وحده مصطلح الإنسانية ذلك الذي يمكن أن يعبر عن واحدة من أكثر الصور المتداولة عن زلزال سوريا وتركيا قسوة وألما.
مؤلم أن يقبع جثمانٌ تحت الأنقاض لساعات طويلة، لكن الأشد ألما أن يكون القابعُ هذا حيا، وأي شعور سيتعمق في قلب أحد عندما يكون هذا الذي تحت الأنقاض طفلان شقيقان، جمع القدر بينهما وأبى ألا يفترقان أبدا حتى في أحلك الأوقات.
تلك الصورة القادمة من ريف إدلب يمكن من خلال النظر إليها، فهم كل شيء عن تلك المأساة التي ألمت بالسوريين، والتي لا يبدو أنهم كانوا في حاجة إليها، تضيف إليهم أعباء بجانب ما فعلته بهم الحرب.
الصورة وثقت المشهد كما يجب أن يكون التوثيق، طفلة سورية وجدت نفسها في لحظة من لحظات القدر الصعبة، بجانب أخيها الأصغر، تحت أنقاض كومة من الركام، بفعل الزلزال المدمر.
ظلّ الصغيران تحت الأنقاض لساعات طويلة، وضعت خلالها الطفلة يدها على رأس أخيها، خوفا من أن تفتك بجسديهما النحيل، تلك الكومة الثقيلة من الحجارة التي لا يتحملها بشر.
خرج الطفلان من مشهد ربما يكون الأشد قسوة في ماضيهما وحاضرهما وربما مستقبلهما، لكنهما تركا وراءهما صورة ستظل معبرة عن حجم المأساة التي تعيشها سوريا.
وضرب زلزال بقوّة 7.8 درجة تركيا وسوريا فجر أمس الاثنين، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، كما دمّر العديد من المباني فيما شعر به سكان مصر ولبنان وقبرص.
ووصل عدد ضحايا زلزال تركيا إلى وفق آخر إحصائية رسمية صادرة عن السلطات عن مقتل 3432 شخصا، فضلا عن إصابة 21 ألفا و103 جرحى.
بينما تشير أحدث الإحصائيات عن زلزال سوريا، إلى سقوط 1602 قتيل و3649 مصاباً.
في حين تبقى كل هذه الأرقام غير نهائية، في ظل مواصلة البحث عن جثامين أو أحياء محتملين تحت أنقاض المباني التي دمرها الزلزال، علما بأن ظروفا مناخية قاسية ونقصا حادا في المعدات تعرقل جهود البحث والإنقاذ في تركيا وسوريا على الترتيب.