تصدر اسم الفنانة المعتزلة *إيمان الطوخي* محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، بعد حالة من الجدل والاهتمام أعادت اسمها للواجهة، رغم ابتعادها عن الساحة الفنية منذ أكثر من 25 عامًا، حيث كان آخر ظهور لها على الشاشة عام 1997.

تزامن هذا التفاعل مع تداول مقاطع مصورة من أغنياتها ومشاهد من أعمالها الدرامية، خاصة عبر منصة "تيك توك"، ما أثار اهتمام الجمهور، لا سيما الأجيال التي تكتشف صوتها لأول مرة، وتساءلت عن سر غيابها الطويل.

بداية إذاعية وميلاد صوت مميز

بدأت إيمان الطوخي مشوارها الفني بعد تخرجها من قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام عام 1980، متأثرة بوالدها محمد كمال الطوخي، الإذاعي والممثل المعروف، ما جعل الإذاعة بوابتها الأولى إلى الجمهور.

عرفها المستمعون بصوتها العذب قبل أن يروها على الشاشة، وشاركت في عدد من الأعمال الإذاعية، وقدمت أغنيات ضمن مسلسلات مثل: **"الإمام الملك"، "نور الدين زنكي"، و"من سيرة بني هلال"**، قبل أن تتجه للتمثيل في الدراما التلفزيونية والسينما.

أدوار تاريخية وصوت يتقن اللغة العربية

ساعدها إتقانها للغة العربية الفصحى في الظهور بأعمال درامية ذات طابع تاريخي وديني، مثل:
"جمال الدين الأفغاني"، "لا إله إلا الله"، "الخليل بن أحمد"، و"الفرسان يغمدون سيوفهم"، وكان لهذه الأدوار دور في تكوين صورتها كممثلة جادة ومتقنة.

نقلة درامية بـ"رأفت الهجان"

رغم مشاركتها في عدة أفلام ومسلسلات بأدوار ثانوية، مثل: "بيت الكوامل"، "ولا تدمرني معك"، و"دخان بلا نار"، فإن النقلة الحقيقية في مسيرتها جاءت عام 1990، من خلال دور "إستر بولونيسكي" في المسلسل الشهير "رأفت الهجان" أمام النجم محمود عبد العزيز، وهو الدور الذي ظل الأكثر رسوخًا في ذاكرة الجمهور.

فوازير وتمثيل وغناء

نظرًا لموهبتها المزدوجة في التمثيل والغناء، شاركت في فوازير "ألف ليلة وليلة" عام 1991، وهو اللون الفني الذي كان شائعًا وناجحًا آنذاك.

وكان آخر ظهور فني لها عبر شخصية "غرام خاتون" في الجزء الثالث من مسلسل "بوابة الحلواني".

بصمتها في الغناء.. ألحان وشعراء كبار

رغم قِصر مسيرتها الفنية، فقد سجلت إيمان الطوخي حضورًا مميزًا في الغناء، وتعاونت مع أسماء لامعة في عالم التلحين والكلمة الغنائية، ومن أبرز أغنياتها:

"يا عيون يا مغرباني" – كلمات: عمر بطيشة، ألحان: عمار الشريعي
"إرمي حمولك"– كلمات: سيد حجاب، ألحان: ياسر عبد الرحمن
"من النظرة الأولى" – كلمات: عماد حسن، ألحان: محمد ضياء

رغم غيابها التام عن الأضواء، ما زال جمهور إيمان الطوخي يتذكر صوتها وأدوارها، ويعيد استكشافها مع كل موجة اهتمام جديدة، لتظل واحدة من علامات جيل فني رحل بهدوء، تاركًا أثرًا لا يُمحى.