الشروق تخوض تجربة البحث عن محلل.. السعر من 2000 جنيه وشرط إقامة علاقة جنسية قبل الطلاق - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:33 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشروق تخوض تجربة البحث عن محلل.. السعر من 2000 جنيه وشرط إقامة علاقة جنسية قبل الطلاق

ياسمين سعد
نشر في: السبت 9 أكتوبر 2021 - 4:03 م | آخر تحديث: السبت 9 أكتوبر 2021 - 5:13 م

• توقيع إيصالات أمانة ضمانا للطلاق.. وعلى الزوجة إحضار الطعام فترة التحليل
حالة من الجدل سادت بين المجتمع المصري، بعدما ظهر المواطن "محمد الملاح"، الذي يعرف نفسه بأنه "محلل شرعي"، وتزوج من 33 سيدة بحجة الحفاظ على بيوتهن من الخراب، مؤكدا أنه كان يدخل بكل سيدة يتزوج منها ليؤكد شرعية الزواج، وذلك خلال ظهوره ببرنامج "يحدث في مصر"، الخميس الماضي.

أشار الملاح -خلال حديثه- إلى امتلاكه صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يتواصل من خلالها مع الأشخاص الذين يبحثون عن محلل شرعي.

وبعد حديث الملاح، تواصلت "الشروق" مع أكثر من صفحة لطلب محلل؛ لمعرفة ما هي الخطوات اللازمة للحصول على محلل؟ وكم يستغرق ذلك؟ وهل الحصول على محلل يكون بهذه السهولة، بمجرد إرسال رسالة على فيسبوك؟.

ويجب التنويه إلى أن "الشروق" تحتفظ بصور من هذه المحادثات، ونسخة من المكالمات الهاتفية لكل صفحة من هذه الصفحات، وتضعها تحت تصرف الجهات المسؤولة.

جدير بالذكر أن فتاوى دار الإفتاء المصرية ومجمع البحوث الإسلامية ولجان الفتوى بالأزهر الشريف وأساتذة العلوم الشرعية بجامعة الأزهر الشريف أجمعت على حرمة زواج المحلل، استنادا لحديث النبي الكريم "لعن الله المحلل والمحلل له".

• البداية

في البداية، عرفت محررة "الشروق" نفسها على أنها مطلقة ثلاثينية اسمها، "بسمة"، تريد التواصل مع محلل للعودة إلى زوجها، للحفاظ على طفلهما الذي يبلغ من العمر 3 سنوات، على أن يكون الزوج بعيدا عن الاتفاق حتى لا تحدث أي مشكلة، مع التأكيد أنه على علم وتوافق كامل بكل ما يجري، وأن الزوج سينيب عنه والده لحضور عقد القران ودفع المصاريف، مع التأكيد أن الإجراءات الرسمية لـ"العقد الجديد" ستمم في "منزل الزوجية القديم"، ونضع بين يدي القاريء تفاصيل ما جرى.

بدأنا بإحدى الصفحات التي توفر "محللا شرعيا" للراغبين، يتابعها ما يزيد عن 1200 شخص، وبالتواصل عرف صاحبها نفسه بأنه شاب ثلاثيني، يعمل مهندسا، قبل أن يطلب التواصل الهاتفي.

وفي تفاصيل المكالمة التي استمرت 10 دقائق كاملة، بدأ المحلل حديثه بطمأنة المحررة بأنه سيعطيها جميع المعلومات التي تحتاجها لكي تعرف من هو عن قرب، حيث أكد أن المسألة بسيطة -بحسب ما وصفها- فالمحلل هو زواج على يد المأذون بقسيمة الزواج شرعيا، وكل ذلك يتم بطريقة طبيعية.

• ضمانات زواج المحلل

وعن الضمانات للطلاق، قال: "أنا كده كده مش هاستفيد حاجة، أنا بعمل حاجة لوجه الله للم الشمل وحاجة خير، فبعد ما بنتجوز، بنمضي على ورقة الطلاق وخلاص، أنا عملت كده قبل كده عادي يعني".

وطلب المحلل ضرورة التنسيق مع المأذون لتحديد موعد عقد القران وإبلاغه به، مؤكدا أنه مستعدا للزواج في أي وقت يحدده المأذون، مع التنبيه بعدم ذكر أي شيء عن "المحلل" للمأذون، كما أكد أنه لا يوجد مهر أو مؤخر.

وأوضح المحلل أنه لا يريد أي مبلغ مالي مقابل الزواج لأنه يفعل ذلك لوجه الله، مشيرا إلى أن زواج المحلل في المتوسط من الممكن أن يستمر لمدة 3 أيام، لكنه ليس لديه مشكلة في أن ينهي الزواج بعد يومين فقط، ثم يمضي على قسيمة الطلاق بعدما يصدرها المأذون بعد أسبوع.

لم يكن لدى المحلل أي مانع في وجود عائلة الزوجة من عدمه خلال عقد القران، وذلك بعدما تأكد أن الطليق يعلم بزواج المحلل، كما ألمح إلى إمكانية المقابلة والتعارف قبل عقد القران لكسر حاجز الخوف والخجل، مشيرا إلى أنه سيرسل صورة شخصية أو أكثر له.

• شرط الحصول على الخلوة الشرعية

وتابع المحلل أنه يضع طلبات "زواج المحلل" في قائمة، ليكون لديه تنوع في الأعمار، قائلا: "أنا عندي 32 سنة، بس معايا ناس كبيرة على حسب الاختيار، ساعات الزوج هو اللي بيختار المحلل فبنختار حد على حسب رغبته، المهم الزوج يكون عارف، أنا ساعات الزوج بيكلمني، وساعات الزوجة بتكلمني، وساعات بيكلموني الاتنين مع بعض عادي، المهم الاتفاق في الآخر، وساعات بيقولولي خد فلوس، بس أنا مبرضاش دي حاجة لوجه الله".

طلب المحلل توفير منزل لإتمام الزيجة، مؤكدا أنه يجب الحصول على الخلوة الشرعية، لأنه بدونها سيكون العودة إلى الزوج بمثابة زنا، مشيرا إلى أن هناك أزواج طلبوا منه الزواج كمحلل شرعي دون إتمام الخلوة الشرعية، مقابل مبلغ مالي كبير لكنه رفض، لأنه لا يريد الاشتراك في فعل الزنا، موضحا أنه يفعل شيء لله ولا يريد الوقوع في الخطأ.

وعند سؤاله إذا كان هناك شيئا يجب تحضيره قبل إتمام الزواج، قال: "خليكي عادي خالص، ده جواز عادي بين زوج وزوجة، لو حابة تجيبي أكل هاتي عشان طبيعي هتعملي أكل وتاكلي، وأنا هبقى جوزك حلالك مفيش خجل ولا كسوف ولا حاجة، لأننا أزواج على سنة الله ورسوله ولا بنعمل حاجة غلط ولا حرام".

• خدمة الزواج من أي فتاة فقدت عذريتها

لم تقتصر خدمات صفحة محلل زواج شرعي، على تقديم خدمة المحلل فقط، بل تقوم الصفحة أيضا بتقديم خدمة الزواج من أي فتاة فقدت عذريتها أيا كانت الأسباب، ثم إتمام الطلاق لكي تستطيع الفتاة أن تعيش حياتها بصورة طبيعية بعد ذلك.

• عقد خال من نية التحليل

صفحة أخرى تواصلت معها "الشروق" لطلب محلل، وقد بدأت الصفحة حديثها معنا بإرسال الشروط الصحيحة التي تجعل زواج المحلل حلالا، وهو -كما ادعت الصفحة- أن علماء المسلمين ذكروا أن العقد يجب أن يكون خال من نية التحليل، وعدم ذكر مدة معينة للطلاق خلال كتابة عقد الزواج.

أما الشرط الثاني وهو الدخول الصحيح، فهو أمر متفق عليه بين الأئمة الأربعة وجمهور العلماء، ولا يكتفى فيه بمجرد الخلوة حتى لو كانت صحيحة، بل لابد فيه من اللقاء الجنسى، والدليل على ذلك ما رواه البخاري وغيره عن عائشة رضى اللّه عنها لما طلق رفاعة القرظى امرأته فبتَّ طلاقها تزوجها بعده عبدالرحمن بن الزبير، فجاءت إلى النبى تشكو إليه أن عبدالرحمن ضعيف في الناحية الجنسية، فتبسم الرسول وقال "لعلك تريدين أن ترجعى إلى رفاعة؟ لا، حتى تذوقى عسيلته ويذوق عسيلتك".

• شروط تخالف فتوى دار الإفتاء

جدير بالذكر أن ما ساقته هذه الصفحة من أدلة يخالف ما ذكرته دار الإفتاء في فتواها التي أكدتها الخميس ماضي، والتي نصت على أن زواج المرأة المَبْتوتة -أي: المطلقة ثلاثًا- لكي تحل للزوج الأَوَّل، -وهو ما يُعْرَف بـ"الزواج بشَرْط التحليل"- حرامٌ شرعًا باتفاق الفقهاء.

وأضافت الإفتاء في فتواها:"روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنَّه لَعَن المُحَلِّل والمُحَلَّل له» (أخرجه الترمذي)، واللعن إنما يكون على ذنبٍ كبيرٍ".

واستشهدت الإفتاء بما وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّه سُئِل عن تحليل المرأة لزوجها؛ فقال: «ذاك السِّفَاح» (رواه البيهقي). والسِّفَاح؛ أي: الزنا.

• 2000 جنيه وإقامة علاقة جنسية

وبعد تقديم دليلها الشرعي لتبرير المحلل، طلبت الصفحة الاضطلاع على قسيمة الطلاق، ثم تحديد موعد مع المأذون، مع التنبيه على تحضير مبلغ مالي نظير الخدمة، الذي يقدر بـ2000 جنيه، بجانب التنبيه أيضا على شرط إقامة العلاقة الجنسية.

وأكدت الصفحة -التي اتضح في نهاية الحديث أنه يملكها شخص يبلغ من العمر 42 عاما- كتابة وصل أمانة لضمان الطلاق، على أن يرد الوصل بعد الإمضاء على قسيمة طلاق المحلل، وفي نفس الوقت تسليم المبلغ المالي نظير الخدمة.

• فريق من المحللين.. على خُلق

أما صفحة ثالثة، فقد كانت الأكثر احترافية، لأنها قامت بتعيين مجموعة من المحللين، يتم تصنيفهم بالعمر والحيز الجغرافي، فما إن تتواصل مع الصفحة لطلب محلل، حتى يحصل الأدمن على جميع المعلومات اللازمة عن العروس المطلقة، لمعرفة عمرها ومكان سكنها، وتحديد المحلل المناسب لها من طاقم العمل من المحللين.

تشترط الصفحة الاتفاق مع المأذون وإبلاغها قبل 24 ساعة من موعد القران، وذلك لإرسال رقم كودي بالمحلل المنشود للتواصل معه، حيث أكدت الصفحة أن جميع المحللين الذين يعملون لديها على خلق لأنهم يحسنون اختيار المحللين.

وطلبت الصفحة عدم التحدث في تحديد موعد للطلاق قبل إتمام عقد القران، حتى لا يكون العقد باطلا، وتدخل الزيجة في جرم الزنا، على أن يحدد بعد إتمام العقد، كما نبهت الصفحة على وجود مبلغ مالي تقديري للمحلل سيحصل عليه عند الطلاق.

• تقديم المساعدة للإنسانية!

وأرسلت الصفحة فتوى ترى من وجهة نظرها أنها صحيحة لزيادة الاطمئنان في نفس من يرغب في إتمام زيجة المحلل، وهي زواج المحلل إذا كان بشرط التحليل فهو حرام شرعا باتفاق الفقهاء ، أما إذا كان منويا فقط من غير اشتراط في العقد أو عنده، كأن يتطوع شخص من نفسه ودون اشتراط في العقد ويتزوج المطلقة ليطلقها بعد ذلك، لتعود لزوجها الأول، فإنه جائز، ويكون العقد بذلك صحيحا، والشخص مأجورا بذلك لقصده الإصلاح.

2500 جنيه، هو المبلغ الذي حدده صاحب الصفحة لرد المطلقه للزوج الأول محلل شرعي لإتمام الزيجة، وهي الصفحة التي يتابعها 1600 شخص، وتكتب في تعريفها أنها "صفحة لتقديم المساعدة للإنسانية".

كان محلل هذه الصفحة هو الأكثر مراعاة لوضع الزوجة، حيث لم يكن لديه مانع في إقامة العلاقة الشرعية وإتمام الزيجة، مع وجود أطفال الزوجة في المنزل، إذا لم تجد مكانا آخر ليذهبوا إليه.

لم يكن لدى المحلل أي مشكلة في إتمام الزيجة في منزل العائلة، أو منزل الزوجة، أو أحد الفنادق، كما لم يكن لديه مشكلة في تحديد وقت معين للزواج، حيث أكد أنه من الممكن أن يقضي ليلة واحدة مع الزوجة لإتمام العلاقة الجنسية حتى لا تكون الزيجة حراما، ثم يرحل.

• كومنتات لأشخاص يعرضون أنفسهم كمحللين شرعيين

لم تقتصر تقديم خدمات المحلل على الصفحات فقط، بل تطوع الأفراد أيضا، حيث يترك الأفراد تعليقات على الصفحات التي تقدم خدمات المحلل، يقولون فيها "أنا جاهز"، أو "أنا محلل شرعي"، وقد تواصلت الصفحة مع حسابات رجلين ممن كتبوا هذه التعليقات وكانا الأسرع في الرد وإرسال صورهم للموافقة السريعة، ولم يطلبا مبلغ مالي، مؤكدان أن "أهم الشيء هو الثقة والتفاهم والراحة النفسية وإنقاذ الأسرة من الخراب".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك