اليوم.. نظر قضية طبيب التخدير المتهم بوفاة طفل في الإسكندرية - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 5:30 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اليوم.. نظر قضية طبيب التخدير المتهم بوفاة طفل في الإسكندرية

عصام عامر
نشر في: السبت 10 ديسمبر 2022 - 2:03 ص | آخر تحديث: السبت 10 ديسمبر 2022 - 2:03 ص

تنظر محكمة جنح أول الرمل في الإسكندرية، اليوم السبت، القضية رقم 2840 لسنة 2022، والمقيدة برقم 779 لسنة 2022 طب شرعي، والمتهم فيها "ت.غ" طبيب وأستاذ التخدير بكلية الطب، جامعة الإسكندرية، بالتسبب في وفاة الطفل "أيوب. أ" البالغ من العمر سنة و7 أشهر، إثر تعرضه لإجراء عملية جراحية "منظار" داخل مستشفى خاص.

وكانت النيابة قد قررت حبس الطبيب احتياطيا على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول ملابسات الواقعة، وسألت أفراد الطاقم الطبي المنوط بهم حضور إجراء العملية، وتحفظت على كاميرات المراقبة في المستشفى، وتلقت تقرير الطب الشرعي لجثة الطفل لبيان أسباب الوفاة، وصرحت بتسليمه لأسرته لمواراته الثرى.

وحمّلَ تقريرا الطب الشرعي، واللجنة الرباعية في الإسكندرية، طبيب التخدير المسئولية الجزئية عن وفاة الطفل؛ حيث لم يتعامل مع ما حدث من مضاعفات للطفل وفق الأصول الطبية السليمة المتعارف عليها، مما أدى إلى تفاقم حدة تلك المضاعفات بانخفاض الأكسجين في الدم، وارتفاع ثانٍ أكسيد الكربون، فأدى إلى تأخير عودة الدورة الدموية وصولًا للوفاة.

وأضاف التقرير، أنه تم تنشيط القلب باستخدام الأدرينالين بطريقة مخالفة للمتعارف عليها بالمراجع الطبية، وقد يكون ذلك ناتجًا عن التوتر والاستعجال، ومع تغيير الأنبوب الحنجري ووضعه بالمكان الصحيح بالقصبة الهوائية تحسنت القياسات واستجاب القلب للإنعاش ويذكر لطبيب التخدير التواجد المستمر بجانب المريض وبذل أقصى الجهد والعلم قدر طاقته في محاولة الإنعاش القلبي الرئوي.

وورد بالتقرير أن هبوط نسبة الأكسجين بالدم، وتوقف عضلة قلب الطفل نتج بعد حدوث تشنج بالحنجرة وعدم إمداد الرئتين بالأكسجين أثناء منظار الألياف الضوئية المرن عن طريق القناع الحنجري أو "تنبيب" القصبة الهوائية، مع زوال تأثير التخدير، مما أثر بالسلب على حياته، وهي أسباب محتملة للمساعدة على الوفاة.

وعزا التقرير وفاة الطفل إلى حدوث شرقة بـ"الفول السوداني" قبل 12 يومًا سابقين على التدخل الجراحي، وضاعفه حدوث التهاب رئوي شعبي حاد بالرئة اليسرى، مما استدعى إجراء منظار شعبي له، تضاعف بحدوث نقص نسبة الأكسجين بالدم، وزيادة حموضة الدم، وتوقف عضلة القلب، وارتفاع ثاني أكسيد الكربون، والذي أدى بدوره إلى تأخير عودة الدورة الدموية التلقائية.

ولفت التقرير إلى أن ما حدث للطفل من تدخل طبي تمثل في إجراء منظار شعبي كان له ما ، وتم وفق الأصول الطبية السليمة المتعارف عليها، وما حدث من مضاعفات تمثلت في نقص نسبة الأكسجين وهبوط بضربات القلب، وهي من المضاعفات الوارد حدوثها.

وأوضح أن ما حدث للطفل قبل وأثناء التدخل الجراحي تخديريًا كان وفق الأصول الطبية السليمة المتعارف عليها، وتكمن المشكلة في التعامل مع المريض بفترة ما بعد التداخل الجراحي والمسئول عنها هو طبيب التخدير، ويوجد تضارب في الأقوال بين الاكتفاء وطلب إنهاء التدخل الجراحي عن طريق المنظار الشعبي الصلب، ثم السماح بدخول المنظار المرن.

ورجح التقرير أن ما حدث للطفل المتوفى جاء عقب انتهاء التدخل الجراحي بواسطة المنظار الشعبي الصلب، وأثناء تعافيه من التخدير، ومحاولة إدخال المنظار المرن، حيث تعرض لتشنج بالحنجرة، فتم إدخال الأنبوبة الحنجرية بالخطأ في المريء.

وفي ذات الوقت، رأى التقرير أن الإجراءات الطبية المتبعة من قبل طبيب الأطفال ويدعى "ن.ف"، وطبيب جراحة القلب والصدر "و.ع"؛ كان لها ما يبررها طبيًا، وتمت وفق الأصول الطبية السليمة المتعارف عليها، ولا يوجد فنيًا ما يمكن الاستناد إليه للقول بوجود ثمة خطأ ولو بنسبة ضئيلة لأي منهما.

وكشف التقرير أن الرئة اليسرى تزن 129 جراما وأبعاد 9×6×5، على غير الطبيعي بأن يكون وزن رئة الطفل اليسرى 64 جرام، فيما تزن الرئة اليمني 42 جرام وبأبعاد 7×5×3، فضلًا عن مشاهدة جسم غريب داخل القصبة الهوائية "سرة الرئة اليسرى"، على عكس ما قاله الطبيب المعالج والجراح بأنهم أزالوا "فول سوداني".

وكان قسم شرطة أول الرمل، قد تبلغ من أسرة طفل حول تعرض نجلهم لحالة إهمال طبي داخل أحد المراكز الطبية، أثناء إجراء جراحة "مُنظار"، وفارق الحياة.

وذكرت أسرة الطفل في بلاغها أن نجلها كان يعاني من دور برد عادى وسعال، وأنها توجهت لأحد الأطباء، ومنحه بعض الأدوية لتهدئة السعال، لكن دون جدوى، فطلب منهم إجراء أشعة على الصدر، مع الاستعانة بطبيب متخصص في ذلك، وبدور الأخير طلب إجراء منظار استكشافي على الرئة لمعرفة سبب مرض الطفل.

وأضافت الأسرة أنها توجهت إلى المركز الطبي محل الحادث، وبتوقيع الكشف الطبي على نجلها تبين وجود جسم غريب يعيق دخول الهواء إلى مجرى الرئة اليسرى، وسط احتمالية وتوقعات لأن تكون قطعة طعام؛ لأنها تسببت في وجود مشاكل بالتنفس، مع المطالبة الضرورية بإجراء عدد من الإشاعات عليه.

وأوضحت أنها توجهت إلى الطبيب "المتهم" فأكد ذات الرأي ونصح بإجراء منظار للطفل، فطالبته بإيجاد وسيلة أخرى، لكنه رد قائلا: "أنا عارف بعمل إيه كويس ومش هنعمل أشعة ولابد من إجراء منظار"، رافضًا الإجابة على أسئلتهم، مؤكدًا حجز موعد العملية في مركز "د.ال" وعليهم دفع المصاريف.

وأشارت إلى أن نجلها لم يكن لديه أي تاريخ مرضي، وولادته كانت طبيعية، ولم يعانى من شيء سوى نزلة برد، ورغم ذلك فوجئت باستعجال الطبيب لإجراء جراحة المنظار، وعليه دخل غرفة العمليات في اليوم التالي، وبعد تأخره، خرجت ممرضة تخبرها بأن طفلها حالته غير مستقرة، ثم خرج من الغرفة ولون جلده أزرق، وعينيه مفتوحتان، وفارق الحياة.

وأكدت الأسرة أنها وفي تلك الأثناء استدعت طبيب من الخارج، للوقوف على حقيقة الأمر فأكد وفاة الطفل نتيجة خطأ طبي بسبب استخدام منظار غير مناسب لعمره، وأن جسده به عدة ثقوب، فتوجهت إلى قسم شرطة أول الرمل وحررت محضرًا ضد الطبيب والمستشفى، شهر مايو الماضي، وعقب تحقيقات النيابة العامة، أحيلت القضية إلى المحكمة المختصة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك