الفسيخ والبيض والبصل والخس.. أسرار أكلات شم النسيم في مصر القديمة - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:49 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفسيخ والبيض والبصل والخس.. أسرار أكلات شم النسيم في مصر القديمة

دينا شعبان:
نشر في: الإثنين 3 مايو 2021 - 3:53 م | آخر تحديث: الإثنين 3 مايو 2021 - 3:53 م

قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوزارة السياحة والآثار في جنوب سيناء، إن أكلات شم النسيم لها رمزية خاصة بمصر القديمة بحكم أن العيد نفسه عيد مصري قديم ولا علاقة له بأي دين سماوي.

وأضاف ريحان لـ«الشروق»، أن البيض الملون، والذي أطلق عليه الأوروبيون بيض الشرق، يرمز لخلق الحياة كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد إخناتون "الله وحده لا شريك له خلق الحياة من الجماد فأخرج الكتكوت من البيضة"، ونقش البيض وزخرفته ارتبط بعادة قدماء المصريين نقش الدعوات والأمنيات على البيض ثم يعلق في أشجار الحدائق لتحقيق الأمنيات مع الشروق، ويوجد بمتحف النوبة بيضة حُفر عليها منظر للأهرامات.

وأوضح أن الفسيخ من بين الأطعمة التقليدية في شم النسيم منذ الأسرة الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل نهر الحياة، حيث ورد في متونه المقدسة، أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع حسب المعتقد المصري القديم.

وأكد أن المؤرخ الإغريقي هيرودوت ذكر أن القدماء المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه للعيد أطلقوا عليه اسم "بور" وهو الاسم الذي حور في اللغة القبطية إلى "يور" وما زال يطلق عليه حتى الآن.

وأردف ريحان، أن البصل كان ضمن أطعمة عيد شم النسيم منذ أواسط الأسرة السادسة وارتبط ظهوره بما ورد في إحدى أساطير منف القديمة أن أحد ملوك مصر القديمة كان له طفل وحيد وكان محبوبًا من الشعب وقد أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة وعجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه ولازم الفراش عدة سنوات واستدعى الملك لعلاج الطفل الكاهن الأكبر لمعبد آمون فنسب مرضه إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه وتشل حركته بفعل السحر وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الطفل في فراشه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ ثم شقها عند شروق الشمس ووضعها فوق أنفه ليستنشق عصيرها.

وتابع أن الكاهن طلب منهم تعليق حزم من أعواد البصل الطازج فوق السرير وعلى أبواب الغرفة وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة وشفى الطفل وأقام الملك الأفراح في القصر لأطفال المدينة ولما حل عيد شم النسيم بعد أفراح القصر بعدة أيام، شارك الملك وعائلته وكبار رجال الدولة، الناس في العيد وتعليق حزم البصل على أبواب دورهم.

ونوه ريحان بأنه ما زالت حتى الآن في بعض قرى الصعيد توضع بصلة أمام كل منزل يوم شم النسيم، مضيفا أنه حديثًا أكد الدكتور جميل القدسي استشاري التغذية أن البصل هو الحل الأمثل للحد من انتشار فيروس البرد فبعد تقطيع البصل في الغرفة يمنع ‏الفيروسات‬ ونزلات البرد حيث يمتص البصل الفيروسات، و‏رائحته أو المركبات الفعالة الموجودة فيه عندما تتطاير تقتل الفيروسات في الغرفة.

وأشار إلى أن الخس عرف منذ الأسرة الرابعة وكان يقدم في سلال القرابين وعلى موائد الاحتفال بالعيد وكان يسمى بالهيروغليفية "حب" كما اعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود "من" إله التناسل ويوجد رسمه منقوشًا دائمًا تحت أقدام المعبود "من" في معابده ورسومه والملانة هي ثمرة الحمص الأخضر أطلق عليها "حور، بيك" أي رأس الصقر لشكل الثمرة التي تشبه رأس حور الصقر المقدس.

وقد ذكر الخس والملانة في البرديات الطبية وكانت الفتيات يصنعن من حبات الملانة الخضراء عقودًا وأساور يتزين بها في الاحتفالات بالعيد، كما يقمن باستعمالها في زينة الحوائط ونوافذ المنازل في الحفلات المنزلية.

وتابع ريحان، أن البرديات الطبية وصفت ما يحتوي عليه الحمص من عناصر تستخدم في علاج المثانة والكبد والكلى وما يحويه عصائر حباته الخضراء، إلى جانب قدرتها على وقاية الأطفال من أمراض الربيع، وكانوا يعتبرون نضج الثمرة وامتلاءها إعلانا عن ميلاد الربيع، وهو ما أخذ منه اسم "الملانة".

ومن بين تقاليد شم النسيم المصرية القديمة التزين بعقود زهور الياسمين، وهو محرف من الاسم المصري "ياسمون" وكانوا يصفون الياسمين بأنه عطر الطبيعة التي تستقبل به الربيع وكانوا يستخرجون منه في موسم الربيع عطور الزينة وزيت البخور الذي يقدم ضمن قرابين المعابد عند الاحتفال بالعيد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك