فى مذكراته لرجاء النقاش.. نجيب محفوظ: لم أضع جائزة نوبل فى ذهنى أبدا - بوابة الشروق
الإثنين 8 سبتمبر 2025 4:08 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

فى مذكراته لرجاء النقاش.. نجيب محفوظ: لم أضع جائزة نوبل فى ذهنى أبدا


نشر في: الجمعة 8 ديسمبر 2023 - 8:33 م | آخر تحديث: الجمعة 8 ديسمبر 2023 - 8:33 م
الكاتب الكبير «نجيب محفوظ» رفض بإصرار أن يكتب سيرته الذاتية، لكن نجح الناقد الكبير «رجاء النقاش» فى إقناعه بأن يحكيها له بدلا من كتابتها. وعلى مرّ 18 شهرًا من أغسطس 1991 روى محفوظ سيرة حياته للنقّاش مسلّطًا الضوء على جوانب عديدة من شخصيته كان أغلبها بمثابة مفاجآت لقرائه ومحبيه.
وفى هذا الكتاب «مذكرات نجيب محفوظ» الصادر عن دار الشروق، يدلى الكاتب الكبير برأيه فى كل صغيرة وكبيرة عن الأدب والسينما والسياسة فى مصر، فيصف مراحل طفولته وتجارب شبابه، ثم يتناول رواياته التى أثارت أزمات صحفية وسياسية، كما يدلى بآراء صريحة فى زعماء مصر منذ سعد زغلول إلى الآن، وكذا قصته مع جائزة نوبل وأثرها فى حياته.
قبل أن يختتم «النقّاش» كتابه باستعراض محاولة اغتيال «محفوظ» وملابسات الحادث والقضية، هذا وغيره الكثير من الأسرار التى نشرت لأول مرة تجده فى الكتاب الذى يمثل سيرة ذاتية غير رسمية لـ«نجيب محفوظ».
ومن حكايات الكتاب البديعة والممتعة ما ذكره محفوظ قائلا: «عرفت إحدى ابنتى خبر فوزى بجائزة نوبل من زملائها فى العمل، ولذلك لم تفاجأ بالمظاهرة التى وجدتها فى البيت لدى عودتها. أما ابنتى الأخرى فقد عادت من عملها وهى لا تعلم بالأمر، فلما دخلت الشقة، ووجدت بابها مفتوحا على مصراعيه، وفى الداخل عشرات الناس، أصيبت بالفزع الشديد، وظنت فى البداية أن أنبوبة البوتاجاز انفجرت، أو أن كارثة وقعت، فكاد يغمى عليها لولا أن تدارك المجتمعون فى بيتى الموقف، وأخبروها بالنبأ».
و«لم يكن من بين أحلامى الحصول على جائزة نوبل فى الأدب، ولم أتطلع إليها فى يوم من الأيام، وكنت أعجب من الكتاب العرب المهتمين بها. ربما يعود ذلك إلى أسباب كثيرة، منها: أننا جيل نشأ على «عقدة الخواجة»، وهى العقدة التى أحدثت فى نفوسنا نوعا من عدم الثقة بإمكانياتنا، خاصة أن ذلك العصر كان مليئا بالعمالقة من الكتاب العالميين، الذين كانوا يمثلون بالنسبة لى رموزا وأساتذة، مثل: برنارد شو وتوماس مان وأناتول فرانس، وجان بول سارتر، وألبير كامى. كما كان لدينا كُتاب عمالقة من أمثال عباس محمود العقاد الذى كنت أرى أنه يستحق الجائزة عن جدارة، وربما فاق فى موهبته عددا من الأدباء الذين حصلوا عليها. لم أضع جائزة نوبل فى ذهنى أبدا، وأحمد الله على ذلك، فلو كنت أعطيتها اهتماما مبالغا فيه، لكان حدث لى «حرق دم» من متابعتها سنويا، أو من انتظار وصولها إلىَّ. وحتى إعلان الجائزة، الخميس 13 أكتوبر 1988، لم يكن عندى أى توقع للفوز بها. ذهبت إلى جريدة الأهرام كعادتى، وجلست مع الأصدقاء والزملاء، وتحدثنا فى موضوعات شتى، كان من بينها جائزة نوبل المنتظر إعلانها فى ذلك اليوم، وقلت لهم إننا سوف نقرأ فى الصفحة الأولى من «الأهرام» يوم غد الجمعة خبرا صغيرا عنها كالمعتاد، ونعرف من فاز بها!. وعدت إلى البيت، وكانت زوجتى بمفردها ترتدى زى المطبخ وتكاد تنتهى من إعداد الغداء، أما ابنتاى فهما فى عملهما. تناولت الغداء ودخلت غرفة النوم لأستريح، ولم تمض دقائق معدودة إلا ووجدت زوجتى توقظنى من النوم فى لهفة: «قوم.. قوم.. الأهرام اتصلوا بك وبيقولوا أخذت جائزة نوبل»!.
يذكر أن «رجاء النقاش» (2008 ــ 1934) واحد من أهم النقاد فى العالم العربى، اكتشف العديد من المواهب والأسماء التى أصبحت أعلامًا فى الثقافة العربية مثل «محمود درويش» والطيب صالح وغيرهما.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك