يغنى طائر العندليب باستمرار؛ حيث يوجد فوق أى شجرة؛ ليطرب الطبيعة من حوله فى سلام، ولكنه قد لا يغنى طويلا إذ تقصر أجنحته شيئا فشيئا بسبب ظاهرة تغير المناخ.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية فإن طيور العندليب التى تهاجر بين إفريقيا وأوروبا بدأت تفتقد بالدول الأوروبية إذ لم يعد فى بريطانيا أكثر من 7000 زوج معشش.
وقام باحثون إسبانيون بعمل دراسة حول أسباب عدم عودة طيور العندليب لأوروبا بعد هجرتها لإفريقيا ليكتشفوا أن طول أجنحة تلك الطيور بدأ يتأثر بالعوامل البيئية المؤثرة على الجينات ليصبح أكثر قصرا ما يعنى ضعف قدرته على خوض الرحلات الطويلة لأوروبا.
وتقول دراسة حديثة نشرت فى مجلة «ذا أوك» لعلوم الطيور الأمريكية: إن فصول الصيف الجافة والطويلة فى وسط إسبانيا؛ حيث تتزاوج طيور العندليب، أدت لوضع تلك الطيور لبيض أقل حجما ما يعنى عدم الحاجة لتكون العندليبات ذات أجنحة وأقدام كبيرة لتحتضن تلك البيوض.
وعلى غرار التغيير فى بنية الطيور التى أصبحت تسبح فى المياه لعدم وجود مفترسات طبيعية لها، والتى كانت السبب فى جعل العالم الشهير دارون يخرج بنظرية التطور، فطيور العندليب أيضا بدأت بتطوير عواملها الوراثية وفقا للواقع الجديد وهو أنها لن تحتاج لأجنحة أطول.
وبحسب الدراسة فأدى استمرار قصر الأجنحة لدى العندليبات عبر الـ 20 سنة الأخيرة للحد من قدرتها على الهجرة لمواطن تكاثرها فى أوروبا.
وتقول الدكتورة كارولاينا ريماتش، المشرفة على الدراسة من جامعة كمبلوتنس فى مدريد الإسبانية: إنه توجد العديد من التغيرات طرأت على طيور العندليب بدءا من تغير مواعيد هجرتها، ومرورا بتغير أوقات وضعها للبيض، وليس انتهاء بالتغيرات الواضحة على تركيبتها الجسدية.
وطالبت كارولاينا بزيادة البحوث حول التطورات البيئية التى تطرأ على الطيور جراء تغير المناخ لتكون هناك آلية لمساعدة تلك الطيور على المقاومة والاستمرار.