نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم السبت، تقريرًا تحدثت فيه عن الوعود التي قطعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء حربين بسرعة، في حين أقر سرًا بشعوره بالإحباط والاستياء، مشيرة إلى أنه أخبر متبرعين بأن حل الصراعات كان أكثر صعوبة مما كان يعتقد.
-صراعان يحبطان ترامب
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصدرين قولهما إنه عندما تحدث ترامب أمام مجموعة من كبار المتبرعين في ناديه بولاية فلوريدا الأسبوع الماضي، وصف إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا بإحباط متنامي يبقيه متيقظا خلال الليل.
ونقل أحد الحضور، في تصريحاته للصحيفة الأمريكية، عن ترامب قوله إنه كان من الصعب بشكل خاص التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأراد "الشيء بأكمله" – في إشارة إلى أوكرانيا.
وجاءت تعليقاته ردًا على سؤال لأحد المتبرعين بشأن أكبر مخاوف ترامب المتعلقة بالسياسة الخارجية.
وقال ترامب إن الحرب في غزة أيضًا كانت صعبا بشكل واضح، مشيرا إلى أن مسألة إيجاد حل صعبة لأنهم "يقاتلون منذ ألف عام".
وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أنه عندما نظم ترامب حملته الانتخابية للعودة إلى السلطة، تعهد بإنهاء الحربين دبلوماسيا، مؤكدا أنه لم يكن أي منهما ليبدأ إذا كان موجودا في البيت الأبيض، وأنه سينهي الحرب في أوكرانيا "في يوم واحد".
وبدلا من ذلك، مع مرور أكثر من 100 يوم على ولايته الثانية وعدم اقتراب حل أي من الصراعين وتعثّر مفاوضات إنهاء البرنامج النووي الإيراني والحرب التجارية التي تسببت في توتر العلاقات مع الحلفاء، يجب ترامب حل المشاكل العالمية أكثر صعوبة، مما كان يعتقد.
ومنذ ذاك الحين قال ترامب، إنه كان يمزح بشأن الحرب الروسية الأوكرانية في وقت قياسي، مؤكدا أن أنصاره يعلمون أنه كان يبالغ في الأمر.
وقال كايل هاينز، أستاذ السياسة الخارجية الأمريكية في جامعة بوردو الفرنسية: "لو لم يعد بمثل تلك الأمور مرارا وتكرارا طوال فترة حملته الانتخابية لكان من المجحف للغاية انتقاده للفشل في الوفاء بها. لكنه فعل".
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي، أن ترامب وفريقه كانوا يركزون بقوة على تحقيق السلام حول العالم ووقف الأطراف الخبيثة عن إيذاء الأمريكيين والحلفاء، مشيرة إلى أن "أسلوبهم كان ناجحا، حيث وافق الحوثيين على وقف النار، وعاد 47 أمريكيا كانوا محتجزين في الخارج، كما تزيد دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الإنفاق الدفاعي، ويتم ردع الصين، ونقترب من السلام في الحرب الروسية الأوكرانية أكثر من قبل".
وخلال الأسابيع الأخيرة، اشتكى ترامب سرا لمستشاريه من أن بوتين لا يريد إنهاء الحرب، وأن كلا الجانبين يرفضان التنازل.
وأضافت مصادر مطلعة لـ"وول ستريت جورنال"، أن ترامب سأل مستشاريه أيضا عما إذا كانوا يعتقدون أن بوتين تغير من آخر مرة كان فيها ترامب بالمنصب، وأعرب عن دهشته من تحركات بوتين.
وفي وقت سابق من هذا العام، قال ترامب، إنه يعتقد أنه سيكون من الصعب إقناع أوكرانيا أكثر من روسيا ما لم تكن شروط الاتفاق هي شروط كييف، مما أسفر عن مواجهة في المكتب البيضاوي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الهواء مباشرة.
ومؤخرا، أقر مسئولون بارزون في إدارة ترامب بأن روسيا تظل متمسكة بموقفها، حيث ترفض الموافقة على وقف غير مشروط للنار لمدة 30 يوما الذي دعمته كييف بالفعل، وبدلا من ذلك تسعى لمزيد من التنازلات من أوكرانيا.
أما فيما يتعلق بغزة، تدفع إدارة ترامب من أجل نهاية تفاوضية للحرب الإسرائيلية على غزة، وساعد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إدارة الرئيس السابق جو بايدن في تنفيذ خطتها لوقف النار في يناير، قبل لحظات من تولي ترامب للمنصب.
لكن هذه الخطة انهارت في مارس، وتم استئناف الحرب الآن، وأوقفت إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، مما فاقم الأزمة الإنسانية.