قُتل شخصان وأصيب آخرون مساء الأربعاء، خلال محاولة اقتحام مركز للدرك الملكي في مدينة القليعة التابعة لعمالة إنزكان – أيت ملول بمحافظة أگادير جنوب المغرب، في تطور جديد ضمن موجة الاحتجاجات التي تجتاح عددًا من المدن المغربية فيما بات يُعرف بـ"انتفاضة جيل زد".
وأوضحت السلطات المحلية أن "عناصر الدرك الملكي اضطرت لاستخدام السلاح الوظيفي في إطار الدفاع الشرعي عن النفس"، بعدما هاجمت مجموعات من الأشخاص المركز ورشقته بالحجارة، قبل أن تقتحمه وهي تحمل أسلحة بيضاء في محاولة للاستيلاء على الذخيرة والعتاد.
وأضافت أن المهاجمين أشعلوا النار في سيارة تابعة للدرك وأجزاء من المبنى، واستولوا على أربع دراجات نارية تابعة للمصالح الأمنية، بينما حاولت العناصر الأمنية صد الهجوم باستخدام وسائل غير قاتلة، بينها القنابل المسيلة للدموع.
وتأتي هذه التطورات في سياق احتجاجات متصاعدة يقودها شباب ومراهقون من "الجيل الرقمي"، الذين خرجوا إلى الشوارع منذ أسابيع رفضًا لما يعتبرونه "تهميشا اجتماعيا وتضييقا على الحريات"، وسط دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتصعيد والتمرد على "النظام القائم".
وشهدت مدينة القليعة ليلة الأربعاء حالة من الفوضى وأعمال كر وفر بين المتظاهرين والقوات العمومية، التي عززت وجودها في محاولة للسيطرة على الوضع.
وتتابع الأوساط المغربية والدولية عن كثب تطورات ما يُعرف إعلاميا بـ"انتفاضة جيل زد"، وسط تساؤلات حول خلفياتها ومآلاتها المحتملة، في وقت لم تصدر فيه بعد تعليقات رسمية من مستويات عليا بشأن هذه الأحداث.