أعرب عدد من كبريات الصحف الأمريكية عن عدم رضاها عن فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، واستقبلت العديد من الصحف نبأ فوزه بعدم ترحيب.
ورأت صحيفة «النيويورك تايمز» اليوم أن ترامب رجل اعمال «عادى» بدون خلفية سياسية أو عسكرية وصل إلى السلطة بعد أن هدم جميع الأعراف المتبعة فى السياسة الأمريكية مقسما المجتمع الأمريكى وفقا للعرق والدين واللون.
وأشارت إلى أن الرئيس المنتخب «تجاهل خلال حملته الانتخابية جميع الآداب العامة، وكانت حملته مليئة بالابتذال والإساءات والشتائم، مشيرة إلى أن ترامب لعب على عاطفة الأمريكيين البيض ذوى المستوى التعليمى المنخفض الذين تأثروا بشكل كبير بالتغييرات الاقتصادية» وقالت الصحيفة إن «فوز ترامب فى الانتخابات يعتبر أقوى صدمة تلقاها النظام السياسى الأمريكى فى العصر الحديث».
وأضافت «النيويورك تايمز» أن انتخاب ترامب «بداية لعصر من الغموض السياسى فى الولايات المتحدة وفى العالم».
أما «واشنطن بوست» فرأت أن انتخاب ترامب نهاية «صادمة» لحملة انتخابية «مثيرة» وأشارت إلى أن «الولايات المتحدة الآن على مفترق الطرق وأن «بعض الولايات قد تصوت للانفصال عن الولايات المتحدة على غرار انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى البريكست». ولفتت إلى أن فوز ترامب من المفاجآت الكبرى فى التاريخ السياسى الأمريكى.
ونشرت «واشنطن بوست» قبيل الانتخاب بساعات للكاتب المحافظ جينيفر روبين، والذى يؤيد الجمهوريين، مقالا دعا فيه من ينتمون إلى الحزب الجمهورى إلى «انتخاب المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون» وذلك فى اشارة إلى الانشقاقات الواسعة التى جرت فى الحزب الجمهورى عقب انتخاب الحزب لترامب ليكون مرشحهم فى السباق الانتخابى.
فيما اعتبرت «لوس انجلوس تايمز» أن طبيعة السباق الانتخابى هذه المرة كان مختلفا بالنسبة للمحللين الامريكيين، وأشارت الصحيفة إلى ان ترامب كان يلعب بشكل كبير على الوتر الاقتصادى الذى عانى منه الكثير من الامريكيين وجاءت تصريحاته بالنسبة لخفض قيمة الضرائب بمثابة طوق النجاة للكثير من الامريكيين الذين «لا يسمع لهم صوت».
من جهتها، اعترفت مجلة «الفورين بوليسى» المرموقة بخطأ توقعاتها حيث توقعت منذ بداية الحملة الانتخابية بوصول المرشحة الديمقراطية إلى البيت الأبيض ووصفت نجاح ترامب بأنه أمر «مزعج»، وذكرت المجلة أنها كانت تعارض وصول ترامب إلى البيت الابيض لأنه عصبى المزاج يفتقد إلى «الخبرة السياسية ومواقفه معادية لمصالح الولايات المتحدة الوطنية».
وأشارت المجلة إلى أنها لن ستدعمه فقط لأنه رئيس لبلادهم، مؤكدة أنه لن يحصل على دعم كامل من قبل هيئة تحرير المجلة الأبرز على مستوى العالم ولكنها ستعمل على نجاحه فى تولى مسئولياته مشيرة إلى أن «أى نجاح له سيعتبر نجاحا للولايات المتحدة».
واعتبرت قناة «فوكس نيوز» ان فوز ترامب بمثابة نصر لوسائل الاعلام التى تعرض محتوى مبتذلا، فالملياردير الذى ملأ العالم سبابا وألفاظا بذيئة استخدم الآلة الاعلامية بشكل جيد و«بمثابة انتهاء لعصر النيوليبرالية» وبداية لعصر «سوط الرجل الابيض لبلد لديها نسبة تنوع كبيرة».
وأشارت القناة، على موقعها الالكترونى، إلى أن الانتخابات كانت بمثابة رفض للاعلام الامريكى التقليدى وللنخبة الهوليودية والتى تعتمد على المال، والتأييدات، والمظهر الخارجى.