الشروق في حفل تقليد السفير هشام بدر بوسام الشمس المشرقة من إمبراطور اليابان: علاقة ودية بتاريخ طويل - بوابة الشروق
الثلاثاء 13 مايو 2025 12:15 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الشروق في حفل تقليد السفير هشام بدر بوسام الشمس المشرقة من إمبراطور اليابان: علاقة ودية بتاريخ طويل

ياسمين سعد
نشر في: الأربعاء 12 أكتوبر 2022 - 2:37 م | آخر تحديث: الأربعاء 12 أكتوبر 2022 - 2:48 م

أقامت السفارة اليابانية بالقاهرة، في منزل السفير الياباني هيروشي أوكا أمس الثلاثاء، حفل تقليد السفير المصري هشام بدر، بجائزة وسام إمبراطور اليابان: الشمس المشرقة النجمة الذهبية والفضية.

حضر الحفل، احتفاء بتكريم السفير هشام بدر، نخبة من السياسيين على رأسهم، إبراهيم محلب رئيس مجلس وزراء مصر الأسبق، والدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، وعمرو موسى وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، ونبيل فهمي وزير خارجية مصر الأسبق، والدكتور محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق، ومايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، والدكتور منير فخري عبدالنور وزير الصناعة والتجارة الأسبق.

بدأ الحفل بكلمة استقبال ألقاها السفير الياباني بالقاهرة هيروشي أوكا، الذي حرص على أن يتحدث باللغة العربية، حتى تصل كلماته إلى الحضور مباشرة دون الحاجة إلى المترجم أو الوسيط بينه وبينهم، وأعرب "أوكا" -خلال كلمته- عن سعادته باستضافة حفل تقليد السفير هشام بدر بوسام الشمس الذهبية رفيع المستوى، المقدم من إمبراطور اليابان.

وقال السفير الياباني: "أعطي هذا الوسام للسفير هشام بدر نيابة عن حكومة اليابان، وهو وسام رفيع يمنحه إمبراطور اليابان تقديرًا للمساهمات الهائلة للسفير هشام بدر في تعزيز العلاقات الودية بين اليابان ومصر، والتي تتمتع بتاريخ ودي طويل، فيصادف اليوم الذكرى الـ160 منذ توقف وفد الساموراي الياباني في مصر، وهم في طريقهم إلى أوروبا عام 1862، وهنا يوجد صورة لـ27 ساموراي أذهلهم مشاهدة أبو الهول والقاطرات التي كانت تسير في شوارع القاهرة، فهي كانت أقدم مدينة بعد لندن تستخدم القاطرات في شوارعها".

وأضاف: "يصادف هذا العام أيضًا الذكرى المئوية الأولى منذ اعتراف اليابان باستقلال مصر في عام 1922، ومنذ ذلك الوقت ونحن مدينون للعديد من الأجيال السابقة والشخصيات المعاصرة لجهودهم في رفع علاقاتنا إلى المستوى الحالي".

وأوضح أن السفير هشام بدر عمل في اليابان فترتين (9 سنوات إجمالًا)، فالأولى كانت منذ عام 1985 إلى 1990 عندما عمل بدر كسكرتير ثان في سفارة مصر بطوكيو، ثم أصبح سفير مصر في اليابان منذ عام 2003 إلى 2007، مشيرًا إلى أنه عمل معه عندما كان سفيرًا لمصر في اليابان، وأنه سعيد بهذا التعاون لأن "(بدر) له شخصية ودودة ورائعة جعلت له العديد من الأصدقاء، بجانب طرقه الخاصة الناجحة في التعامل مع الناس"، مؤكدًا أن اتقان "بدر" للغة اليابانية، وفهمه العميق للثقافة والمجتمع الياباني، ساعد كثيرًا في نجاح مهمته الدبلوماسية.

وذكر "أوكا" إنجازات "بدر"، موضحًا أن جهوده الدؤوبة لبناء روابط متينة غير قابلة للكسر بين مصر واليابان في عدد من المشاريع الرائدة يمكن أن نرى آثارها حتى الآن، وذلك من خلال التعاون في مشروع المتحف المصري الكبير، والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، التي كانت فكرة السفير بدر، الذي تابعها منذ أن كانت حلمًا إلى أن أصبحت حقيقة في عام 2010.

ولفت إلى أن بدر كان سفيرًا لمصر في اليابان في وقت حرج أعقب الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001، وحرب العراق عام 2003، عندما كان الاهتمام بالشرق الأوسط والإسلام في أعلى مستوياته على الإطلاق، وقد بذل بدر كل جهد ممكن حتى يتمكن اليابانيون من فهم الشرق الأوسط والإسلام بشكل أفضل، مشيرًا إلى أن كتاب بدر الذي ألفه باللغة اليابانية عام 2008، ويحمل عنوان "أبو الهول وسيف الساموراي"، كان تكليلًا لهذه الجهود.

وفي تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أعرب السفير الياباني هيروشي أوكا، عن سعادته بتكريم السفير هشام بدر، لعمله الجاد طوال السنوات الماضية على تقوية العلاقات الثنائية بين مصر واليابان، مشيرًا إلى بذلهما جهودا مشتركة لإرساء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال أوكا: "العلاقات بين مصر واليابان ممتازة، فعلاقتنا صداقة تمتد لـ160 عامًا، بل وإنها حاليًا أقوى مما كانت عليه في السابق، بفضل جهود ومساعدات من قبل اليابانيين والمصريين، وسعيد بالمساهمة في توثيق العلاقات بين البلدين".

وعن تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أكد وجود إرادة ورغبة قوية من الشركات اليابانية للعمل في مصر، وذلك لوجود العديد من المميزات بها، مثل توفر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والغاز، بالإضافة إلى موقع مصر الاستراتيجي الذي يقع بين مفترق طرق بين الشرق الأوسط وأوروبا، موضحًا وجود إمكانيات هائلة لتوثيق العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين في المستقبل القريب.

ومن جهته، أعرب السفير هشام بدر، في كلمته التي ألقاها على الحضور، عن سعادته بالحصول على وسام الشمس المشرقة، مقدمًا الشكر لـ"ناروهيتو" إمبراطور اليابان، وللحكومة اليابانية، وللرئيس عبدالفتاح السيسي ولوزير الخارجية سامح شكري على الموافقة والتأييد لحصوله على هذا التكريم الرفيع، مؤكدًا أنه يشعر بأن هذا التكريم يتوج مسيرته الدبلوماسية وعلاقته الوثيقة باليابان.

وتذكر بدر -خلال كلمته- رئيس مجلس الوزراء الراحل شنزو آبي قائلًا: "أود أن أتذكر وأكرر تقديم خالص العزاء في وفاة صديق مصر، رئيس مجلس الوزراء الراحل شنزو آبي، الذي كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسي لدوره في تنمية العلاقات بين البلدين، بإطلاق اسمه على أحد أهم محاور الطرق الرئيسية قبل وفاته".

كما شكر بدر العديد من قادة اليابانيين والمصريين ممن ساعدوه في النجاح خلال مسيرته المهنية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الياباني السابق يوهي كونو، ووزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، ووزير الخارجية الراحل أحمد ماهر السيد، ووزير الخارجية سامح شكري، الذي أكد بدر دعمه الدائم لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر واليابان.

وأكد السفير هشام بدر، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن تكريمه بوسام الشمس المشرقة هو تكريم لمصر أولًا وأخيرًا، مشيرًا إلى أن تكريمه من الإمبراطور الياباني بموافقة الرئيس عبدالفتاح السيسي شرفًا كبيرًا له ووسامًا على صدره، وتكليلًا لمسيرة دامت 10 سنوات من الجهود لتعزيز العلاقات المصرية اليابانية.

وقال: "سعيد بأن فكرتي لإنشاء الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا أصبحت حقيقة، بجانب جهودي التي وفقت في التعاون المصري الياباني في المتحف المصري الكبير، وأتمنى أن يوفقني الله للمزيد من العطاء في المستقبل، كما أنني أشعر بالسعادة لوجود هذه الكوكبة من السياسيين في حفل تكريمي بوسام الشمس المشرفة، فجميعهم أساتذتي تعلمت ومازلت أتعلم منهم، وجميعنا عملنا سويًا من أجل مصر".

وعن رأيه في العلاقات اليابانية المصرية، أوضح أنه يراها "ممتازة"، وذلك بوجود انبهار تاريخي بين الشعب الياباني والمصري، مشيرًا إلى أن الشعب الياباني استفاد من تجربتنا الحديثة عام 1862، بينما انبهرت مصر بإنجازات اليابان التي طورت من نفسها مع الحفاظ على هويتها الشرقية.

وأضاف بدر، لـ"الشروق": "يوجد تعاون كبير بين الشعبين والقيادتين المصرية واليابانية، فأصبحنا نطبق نظام المدارس اليابانية في مصر بعد تطبيق نظام الجامعات اليابانية، ومن ناحية أخرى يوجد فرص أكبر للاستثمارات اليابانية في مصر في المستقبل القريب".

وأعربت السيدة داليا زوجة السفير هشام بدر، لـ"الشروق"، عن سعادتها بتكريم زوجها، مؤكدة حب عائلتها الشديد لليابان، قائلة: "قضينا 4 سنوات في اليابان أعتبرها تجربة خاصة، فنحن أحببنا اليابان من قلبنا، سواء كانت الثقافة اليابانية، أو الطعام الياباني أو الفنون، وأشعر بالفخر لتكريم (هشام) لأنه بذل جهدًا كبيرًا لبناء جسر من التواصل المستمر بين اليابان ومصر، ولذلك، اليوم (سعيد) بالنسبة لي، وأشكر أصدقاءنا السفير الياباني أوكا وزوجته على استضافتنا".

ومن شدة حب داليا لليابان، أطلقت أول جمعية للثقافة والفنون اليابانية في مصر، وهي الجمعية التي تقدم للجمهور المصري أنشطة مختلفة مثل تنسيق الزهور على الطريقة اليابانية، وتعلم فن طي الورق الأورجامي، وعرض المسرحيات وتعريف الجمهور المصري بالموسيقى اليابانية.

وعن تجاوب الجمهور المصري مع أنشطة الجمعية، قالت داليا: "وجدت إقبالًا كبيرًا من الجمهور المصري على تعلم الأنشطة والثقافة اليابانية، فهم أحبوا الفن الياباني كما أحببناه بالضبط، ومن أكثر الأشياء التي شدتني في اليابانيين هي روحانياتهم، فكل شيء في يومهم متعلق بالروحانية، وفنونهم تتحدث عن ذلك أيضًا، فهم لديهم روحانية تختلف عن أي شخص في العالم".

ومن ناحيته، أكد عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، لعب السفير هشام بدر دورًا هامًا في توطيد العلاقات المصرية اليابانية.

وأشار "موسى"، في تصريحاته لـ"الشروق"، إلى أن "بدر" سفيرًا من نوع خاص، وهذا ظهر في كلمته الجميلة التي ألقاها على الحضور خلال تكريمه بوسام الشمس المشرقة، فالكلمة عكست جوهر شخصيته، وأظهرت عاطفته الشخصية بجانب إنجازاته المهنية وشكر كل من وجب شكرهم، موضحًا أنه سعيدًا بتكريمه بهذا الوسام الرفيع.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك