سافر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس 2 فبراير، إلى ولاية ميشيجان المتأرجحة بالنسبة له، والحاسمة في انتخابات سابقة، والتي تعد أيضًا بوتقة الغضب العربي الأمريكي المتزايد من سياساته في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.
وجاءت الرحلة بعد أيام من سفر مدير حملة الرئيس الديمقراطي الحالي إلى مدينة ديربورن - موطن أكبر تجمع للعرب الأميركيين في الولايات المتحدة - ليقابل بالتجاهل من قبل عمدة ضاحية ديترويت، وكان ذلك نذير شؤم بالنسبة لبايدن، الذي يمكن أن تكون الولايات المتأرجحة مثل ميشيجان حاسمة بالنسبة له في نوفمبر، عندما يواجه مباراة العودة (جولة الإعادة) المحتملة مع سلفه دونالد ترامب، بحسب تايمز أوف إسرائيل.
أوضح البيت الأبيض، أن رحلة الخميس، كانت مجرد زيارة انتخابية، حيث التقى بايدن بأعضاء اتحاد عمال السيارات المتحدين (UAW) القوي، الذين أيدوه على حد وصف بيان البيت الأبيض.
ويمكن أن يحمل ذلك وزنًا كبيرًا في ميشيغان، موطن صناعة السيارات الأمريكية، لكن بايدن سيظل مضطرًا إلى التعامل مع غضب الأمريكيين العرب مع استمرار حرب إسرائيل على غزة.
وبينما كان بايدن يتحدث مع حشد نقابي من UAW، أعرب متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين الذين أوقفتهم الشرطة بدروع مكافحة الشغب، عن غضبهم في مكان قريب بسبب دعم الرئيس الأمريكي لإسرائيل، وهتف المتظاهرون "يا بايدن، ماذا تقول؟ "لن نصوت يوم الانتخابات"، بالإضافة إلى شعارات مؤيدة للفلسطينيين، منها "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر".
وقف بايدن وإدارته خلف إسرائيل على كافة المستويات خلال الشهور السابقة، مما زاد احتقان الجاليات المسلمة والعرب داخل الولايات المتحدة، ومن أوجه الدعم طلبه من الكونجرس مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل، واستخدمت حكومته حق (الفيتو) ضد دعوات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، واتهموا بايدن الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاما بالتضحية بالمدنيين في غزة، التي تواجه أزمة إنسانية خطيرة، باسم دعم إسرائيل.
يحاول بايدن تحسين صورته أمام المجتمع الأمريكي مؤخرا، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، الأربعاء 31 يناير، إن بايدن ينفطر قلبه بسبب معاناة الفلسطينيين الأبرياء، وبالتزامن مع رحلته إلى ميشيجان، فرض الرئيس الخميس، عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المتهمين بمهاجمة الفلسطينيين.
وقال جان بيير مدير حملة بايدن، للصحفيين، إن كبار مسئولي الإدارة الأمريكية سيسافرون إلى ميشيجان في وقت لاحق من شهر فبراير، للاستماع إلى قادة المجتمع المحلي بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
ويواجه بايدن حاليا بشكل منتظم متظاهرين يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويرددون شعارات ضد "الإبادة الجماعية"، مع مقاطعة المتظاهرين خطاباته، وقال نشطاء من حركة التخلي عن بايدن، الخميس، إن المتظاهرين "على أهبة الاستعداد" وإن الاحتجاجات ستنظم في مناسبات الرئيس بمجرد تحديد موقعه والتوجه إليه.
تعد ميشيجان موطنا لأكبر جالية عربية أمريكية في الولايات المتحدة، حيث يوجد أكثر من 300 ألف شخص يزعمون أن أصولهم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبما أن بايدن فاز بالولاية بفارق 154 ألف صوت فقط عن ترامب في عام 2020، ويمكن أن تصنع أصواتهم الفارق بين الفوز أو الخسارة في الانتخابات.
في عام 2020، ذكرت وكالة أسوشيتد برس، أن الأمريكيين العرب في جميع أنحاء البلاد صوتوا بأغلبية ساحقة لصالح بايدن – 64% مقارنة بـ31% الذين دعموا ترامب، وفي ميشيجان، صوت ما يقرب من 70% من المجتمع العربي لصالح بايدن، لكن المحللين حذروا من أن العديد من الأمريكيين المسلمين والعرب يتطلعون إلى البقاء في منازلهم هذا العام وعدم المشاركة أو يخططون للتصويت لحزب ثالث.
وتحولت ميشيجان إلى الحزب الديموقراطي بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، حيث يسيطر الحزب على جميع مستويات حكومة الولاية لأول مرة منذ أربعة عقود، ويتطلع بايدن إلى البناء على تلك القوة بينما يسعى لإعادة انتخابه.
وكانت ميشيجان جزءا مما يسمى بالجدار الأزرق للولايات الثلاث – مع ويسكونسن وبنسلفانيا – التي أعادها بايدن إلى العمود الديمقراطي عندما فاز بالبيت الأبيض في عام 2020.