذا الفن والحضارة تكاد تكون منسية، فنحن نرى ملامح من الفن الأرابيسك الإسلامى أو الغربى أو الفرعونى، أما ناحية الفن القبطى، فنادرا ما يكون هناك مكون مستمد ومستوحى من المرحلة القبطية».

وبالعودة إلى اللوحة نفسها التى تجمع بين القطة والمرأة، مع طغيان اللون الأسود عليها، تابع التونى: «أرى أن هناك قدر من الصفات النفسية المشتركة بين المرأة والقطة.. كلتاهما تحب الحنان وتحب الطبطبة.. المرأة تحتاج إلى هذا الحنان وهذه الطبطبة.. القطة تتميز بالكسل، ثم فجأة تتميز بالنشاط الشديد، والمرأة كذلك.. تنتقل من الكسل إلى النشاط فى لحظات».

وعن كون المرأة ملمح أساسى فى مسيرته الفنية ككل، قال: «المرأة محور أساسى من خلال هذا المعرض الانتقائى.. ستجد المرأة حاضرة بشكل دائم ولا ينافسها أحد.. حتى عندما رسمت الحيوان اخترت يخرج أنثى فى صورة القطة (...) هذه اللوحة بألوانها مرحلة من عدة مراحل فى مسيرتى الفنية، ولكل مرحلة عندى ألوانها الخاصة، التى تعبر عنها أفضل تعبير، ولذلك تتغير لوحة الألوان حسب الموضوع وحسب المزاج الذى يمر به الفنان فى هذه المرحلة.. كما أن الألوان لها تعبيرات وتجليات نفسية أكيدة، وأنا أهتم بالألوان فى مجمل أعمالى، أكثر من أى عنصر آخر فى اللوحة، ومعروف فى تاريخ الفن، أن أبرز من اهتموا بالألوان هو الفنان ماتيس (الرسام الفرنسى هنرى ماتيس (1869 ــ 1954م) كان معروفا باستخدام تدريجات واسعة من الألوان المنتظمة».

وعن سر ولعه بالألوان، وخاصة اللون الأحمر، قال التونى: «طبيعتى طبيعة مرحة.. لا أحب النكد.. هذه الطبيعة بداخلى توحى إلى مجموعة ألوان مبهجة وخاصة فى العشر سنوات الأخيرة، شعرت أن هناك حاجة عند الناس إلى البهجة وهناك قدر كبير من القلق.. وأحيانا يكون قدر من الاكتئاب.. ونحن المصريون لا نتصف بالقلق والاكتئاب ولكننا شعب مرح.. خاطبت الناس بلوحات فى مرحلتى الأخيرة، لذلك تجد فى تلك اللوحات قدر كبير من البهجة والمرح لتعويضهم عن الجو العام الذى يسوده القلق والاكتئاب».

وردا على سؤال عما إذا كانت لديه مدلولات للألوان، بخلاف قراءة الأشخاص العاديين لها فى لوحاته، أجاب: «بالعكس، اللغة المشتركة والتواصل من أهم صفات أعمالى. لوحاتى تتمتع وتتميز بالتواصل مع الناس.. تفكر بطريقتهم، وتشاركهم نفس الإحساس ونفس النشأة.. فاللون الأحمر محبب جدا للطبقات الشعبية.. وهو لون الفرح.. لذلك يغلب استخدامى للون الأحمر فى كثير من اللوحات».

وفى ختام تصريحاته الخاصة لـ«الشروق»، تحدث التونى عن معرضه القادم، قائلا: «سيكون لدى معرض فى شهر مارس من العام المقبل، بعنوان: الفاكهة المحرمة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك