رموز الدراما (8).. محفوظ عبدالرحمن يعبر عن فساد الحُكام: الجريمة تختبيء خلف باب القصر - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 5:43 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رموز الدراما (8).. محفوظ عبدالرحمن يعبر عن فساد الحُكام: الجريمة تختبيء خلف باب القصر

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: السبت 9 أبريل 2022 - 11:07 ص | آخر تحديث: السبت 9 أبريل 2022 - 11:07 ص

يعد موسم دراما رمضان، أحد الفترات الزمنية التي تنتعش فيها الأعمال الفنية التلفزيونية بقوة، ويكثر الحديث عن المسلسلات وصناعها والدراما المصرية عموما، ويضم تاريخ الدراما المصري عامة أسماء مهمة كانت تُثري الشاشة بأعمال حققت نجاحات كبيرة.

ونتناول في تلك السلسلة حكايات وتفاصيل الدراما لدى رموز التأليف، ونبدأ مع محفوظ عبدالرحمن، الذي قررنا أن نغوض في عالمه السحري خلال سلسلة من اللقطات السريعة، من خلال قراءة في كتاب "الخطاب السردي في الدراما التلفزيونية" للناقدة سميرة أبو طالب.

• توظيف الأماكن لدعم رؤية الكاتب

تحدثنا في الحلقات السابقة عن السجن والصحراء والبحر، وأماكن مختلفة وظفها محفوظ عبدالرحمن لخدمة رؤيته وأفكاره في الأعمال الدرامية التي كتبها، وتستكمل "أبو طالب" رحلتها مع أماكن الكاتب الراحل، وكيف جعلها تعبر عما يريد البوح به من خلال دلالات رمزية، وفي هذه الحلقة نروي علاقة الكاتب بأماكن أخرى في نصوصه الدرامية، مثل المسجد والقصر.

يوظف الكاتب المسجد ليس كمكان للعبادة وإقامة الشعائر، وإنما كرسالة تنويرية تنطلق من أرجاءه، وتتخذ من العلماء سبيلاً للخلاص من ظلم الواقع على أفراد المجتمع، وطريق لمقاومة دكتاتورية الحاكم، ونجد ذلك متجليا في مسلسل "سليمان الحلبي"، إذ يكرس الكاتب لهذه الدلالة ويجعل منه طاقة لدعم همم الشخصيات الدرامية، وتحديدا شخصية "الحلبي" نفسه، الذي يجعله يبحث عن الخلاص من خلال المعرفة.

توضح أبو طالب أن "في نصوص عبدالرحمن، يكون الأبطال في رحلة بحث عن اليقين وينتقلون من مكان لآخر، طلبا لهذا اليقين، وحين يقر قرارهم إلى نقطة بعينها ينطلقون منها إلى هذا اليقين، ويكون المسجد هو المكان الرمز للحركة الواعية، ففي (سليمان الحلبي) و(الكتابة على لحم يحترق)، يرتبط المسجد كمكان بقضية العلم الذي يأتي مقترنا بالعمل، بناء على أن المعرفة هي أساس الوعي، والوعي هو الأداة لمواجهة الظلم".

أما التعامل مع القصر، وهو الرمز الذي تختبيء خلفه السلطة، في نصوص عبد الرحمن، فقد وظف كثير من الأحداث والمشاهد لدعم هذا الرمز، من خلال وضع أغلب مشاهد الخيانة والتنازل عن الوطن والصراعات والتآمر داخل أسوار القصر، ونلاحظ ذلك في مسلسل "ليلة سقوط غرناطة"، تتم اتفاقية تسليم المدينة داخل قصر الحاكم.

وفي مسلسل "الخطر"، ينشغل الحاكم بدفع المؤامرات التي تحاك ضده من أبناء عمومته بسبب العرش، ويتجاهل تهديدات الغزو الخارجي، وهذا الانتقاد اللاذع لتخاذل الحكام، إنما يأتي من توظيف القصر كمكان يكشف من خلاله طبيعة الأحداث، فالجريمة تختبيء خلف باب القصر دائما.

أقرأ أيضاً

رموز الدراما (7).. دلالات السجن في دراما محفوظ عبدالرحمن

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك