لماذا من مصلحة أوروبا فرض عقوبات على إسرائيل؟ - بوابة الشروق
الخميس 5 يونيو 2025 6:57 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

لماذا من مصلحة أوروبا فرض عقوبات على إسرائيل؟

هدير عادل
نشر في: الثلاثاء 3 يونيو 2025 - 1:10 م | آخر تحديث: الثلاثاء 3 يونيو 2025 - 1:10 م

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مقال رأي للكاتب الصحفي مارتن ساندبو، شرح خلاله لماذا من مصلحة أوروبا فرض عقوبات على إسرائيل، مشيرا إلى أن الحد من التجارة والرحلات الجوية وتجميد الاحتياطي الأجنبي سيظهر أن الاتحاد الأوروبي مستعد للعمل على نحو مستقل عن الولايات المتحدة.

**نفاذ الصبر الأوروبي

اعتبر ساندبو، في مقاله أن صبر أوروبا على الحرب التي يشنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة وعدوانية المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة ربما بدأ ينفذ أخيرا.

وأوضح أنه على مدار الأسابيع القليلة الماضية، أطلق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مراجعة اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد، وأوقفت بريطانيا المحادثات التجارية، كما وضع صندوق الثروة السيادي النرويجي شركة إسرائيلية على القائمة السوداء بسبب تيسير تسليم الطاقة إلى مستوطنات الضفة الغربية، وهدد قادة فرنسا وبريطانيا وكندا بفرض عقوبات على إسرائيل.

وتابع "حتى ألمانيا، الداعم الأقوى لإسرائيل في أوروبا، تنتقد سلوكها - وإن كان الأمر متأخر جدا؛ حيث ستتم الإشارة إلى مدى السرعة التي فرض بها الغرب عقوبات على روسيا، بطرق غير مسبوقة، بعد الحرب الروسية واسعة النطاق في أوكرانيا".

** الحرب على أوكرانيا وغزة

وقال ساندبو إنه "لا شك أن الغرب عامل روسيا وإسرائيل معاملة مختلفة، وإن النفاق جزء من المسألة، لكن القياس على الحرب في أوكرانيا مضلل أيضًا"، بحسب تعبيره.

وأوضح الكاتب أن "روسيا لم تواجه حملة وجودية قط، ولا هجوم شنيع من جانب أوكرانيا كما حدث لإسرائيل على أيدي حماس"، على حد تعبيره.

ورأى أنه "ليست هناك حاجة لاعتبار الحربين متكافئتين بأي شكل من الأشكال للحكم على أن العقوبات قد تكون مبررة في كليهما".

وتابع: "لهذا السبب فقد حان الوقت لكي توضح أوروبا على وجه التحديد كيف يمكنها فرض العقوبات على إسرائيل، وصياغة قرارات بعقوبات مخصصة لها وتضمينها في إطار سياسة منهجي لكيفية استخدام هذه الأداة الجيواقتصادية بشكل عام."

** مجالات العقوبات

وأوضح ساندبو في مقاله أنه من الواضح أنه إذا اختارت الدول الأوروبية العقوبات، سيتعين عليها فعل ذلك بدون الولايات المتحدة. لذا، فإن الوقت مناسب لتخطيط المجالات حيث سيكون للعقوبات الأوروبية وحدها على إسرائيل (أو مع أي حلفاء آخرين لديهم الرغبة) التأثير الأكبر فيها".

وأشار إلى أن العقوبات المصرفية والمالية ستكون غير فعالة على الأرجح، حيث يمكن للولايات المتحدة استنساخ أي قنوات للتمويل والمدفوعات"، لكن هناك استثناء واحد، وفقا لساندبو، يتمثل في تجميد احتياطيات النقد الأجنبي، كما فعل الغرب مع روسيا، والذي من شأنه أن يُكبد تكلفة اقتصادية".

وعلل الكاتب الصحفي هذه الرؤية بأن بنك إسرائيل يستثمر نحو ربع مخزونه الكبير نسبيا من الاحتياطي الأجنبي في أوروبا، وبالتالي، عند تجميده يمكن أن يؤثر ذلك على مهمتها في تحقيق الاستقرار المالي، ويمكن استخدامها مع مرور الوقت لسداد أي تعويضات مستحقة للفلسطينيين.

كما رجح ساندبو أن تكون العقوبات الأشد وطأة على التجارة والسفر؛ مفسرًا ذلك بأن إسرائيل تستورد ما يقرب من نصف وارداتها من السلع من أوروبا، وترسل أكثر من ثلث صادراتها إلى القارة، وفقا لمكتب الإحصاء الإسرائيلي.

وأكد ساندبو أن الاستعداد للعقوبات أمر مهم يتجاوز الضرورة الأخلاقية والسياسية المباشرة للرد على انتهاكات القانون الدولي، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي، على وجه التحديد، يحتاج إلى صياغة لعملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالعقوبات، لا سيما من أجل معالجة أي إجراءات رد أمريكية، والتي بدأت بالفعل مع تحركات واشنطن ضد المحكمة الجنائية الدولية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك