قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، إنه يخشى موجة أخرى من الفظائع في السودان، جراء تصاعد القتال العنيف في جميع أنحاء منطقة كردفان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان.
وأضاف في تصريحات، نشرها الموقع الرسمي للمفوضية، اليوم الخميس، أن الأمم المتحدة وثقت ما لا يقل عن 269 حالة وفاة بين المدنيين نتيجة الغارات الجوية والقصف المدفعي والإعدامات الميدانية، بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة بارا شمال كردفان في الـ25 من أكتوبر الماضي.
ورجّح أن عدد الضحايا المدنيين أعلى بكثير، بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت، منوهًا أن المفوضية تلقت تقارير عن عمليات قتل انتقامية واعتقال تعسفي واختطاف وعنف جنسي وتجنيد قسري، بما في ذلك تجنيد الأطفال.
ونوه إلى أن العديد من المدنيين اعتُقلوا بتهمة «التعاون» مع أحزاب معارضة، محذرًا من «تزايد المخاوف بشأن استخدام خطاب الكراهية والانقسام الذي قد يُؤجج العنف».
وواصل: «إنه لأمرٌ صادمٌ حقًا أن نرى التاريخ يتكرر في كردفان، بعد أحداث الفاشر المروعة بفترة وجيزة، لقد وقف المجتمع الدولي متحدًا آنذاك، وأدان بشدة الانتهاكات الهمجية والتدمير. يجب ألا نسمح لكردفان بأن تصبح فاشر أخرى».
ووفقًا للتقارير، قصفت طائرة مُسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع في 3 نوفمبر، خيمةً كان يجتمع فيها معزون في الأبيض، شمال كردفان، مما أسفر عن مقتل 45 شخصًا، معظمهم من النساء.
وفي 29 نوفمبر، أسفرت غارة جوية شنّتها القوات المسلحة السودانية في كاودا، جنوب كردفان، عن مقتل 48 شخصًا على الأقل، معظمهم من المدنيين، بحسب الأمم المتحدة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن مدينتي كادوقلي والدلنج في جنوب كردفان، اللتان تُحاصرهما قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، مُعرّضتين للخطر بشكل خاص، بالإضافة إلى الأبيض في شمال كردفان، المُحاصرة جزئيًا من قِبل قوات الدعم السريع.
وقال تورك: «لا يمكننا الصمت أمام كارثة أخرى من صنع الإنسان. يجب أن ينتهي هذا القتال فورًا، وأن تُتاح المساعدات المنقذة للحياة لمن يواجهون المجاعة».
ودعا إلى حماية العاملين في المجال الإنساني، واستعادة الاتصالات السلكية واللاسلكية لتسهيل تقديم المساعدات المنقذة للحياة، والسماح بتدفق المعلومات الأساسية إلى المدنيين.
ونوه أن تصاعد العنف الشهر الماضي أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين، حيث فر أكثر من 45 ألف شخص من منازلهم بحثاً عن الأمان داخل منطقة كردفان أو خارجها.
وشدد على أن «العبور الآمن لأولئك الذين يفرون من رعب المجاعة والموت والدمار أمر ضروري وأساسي لحقوق الإنسان».
وحث تورك، مرة أخرى جميع الدول التي لديها نفوذ على الأطراف، على اتخاذ إجراءات فورية لوقف القتال، ووقف تدفق الأسلحة التي تغذي الصراع.
واختتم تصريحاته بالقول: «ألم نتعلم من دروس الماضي؟ لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لمزيد من السودانيين بأن يصبحوا ضحايا لانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان. علينا أن نتحرك، ويجب أن تتوقف هذه الحرب الآن».