رحيل ملك التحقيقات يفتح أبواب الشك.. وفاة وائل الإبراشي إهمال طبي أم قضاء وقدر - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:31 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رحيل ملك التحقيقات يفتح أبواب الشك.. وفاة وائل الإبراشي إهمال طبي أم قضاء وقدر

أحمد علاء
نشر في: الخميس 13 يناير 2022 - 7:35 ص | آخر تحديث: الخميس 13 يناير 2022 - 10:48 م

القرص المغشوش أم إهمال الطبيب أم وفاة طبيعية؟
زوجته تحدّثت عن إهمال طبي وتستعد للتحرك قانونيًّا.. النقابة تدين وتحذر
خالد منتصر: مات مقتولًا.. والأطباء: لم نتلقَ شكوى

أثارت وفاة الإعلامي وائل الإبراشي، متأثرًا بمضاعفات ما بعد الإصابة بفيروس كورونا، جدلًا بعد حديث زوجته عن أنّ "إهمالًا طبيًّا" كان وراء وفاته، وهو ما رفضته نقابة الأطباء، وكذا عقّب الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا الذي كان قد تولى علاج الإبراشي بعد تدهور حالته، قبل ظهور راوية أشد حدة تحدّثت عن مقتل الإعلامي الراحل.

الإبراشي توفي مساء يوم الأحد الماضي، عن عمر يناهز 59 عاما، بعد كان قد أصيب بفيروس كورونان لكنّه كان قد تعافى منه، لكن مضاعفات على الرئة أدّت إلى تدهور الحالة حتى وفاته.

رواية الزوجة.. براءة كورونا وإدانة الإهمال
الجدل الذي كان يُثار في بعض حلقات الإبراشي - ملك التحقيقات الصحفية والتلفزيونية كما كان يُوصف - رافقه بعد وفاته، وذلك عندما خرجت زوجته سحر الإبراشي بتصريحات فسّرها البعض بأنّها صادمة فيما قرأها آخرون على أنّها نابعة من صدمة الفراق وهول فاجعة الفقد، عندما قالت - وفقًا لروايتها - إن سبب الوفاة هو "خطأ طبي" وليس بسبب إصابته بفيروس كورونا.

الزوجة المكلومة أضافت: "وائل لم يمت بكورونا.. السبب الرئيسي كان إصابته بتليف في الرئة بسبب مضاعفات الفيروس، وكان في نيته يقاضي كل الأطباء اللي أهملوا فيه، بعد أن يتعافى".

النية التي بداخل الإبراشي - كما قالت زوجته - ستتحرك هي لتنفيذها، إذ كشفت أنّها تنوي مقاضاة الطبيب الذي عالج زوجها في البداية خطأ، دون أن تذكر اسم هذا الطبيب، لكنها أشارت إلى أنّ الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، هو الذي حاول إنقاذه، بيد أنّ الخطأ في التشخيص من البداية كان السبب في تدهور حالته، وفقًا لقولها.

صبّت "سحر" مزيدًا من الغضب على الطبيب الذي تتهم بـ"قتل" زوجها قائلة: "البداية من اللي عالجه غلط في الأول.. كان في خطأ طبي.. دول قتلة مش أطباء.. وأي حد يجيله فيروس كورونا لازم يروح دكتور موثوق فيه متخليش حد يضحك عليكم".

نسبة تدهور الرئة كانت قد بلغت 95% وفق رواية الزوجة، التي أشارت إلى أنّ طبيبًا آخر تدخّل في ذلك الحين لعلاج الإبراشي وتمكن من علاجه بنسبة كبيرة.

تصريحات زوجة الإبراشي أعادت فتح ملف الأخطاء الطبية وإن كان لم يتم التأكّد من حالة الإعلامي الراحل، لكن الفترة القليلة الماضية شهدت جدلًا صاخبًا في أكثر من مناسبة عما يُقال إنها أخطاء طبية تسبّبت في أزمة صحية عنيفة لكل من الفنانة ياسمين عبد العزيز والإعلامية إيمان الحصري اللاتين تماثلتا للشفاء.

رد النقابة.. نفي وتحذير
حاولت نقابة الأطباء غلق باب الجدل مبكرًا، حيث ردّت على تصريحات زوجة الإبراشي، بإصدار بيان تضمّن إدانة لتصريحات "سحر"، وقال - أي البيان - إنَّه "لا يوجد أي سند طبي يؤكد صحة الإدعاء بحدوث خطأ طبي تسبب في وفاة الإبراشي"كان بدون أي سند قانوني أو برهان طبي يدلل على صحة إدعاء أرملة الإعلامي الراحل".

النقابة أوضحت أنّها "تابعت الجدل المثار مؤخرًا حول وفاة الإعلامي، وتتفهم مشاعر الحزن وآلام الفقد التي انتابت أسرة الفقيد ومحبيه، إلا أنها تستنكر وترفض أن تكون إحدى وسائل تفريغ شحنات الغضب والحزن هي التعدي والهجوم على أطباء مصر".

وأعربت النقابة عن "إدانتها التامة لكلمات السب والقذف في حق أطباء مصر والتي حملتها تصريحات السيدة أرملة الفقيد بوصفها الأطباء بـ(القتلة)".

وطالبت النقابة، المستشار النائب العام التوجيه بالتحقيق في جميع ملابسات الواقعة ومطالبة أرملة الإعلامي الراحل بتقديم التقارير الطبية والمستندات الدالة على صحة ادعائها، وأكدت النقابة أنها ستدرس اتخاذ الإجراءات القانونية حيال تلك الواقعة.

في الوقت نفسه، حذّرت النقابة من أن "التناول غير المهني للأحداث الطبية، والهجوم المتكرر ضد الأطباء داخل مصر وكذلك عدم وجود قانون خاص يناقش قضايا الضرر الطبي على أسس علمية و مهنية، كل ذلك سيؤدي للإساءة إلى سمعة مهنة الطب في مصر واستمرار هجرة الأطباء المصريين إلى الخارج والذين تجتذبهم جميع دول العالم لمهارتهم، ما يعود على المجتمع المصري ببالغ الضرر".

النقابة أيضًا.. تفريغٌ لشحنة الحزن
ردٌ آخر صدر عن نقابة الأطباء، وذلك على لسان الدكتور أبو بكر القاضي أمين صندوقها، قائلًا إنّ التعامل مع مرضى كورونا يتم من خلال علاج الأعراض كما يحدث في كل دول العالم، وأشار إلى أنّ اتهام طبيبٍ بالإهمال أمرٌ يجب أن يصدر عن تحقيقات ولجنة استشارية هي من تحدّد وجود إهمال من عدمه.

وأضاف: "الجميع يشهد بجهود الأطباء في وقت جائحة كورونا لكن تفريغ شحنة الحزن في الأطباء ووصفهم بأنهم قتلة أمر غير مقبول أبدًا"، وأشار إلى أنّ الفترة الحالية استثنائية بسبب مرض استثنائي لا يزال مبهمًا أمام العالم أجمع، موضحًا أنه لا يوجد علاج مخصص لكورونا حتى الآن.

الطبيب المعالج.. واحتمالية "الخطأ البسيط"
رد الأطباء لم يكن من النقابة وحدها، فالدكتور مجدي عبدالحميد الطبيب المعالج للإبراشي، خرج للرد على اتهامات زوجة الإعلامي الراحل، فقال - وجود خطأ طبي: "لا يوجد خطأ طبي يمكن التحكم فيه الآن.. ولم أستطع أخذ مريض من غير إجراء التحاليل اللازمة وعلاجه على أنه كورونا".

لم ينفي عبد الحميد وقوع الخطأ لكنّه قلّل من حجمه، وذلك عندما قال في تصريحات تلفزيونية: "الإبراشي كان يُعالج حسب الأعراض، وعندما تطورت حالته أُرسل إلى المستشفى، لكن حتى لو كان هناك خطأ طبي سيكون بسيطًا".

وقال عبد الحميد إنّ الإبراشي دخل المستشفى في حالة سيئة، وتم نقله للرعاية المركزة حتى استقرت حالته، أشار إلى أن الرئة تضررت ونسبة التليّف وصلت إلى 60%، وتابع: "دخل الرعاية والحالة لم تكن جيدة، وبدأ يتحسّن معنا وخرج بنسبة تليّف في الرئة 60%، وهذا من أثر كورونا، واعتمدنا على النسبة التي تعمل، وكنا نتابع معه وخرج".

رجح الطبيب سببًا لوفاة الإبراشي قائلًا إن الممكن أن يكون قد حدث فشل في التنفس أو جلطة رئوية لأنه غادر المستشفى على جهاز تنفس، موضحًا أنّ الأطباء كانوا يمرون عليه أسبوعيًّا.

حسام حسني.. "رعاية غير متخصصة"
ارتباط اسم الدكتور حسام حسني بعلاج وائل الإبراشي جعله جزءًا من القصة، فخرج الرجل في تصريحات تلفزيونية، رفض خلالها الحديث عن تفاصيل الحالة الصحية للإعلامي الراحل، قائلًا: "شهادتنا ستقال في الموقع الذي يستحق الرد".

وفيما أكّد حسني أن مثل هذه الأمور لا تُثار إعلاميًّا، فقد أشار إلى أنّ الإبراشي دخل المستشفى وهو في حالة صحية متدهورة جدًا، وأوضح أنه كان قد تعافى من فيروس كورونا لكن الرئة تأثرت بشدة بعد ذلك.

بشكل غير مباشر، ردّ حسني على تصريحات زوجة الإبراشي، قائلًا: "إذا كانت الرعاية في البداية لم تكن متخصصة فهذا لا يعني أنه عُولج بطريقة خطأ.. لكن الطبيب لم يكن متخصصًا".

رواية خالد منتصر.. مات مقتولًا
جدل وفاة الإبراشي دخل مرحلة جديدة، بتصريحات للطبيب خالد منتصر الذي لم ينضم إلى فقط رواية زوجة الإعلامي الراحل، لكنّه زاد على ذلك بالقول إنّ الإبراشي مات "مقتولًا"، وفقًا لتعبيره.

الطبيب الشهير قال عبر حسابه على موقع "فيسبوك": "وائل الإبراشي مات مقتولًا بسبب الإهمال والتشخيص الخاطئ.. (نحن) أمام جريمة مكتملة الأركان بالدليل والبرهان وليس كما قالت زوجته الفاضلة مجرد خطأ طبي (..) خدع فيها المرحوم وائل نفسه كما يخدع الكثيرون حتى اليوم في كثير من الأطباء الذين يغسلون أدمغة الناس من خلال الاستضافات في البرامج الطبية المتروكة بلا ضابط ولا رابط".

يروي منتصر قائلًا: "لجأ وائل إلى دكتور وهو طبيب كبد وجهاز هضمي بناء على نصيحة صديق، الطبيب هون عليه الأمر وقال إن لديه أقراصًا سحرية اكتشفها تشفي أخطر كوفيد في أسبوع، وأقنعه بأن يعالج في المنزل حتى لا يتسرب الاختراع العجيب وأن المستشفى مش هتقدر تعمل له حاجة زيادة".

يضيف: "(هذا الطبيب) كتب أعجب روشتة في تاريخ الطب (مرفقة في الصور)، جرعة كورونا قرص كبير وقرص صغير يوميًا !!! اسمها إيه الجرعة ؟؟ مالهاش اسم فهي اختراع سري لايعرفه إلا الدكتور ش العبقري!!! بدأت الحالة في التدهور، وبدأت الأرقام تصعد بجنون دلالة على الالتهاب المدمر للرئتين وبداية عاصفة السيتوكين التي ستكون نهايتها إن لم نسارع بإدخاله المستشفى.. أصر طبيب الهضم على عدم الاستعانة بطبيب الصدرية وأصر على الاستمرار في علاجه العبثي المزيف ،برغم أن الأرقام وصلت إلى معدلات مرعبة من الارتفاع مما يدل على أن الفشل التنفسي الكامل من الالتهاب والتليف قادم لامحالة".

يتابع: "واصل الطبيب شين طمأنته وإن ده شيء عادي، وظل وائل أسبوعًا على تلك الحالة إلى أن اكتشف أنه وقع ضحية نصب، وتواصل مع أساتذة الصدرية اللي بجد، ودخل مستشفى الشيخ زايد بنسبة فشل رئوي وتليف تضاربت الآراء مابين ٦٠٪ إلى ٩٠٪".

النقابة.. لا بيان بعد
حتى كتابة هذه السطور، لم يصدر عن نقابة الأطباء ردٌ رسمي عن الرواية التي ردّدها أحد أعضائها، لكن تصريحات صحفية نُسبت إلى الدكتور خالد أمين عضو مجلس النقابه العامة للأطباء ورئيس لجنة آداب المهنة، قال فيها إنّ النقابة تحاول التواصل مع خالد منتصر لاستجلاء الحقيقة، وأشار كذلك إلى أنّ النقابة لم تتلقَ من أسرة الإعلامي الراحل أو أي جهة أخرى، شكوى بوجود خطأ طبي في علاجه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك