كشفت دراسة حديثة أن أحد الأدوية الرائدة في علاج سرطان الثدي لدى النساء، يمكنه وقف انتشار سرطان البروستاتا لدى الرجال، وأشارت الدراسة التي أجراها معهد أبحاث السرطان في لندن (ICR)، ومستشفى رويال مارسدن، إلى أن علاج أولاباريب – Olaparib، المستخدم أيضا لعلاج سرطان المبيض، عن طريق إيقاف خلايا الورم الخبيث من تجديد نفسها بعد العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، يمكن أن يستفيد منه نحو 4000 رجل سنويًا مصابون بسرطان البروستاتا، مما يؤخر اللحظة التي يصبح فيها المرض لديهم قاتلًا.
وبحسب صحيفة ديلي تلجراف فحص القائمين على الدراسة أورام 592 رجلاً، ووجدت أن واحد أو أكثر من بين كل أربعة أشخاص، لديهم تغيرات في جين أو أكثر من الجينات المرتبطة بالحمض النووي التالف، وكانت التغيرات الأكثر شيوعًا هي التي تتسبب بها طفرات جين BRCA الذي تم تسميته "جين جولي"، بعد التسبب في خضوع نجمة هوليود أنجلينا جولي لعملية استئصال الثدي المزدوجة، وإزالة المبيض لتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
وبشكل عام كانت نسبة الاستجابة للدواء 47% من الرجال المصابين بالخلل الجيني، وهو ما أدى إلى تأخير تقدمهم في العلاج مدة ستة أشهر في المتوسط، وكانت أفضل النتائج في أولئك الذين لديهم طفرة BRCA، حيث بلغ معدل الاستجابة 80%.
وقال يوهان دي بونو، البروفيسور بمعهد أبحاث السرطان في لندن (ICR) خلال عرض الدراسة بالمؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري بمدينة شيكاجو: "كنا سعداء لرؤية هذه الاستجابات القوية لدى الرجال المصابين بسرطانات متقدمة للغاية، حيث كانت طفرات BRCA وغيرها من العيوب في جينات إصلاح الحمض النووي موجودة داخل أورامها؛ توضح دراستنا مدى قوة الاستهداف الجيني، لقد أظهرنا أنه من خلال اختبار طفرات إصلاح الحمض النووي DNA، يمكننا اختيار المرضى الذين لديهم فرصة كبيرة للاستجابة بشكل جيد ولفترة طويلة لعقار Olaparib".
ويضيف "بشكل عام، يستجيب واحد من بين كل ثلاثة أو أربعة رجال مصابين بسرطان البروستاتا الذين يعانون من عيوب إصلاح الحمض النووي.
وهذا يعني استفادة نحو 3000 أو 4000 رجل سنويًا من هذه العقار"، والذي يأمل أن يتم تمويل أبحاثه في المستقبل من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة NHS.
وبالفعل تمول هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة NHS، الأبحاث الخاصة بالدواء في علاج سرطان المبيض لدى النساء الناتج عن الطفرة في جين BRCA.
ويؤكد البروفيسور روث بلومر من مركز أبحاث السرطان أن: "هذه النتائج الواعدة تشير إلى أن المزيد من المرضى الذين يعانون من مجموعة واسعة من أنواع الأورام قد يستفيدون من هذه النوعية من مثبطات PARP أكثر مما كان يعتقد سابقًا؛ فبينما نتحرك نحو عصر الطب الشخصي، فإن الوصول لأخطاء وراثية محددة في أورام البروستاتا، يمكن أن يوفر المزيد من الخيارات لبعض الرجال المصابين بالمرض، هناك حاجة الآن إلى تجارب سريريه أكبر لمعرفة ما إذا كان هذا النهج العلاجي ينقذ الأرواح".
وفي كل عام يتم تشخيص حوالي 47000 رجل في المملكة المتحدة بسرطان البروستاتا، حيث تسبب في وفاة 11 ألف شخص.