والد الضابط المتهم فى خلية مدينة نصر يكشف لـ«الشروق» قصة اعتقاله - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:37 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

والد الضابط المتهم فى خلية مدينة نصر يكشف لـ«الشروق» قصة اعتقاله

الشرطة تحاصر موقع ضبط الخلية في مدينة نصر
الشرطة تحاصر موقع ضبط الخلية في مدينة نصر
أحمد البردينى
نشر في: الثلاثاء 12 فبراير 2013 - 9:45 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 12 فبراير 2013 - 9:45 ص

بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أشهر على كشف عناصر، الخلية الإرهابية، بمدينة نصر، والتى أحالت فيها نيابة أمن الدولة العليا، 26 متهما لمحكمة الجنايات، السبت الماضى، إلا أن الغموض مازال يحيط بباقى المتهمين فى القضية، من بينهم ضابطان سابقان بالجيش.

 

الضابط رامى محمد السيد الملاح، 29 عاما، نقيب مهندس سابق، بالقوات الجوية، أحد المحالين للجنايات، بتهمة «التخطيط لإحياء نظام الجهاد، ومحاولة قلب نظام الحكم»، اعترف فى أولى جلسات التحقيق، بأنه مستقيل من الجيش، وكان ينتظر تأشيرة السفر إلى تركيا، حتى يتمكن من الانضمام للكتائب المسلحة فى الجيش السورى الحر، «لنصرة المستضعفين من الشعب السورى من طغيان نظام بشار الأسد»، مؤكدا أنه ليس على علاقة بأحد من أعضاء الخلية، نافيا التهمة الموجهة له بأنه «مهندس الخلية» بعد القبض عليه فى مطار ألماظة، أثناء توجهه لبلدته بمحافظة دمياط.

 

«الشروق» التقت والد النقيب المستقيل، فى أول حديث له بعد امتناعه عن الكلام مع وسائل الإعلام، طوال الأشهر الثلاثة الماضية. فاستهل حديثه، قائلا: «نجلى تقدم باستقالته لإخلاء طرفه من الجيش المصرى، قبل شهرين من الكشف عن العملية فى أواخر شهر أكتوبر الماضى، حتى يحصل على فرصة عمل كمهندس مدنى فى العمل بمصر أو بإحدى الدول الأوروبية، لكنه اعترف فى تحقيقات النيابة «أنه قدم استقالته من الجيش، لرغبته الشديدة فى الانضمام للجيش السورى الحر بعد فتح باب الجهاد أمام الجيوش العربية لنصرة المستضعفين من الشعب السورى للصمود أمام الطاغية بشار الأسد».

 

وأوضح والد النقيب المستقيل، العمل بالعسكرية المصرية شرف لأى شخص، ولكن نجلى أعرب عن رغبته فى عدم استكمال عمله بالجيش لرفضه الحياة العسكرية، وجاءت تأشيرة تركيا لتحسم أمره فى إخلاء طرفه من الجيش بعد موافقة الجيش فى طلبه، والتأكد أنه غير مشكوك فى استقالته، دون أن تتوافر ذريعة الشك عند أحد بشأن الرغبة التى تزايدت عنده للانضمام للجيش الحر، منذ اشتعال الأحداث فى سوريا، مما عجل بالأمر وجعله يسرع فى إنهاء أوراق إخلاء طرفه من الجيش، والتواصل مع بعض الأصدقاء من الناشطين بالعمل السياسى والذين تربطهم صلة بمجموعات الجهاد فى سوريا حتى يتسنى له السفر فى أقرب وقت.

 

وأشار والد النقيب المستقيل، أن مشاهد الذبح فى سوريا، ظلت مسيطرة عليه، وجعلته يفكر جديا فى الانضمام للجيش السورى الحر، وعلى هذا الأساس اتخذ قراره، بإنهاء علاقته بالجيش، المصرى، فى ظل تفكيره المستمر خلال السنة الأخيرة، بالانضمام للمعارضة، مؤكدا أن نجله رفض السفر لسوريا، وهو على ذمة القوات المسلحة، حتى لا يساوى بالمرتزقة، مشيرا إلى أنه لم ينضم لخلية أو جماعة، بل كانت أغلب قراءاته فى القرآن الكريم، وتعاليم الدين الإسلامى منذ الصغر، ولم يتورط من قبل فى خلية ارهابية إطلاقا، وإلا كانوا اتخذوا القرار بحبسه عسكريا، وكان طلبه بالعمل كمهندس مدنى، ومن الممكن أن يسافر إلى الخارج دون أن يحدد هويته إلى سوريا أو أى دولة أخرى.

 

وتحدث والد النقيب، عن الظروف التى أحاطت بنجله فى الفترة الأخيرة، والتى أطلعه عليها بعد الزيارة الأولى فى سجن المزرعة: «وجد نفسه غير متسق مع ذاته، وهو لم يتعود على ذلك، لافتا إلى أن نجله سبق له التقدم باستقالة مسببة منذ سنتين، لخلافات شخصية، أثناء الأيام الاولى من ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أنه عندما عاد إلى دمياط، وجد المديرية على وشك الاقتحام، ولكنه قام بمساعدة مجموعة أشخاص من أهل دمياط بحراسة مديرية الأمن هناك، حتى تسلمها الجيش فى صباح 29 يناير بعد نزوله للشارع.

 

وعن سبب استقالته الأخيرة من الجيش، قال والده: «تأثره بالمذابح بعد اندلاع الثورة السورية وتصفية الشعب هناك وقتل الأبرياء، أشعل عنده فكرة الجهاد مع الجيش السورى الحر، بعد دعوات فتح باب الجهاد، من قبل بعض الاسلاميين، خلال الـ6 أشهر الماضية.

 

وتابع: «شاءت الأقدار أن يتعرف نجلى على أحد الأشخاص الذين لهم صلة بتسفير المصريين الراغبين فى التطوع للجهاد فى سوريا ــ عن طريق، متهم آخر بالقضية، هو هيثم السيد ــ وبنقلهم إلى تركيا وتسليحهم على الحدود، ثم الذهاب إلى سوريا».

 

وقال: «للأسف كان حظى ابنى العثر، أن الشخص الذى توسط لإنهاء أوراق سفره لسوريا، والحصول على التأشيرة، هو أحد الأشخاص المتهمين فى قضية الخلية الارهابية، ولولا ذلك، ما كان نجله فى هذا الوضع المحرج بعد الخدمة العسكرية».

 

وتابع حديثه عن هذا الشخص الوسيط: «نجلى تواصل معه تليفونيا وكان موعد المقابلة محددا من قبل المتهم هيثم السيد فى، محطة ألماظة، فى صباح 24 أكتوبر، وهو اليوم الذى تم مداهمة الشقة التى تقطنها الخلية الإرهابية، بالحى العاشر مدينة نصر، وعندما تأخر عند موعده، مل رامى الانتظار، وأبلغه تليفونيا، أنه سيتوجه إلى دمياط بقوله: «أنا رايح دمياط أربى أولادى» وهنا تم القبض عليه أثناء استقلاله الأتوبيس المتوجه إلى دمياط من محطة ألماظة.

 

ويروى والده واقعة القبض عليه فى مشهد غريب، وقال: استوقفه أحد الأشخاص داخل الأتوبيس قبل أن يسير، وطلب منه هاتفه المحمول ليجرى مكالمة، وعندما تأكد من أنه ابنى الضابط رامى الملاح، من خلال الرسائل والصور التى كانت على هاتفه، لاذ بالفرار من الأتوبيس، وهرع خلفه رامى، ظنا أنه لص وسرق هاتفه، ولكنه فوجئ بكمين، من قبل قوات الأمن وتم القبض عليه، وتم عرضه على مباحث الأمن الوطنى للتحقيق معه بنيابة أمن الدولة، وعلى الفور انتقلوا إلى منزله فى دمياط، وتم تفتيشه وحرزوا جهاز كمبيوتر خاص به، وكتب دينية فى، الشريعة الإسلامية والتوحيد».

 

ولفت والد رامى، إلى أنه لم تتم اتصالات بينه وبين وزارة الدفاع، واستغرق وقتا طويلا فى البحث عن نجله، ولم يخبره أحد بمكانه، حتى علمه فيما بعد.

 

واستطرد: عرفنا فيما بعد انه يحقق معه فى نيابة أمن الدولة، بتهمة قلب نظام الحكم على خلفية قضية خلية مدينة نصر الإرهابية، وهى المرة الأولى التى نسمع فيها عن القبض على رامى، لأنه لم يبلغنا بما حدث معه، وتم توكيل المحامى منتصر الزيات، للدفاع عنه.

 

وانتهى والد رامى بالقول: خلية مدينة نصر التى اتهموا نجلى بالانضمام إليها، ما هى إلا مجرد تقديم ولاء لإعادة أمن الدولة لهيبته فى مثل هذه القضايا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك