خيّم الحزن من جديد على محافظة المنوفية، بعد مصرع 10 من أبنائها، معظمهم من مركز أشمون، في حادث تصادم مروّع بين سيارتين ميكروباص على الطريق الإقليمي في نطاق مركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، وذلك بعد أيام قليلة من مأساة كفر السنابسة التي راح ضحيتها 19 من قرية واحدة.
وأسفر الحادث عن مصرع 10 أشخاص وإصابة 10 آخرين، حيث تم نقل 7 من جثامين الضحايا إلى مستشفى وردان بالجيزة، بينما نُقلت حالتي وفاة و11 مصابًا إلى مستشفى الباجور التخصصي بمحافظة المنوفية لتلقي العلاج.
ومن بين المصابين الطفل "صلاح هلال زقزوق"، 15 عامًا، من قرية سبك الأحد التابعة لمركز أشمون، الذي كان في طريقه إلى أول يوم عمل له بمزرعة دواجن بوادي النطرون مقابل 200 جنيه يوميًا، لكنه انتهى به الحال داخل غرفة العناية المركزة مصابًا بنزيف حاد في المخ.
وقال والده، في تصريحات خاصة، إنه لم يتمكن من التعرف على نجله عند رؤيته بالمستشفى بسبب التورم الشديد في رأسه نتيجة الاصطدام، قائلًا: "دخلت عليه ماعرفتوش.. ابني نزل يشتغل يساعدني لكن للأسف خرج ومارجعش". وأضاف: "أنا راجل بسيط بجمع البلاستيك وابني كان بيشتغل في مخبز بأجر بسيط، وحاول يشتغل في حاجة أحسن في الإجازة الصيفية".
ووقعت الكارثة، صباح أمس السبت، حين كانت إحدى السيارتين تسير عكس الاتجاه بسرعة زائدة، ما تسبب في التصادم العنيف وانقلاب المركبتين، في منطقة معروفة بتكرار الحوادث على الطريق الإقليمي، وسط مطالبات شعبية بإعادة النظر في تأمين هذا الطريق الخطير.
وشيّع أهالي أشمون والقرى المجاورة جثامين الضحايا في جنازات مهيبة، وسط مشاعر حزن وغضب، مطالبين بوضع حد لحوادث الطرق التي باتت تحصد أرواح الشباب بشكل متكرر.
وأظهرت التحقيقات الأولية للنيابة العامة أن الحادث نتج عن السير عكس الاتجاه من قِبل إحدى السيارتين المتصادمتين، فيما قررت جهات التحقيق إغلاق المنطقة الواقعة بين تقاطع طريق منشأة القناطر ووادي النطرون على الطريق الإقليمي لحين الانتهاء من الفحص الفني ورفع آثار الحادث.
وفي استجابة عاجلة، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية توجيهًا رسميًا بإغلاق المنطقة محل الحادث على الطريق الإقليمي فورًا، مع مراجعة إجراءات السلامة المرورية وتشديد الرقابة الأمنية على الطريق لمنع تكرار مثل هذه المآسي.