"التواجد في هذه التظاهرة المسرحية الكبرى شيئاً مشرفاً جداً، وخصوصا أنها تأتي مع أول تجاربي الإخراجية فى مجال الاحتراف"، بتلك الكلمات عبر المخرج المسرحي محمود فؤاد، عن ساعدته بعرض مسرحيته "مسافر ليل" في فعاليات الدورة الحادية عشرة للمسرح العربي.
وقال عن عرض "مسافر ليل" للكاتب الراحل صلاح عبد الصبور، إنه من النصوص الثرية، والتي تحمل الكثير من الدلالات، وهو ما دفعنه للتفكير فى إعادة تقديمه برؤية مختلفة، مشيرًا إلى استغراقه أكثر من عامين في رحلته البحث والدراسة حول النص، وما كتب عنه، مؤكدًا أنه اطلعت خلالها على تجارب الآخرين الذين قدموا العرض قبله.
وألمح خلال الندوة التي أقيمت للعرض، ضمن فعاليات المهرجان، إلى أنه يحب الفضاءات غير التقليدية بعيدًا عن العلبة الإيطالية، ولذلك استقر على الخروج الى ساحة الهناجر الخارجية لبناء عربة قطار كاملة وقام بتجهيزها بمعدات الصوت والإضاءة لتكون صالحة لتقديم الحدث الذي يدور بداخل عربة قطار.
وأضاف: "أخذت تجهيزات السينوغرافيا وتهيئة الفضاء حوالى شهرين درست خلالهما اتجاه الرياح، ومساقط الإضاءة، وتوزيع أجهزة الصوت لتناسب طبيعة الفضاء البديل"، مشيرًا إلى أن مساحات التشخيص كانت تتخلل أماكن تواجد الجمهور، وردود الفعل تأتى بشكل سريع بعد العرض مباشرة من خلال حديث الجمهور مع صناع العمل حول مدى استيعابهم للنص، وللرؤية الفنية بعد أن كانت غامضة عليهم فى رؤى سابقة.
وحول مدى إمكانية انتقال العرض للأقاليم، أشار إلى أنه يستعد لجولة فنية فى المحافظات بعد انتهاء المهرجان، وأنه سيعمل على حل مشكلة العربة بمجموعة من الأقمشة التى يتم تجهيزها فى الشارع أو داخل المسارح؛ لتحتوي الجمهور وتضفي إحساسا بتواجد الجمهور بداخل عربة القطار.
ومن جانبه أوضح بطل العرض الدكتور علاء قوقة، كيفية تعامله مع شخصية عامل التذاكر بالنص، والتي كان فيها تحد كبير لملكاته كممثل، منوهًا بأن هذه الشخصية تم تقديمها على خشبة المسرح عشرات المرات، وهو ما يدفع أي ممثل إلى التفكير كثيرًا عندما يعرض عليه تجسيدها.
وأضاف: بمجرد أن عرض علىّ المخرج الدور وافقت على الفور دون أي تفكير، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، أهمها طبيعة الفضاء البديل المستخدم، والذي يتيح للممثل آداء مختلف وتنوع فى الظهور أمام الجمهور، وكذلك لأن الشخصية فى حد ذاتها ثرية وعميقة وصالحة للتقديم في أي زمان ومكان.
ووجه "قوقة"، التحية للجنة تحكيم المهرجان القومي؛ لشجاعتها في منحته جائزة تخص الأداء بالفصحى، لافتًا إلى أنه رغم تهكم البعض عليها إلا أن أهمية الجائزة تكمن في مستوى الضبط الشعرى الذى حافظ عليه العرض للنص الشعري، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير باللغة الذى اتفقنا عليه منذ بدء البروفات.