منذ قرن وربع القرن من الزمان رحل مؤسس مصر الحديثة الوالي محمد علي، الذي مرت ذكرى رحيله يوم 2 أغسطس، وتولى حكم مصر من عام 1805 حتى 1948.

ودائما كانت شخصية محمد علي محط إغراء لأي كاتب للكتابة عنها، ومن هؤلاء الذين سعوا لتأريخ حياة محمد علي على الشاشة الكاتبة لميس جابر، ولكن كان الأمر دائما يتعثر.

وترصد "الشروق" أطراف رحلة صناعة عمل لم يظهر للنور حتى الآن، وهو قصة حياة محمد علي.

• بداية الانطلاق

البداية كانت عام 2005 وليس عام 2010 كما يكتب الكثيرون، حيث قالت لميس جابر إنها قررت أن تكتب سيناريو فيلم عن قصة حياة الوالي محمد علي باشا، وبالفعل أتمت الكتابة في ذلك العام، وأوضحت في تصريحات لها أنها بعد كتابة مسلسل الملك فاروق شعرت بإجهاد كبير؛ مما دفعها لأخذ قرار بعدم كتابة مسلسلات مرة أخرى.

ظل العمل في أدراج لميس حتى عام 2010، حينما قررت إعادة التفكير وتحويله إلى مسلسل، وبالفعل أعادت كتابة السيناريو مرة أخرى، وذات السيناريو قامت بكتابته أكثر من 6 مرات بعد عام 2010؛ على حد تصريحها في حوار صحفي عام 2017.

وفي عام 2013، قررت لميس جابر العودة للفكرة الأولى وهي إنتاج فيلم نتيجة تكلفة العمل الكبيرة والمجهود الكبير الذي يحتاجه، فهو يحتاج لبناء ديكور كامل على مساحة قد تزيد عن 10 أفدنة بمدينة الإنتاج الإعلامي.

وفي عام 2018، قالت لميس في حوار تلفزيوني مع بسمة وهبة إن هذا العمل "منحوس"، كلما قررنا صناعته يتوقف، والسبب كما تؤكد كل مرة يتم سؤالها فيها عن المسلسل هو تكلفة الإنتاج المرتفعة وخوف المنتجين من خوض التجربة.

• يحيى الفخراني

من المعروف عن الفنان يحيى الفخراني اهتمامه بالدراما التلفزيونية، وخاصةً المتصلة بالتاريخ، حيث قدم منذ أعوام مسلسل "شيخ العرب همام" للكاتب عبدالرحيم كمال، لذلك فهو متحمس للغاية لعمل يحكي عن محمد علي باشا.

وقال الفخراني في تصريح عام 2016، إنه يريد تجسيد هذه الشخصية دراميا وإظهارها على شاشة التلفزيون وليس السينما، ولكن المنتجين يرون أنه عمل مكلف جدا في تجهيزه.

• المخرج

في عام 2011، أعلن صناع العمل عن نية الشروع فيه، ووقع الاختيار على المخرج السوري حاتم علي، وبالفعل ظهر الفخراني في هذا العام ببوستر دعائي للمسلسل بمكياج وملابس محمد علي.

ولكن بعد تعذر المشروع لمرات كثيرة اعتذر حاتم علي عن العمل وتولى مسئوليته المخرج الشاب شادي الفخراني، وهو ابن يحيى الفخراني ولميس جابر، وقد صرح شادي أكثر من مرة باكتمال كتابة حلقات المسلسل وتطويرها أكثر من مرة، ولكن الأمور المادية تعرقل مسيرة الظهور الفني له.

وفي عام 2019 -قبل انطلاق موسم دراما رمضان- تم تداول صورة يحيى الفخراني بمكياج شخصية محمد علي وانتشرت الأخبار عن مشاركة المسلسل في السباق الرمضاني، ولكن تم النفي من قبل أطراف القصة الثلاثة في تصريحات مختلفة، ومن بين هذه التصريحات قول شادي إنه ليس هناك أي شركة إنتاج متحمسة للفكرة.

• شركات الإنتاج:

تحمست 3 شركات إنتاج لعمل المسلسل، في البداية عام 2005 كانت شركة "جود نيوز" هي المالكة، ولكن تخلت عنها وتولت المسئولية فيما بعد شركة "كينج توت" للمنتج عصام شعبان، وفي عام 2011 أعلنت قناة "الحياة" عن توليها إنتاج المسلسل وعرضه في رمضان، ولكن هي الأخرى توقفت عن الإنتاج.

وقالت لميس جابر في تصريح صحفي عام 2018: "البقاء لله في المسلسل"، مؤكدةً أن أمره انتهى، وأصبح مصيره الأدراج.