شواهد القبور (3).. قاسم باشا محمد أول مصري يتولى قيادة يخت المحروسة - بوابة الشروق
الأحد 16 يونيو 2024 2:18 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شواهد القبور (3).. قاسم باشا محمد أول مصري يتولى قيادة يخت المحروسة

محمد حسين
نشر في: الأربعاء 13 مارس 2024 - 12:55 م | آخر تحديث: الأربعاء 13 مارس 2024 - 12:55 م

تحتضن مدينة القاهرة تراثا ثريًا ومتنوعا يقف شاهدا وموثقا لأحداث تاريخ، وشخصيات مرت على مصر في حقب مختلفة من تاريخها الممتدد.

ولا يقتصر تاريخ القاهرة على مساجدها التاريخية ومآذنها الشامخة أو القصور المنيفة؛ ففي مقابرها وجباناتها كنوزا مخفية لم يرها ولم يوثقها الكثير من قبل.

ووثق الدكتور مصطفى الصادق، أستاذ الطب المتفرغ بقصر العيني والمهتم بالتاريخ والتراث، جولاته بجبانات مقابر القاهرة التي أمضى بها سنوات عديدة، وجمع مادة ثرية من صور المقابر التاريخية، وصدرت أواخر يناير الماضي في كتاب: "كنوز مقابر مصر.. عجائب الأمور في شواهد القبور"، عن دار ديوان للنشر.

الحلقة الثالثة..

تناولنا في حلقة الأمس قصة شاهد قبر السيدة "كلزار هانم" زوجة إبراهيم باشا بن محمد علي.

وكلزار هانم هي إحدى زوجات الوالي إبراهيم باشا، توفيت بالقاهرة يوم 18 جمادى الأولى سنة 1382 هـ الموافق 9 أكتوبر سنة 1865، ودفنت بالعفيفي بجوار خديجة هانم برنجي زوجته الأولى.

ونكمل في حلقة اليوم مع شخصية جديدة من عهد الأسرة العلوية، والتي كان لها دور كبير في قيادة الأسطول المصري، وهو الفريق بحري قاسم محمد باشا.

ونستعرض ملامح من سيرة الفريق قاسم باشا وفقا لما أورده الدكتور مصطفى الصادق في كتابه.

* رفيق الخديو إسماعيل

والتحق قاسم محمد بالمدارس الأميرية في عام 1839، ثم التحق بالمدرسة البحرية ليتلقى علومها على يد القبودان أنطون وأحمد قبودان، وتخرج فيها سنة 1848، وأصبح ضابطاً بحريا بالأسطول المصري.

في سنة 1853، منح رتبة ملازم أول، وأصبح قبودانا في بواخر السفن النيلية، ثم بعدها منح رتبة صاغ بحري وأصبح قبودانا للباخرة" أسيوط" في البحر الأبيض المتوسط.

في سنة ١٨٥٩، منح رتبة بكباشي، وأصبح قبودانا للفرقاطة "محمد علي" بعد إصلاحها في إنجلترا، ثم أصبح أمير الاي سنة 1876، وكان يصحب الخديو إسماعيل في كل أسفاره.

* ثورة كريت

عندما اشتعلت الثورة في جزيرة كريت سنة 1866، عين "باشبوغا"(لقب عسكري عثماني) للسفن المصرية التي أعدت لنقل الحملة المصرية إلى كريت لإخماد الثورة هناك، وكان يقود الفرقاطة محمد علي طيلة هذه الحرب.

وبعدها رقي إلى رتبة اللواء البحري مكافأة له على ما بذل من مجهود في تلك الحرب وعين أميرا على السفن المصرية، فرفع علمه على الفرقاطة محمد علي، واختار لقيادتها سرهنك بك الكبير.

وبعد عودته من كريت، اختاره الخديو إسماعيل ليكون قبودانا للباخرة محروسة بدلا من فردريكو بك، وهو أول ضابط مصري يتولى قيادة المحروسة.

وفي سنة 1873، قاد المحروسة إلى لندن لزيادة طولها 40 قدمًا وتغيير مراجلها للمرة الأول، وبعد إصلاحها، رجع بها إلى الإسكندرية حيث رقي إلى رتبة الفريق البحري، وعين وكيلا لنظارة البحرية، وخلفه على قيادة المحروسة اللواء كامل باشا.

* حرب الحبشة

وعندما بدأت الحرب مع الحبشة، صدرت الأوامر إلى الفريق قاسم باشا أن يوجه كل البواخر والسفن الأميرية بميناء الإسكندرية إلى البحر الأحمر والإشراف على نقللجيوش المصرية من السويس إلى ميناء" مصوع".

وقاد الفريق قاسم باشا الباخرة المحروسة، وعليها الأمير حسن باشا ثالث أنجال الخديو إسماعيل، ومعه حاشيته وأركان حربه الأمير الاي يوسف شهدي بك، وزهران بك وکیل نظارة الحربية لاحقا)، والبكباشي محمد نسيم والطبيب محمد بك بدر، وغيرهم من ضباط أركان الحرب إلى الحبشة.

* اعتزال الخدمة

في سنة 1878، اعتزل قاسم باشا خدمة الحكومة لخلاف وقع بينه وبين موريس بك مفتش خفر السواحل، ولكن بعد أن تولى الخديو توفيق باشا الخديوية المصرية، أعاده إلى منصبه السابق سنة 1879 بعد أكثر من عامين في سنة 1882، أحيل إلى المعاش في وزارة راغب باشاء فأخذ يشرف على إدارة أعماله وأملاكه الزراعية بمديرية البحيرة بعزبته التابعة لمركز أبوحمص.

* وفاته

توفي قاسم باشا محمد سنة 1315 هـ الموافقة سنة 1897، ودفن في مدفنه بالإمام الشافعي.
ودفن الفريق قاسم باشا محمد في مدفنه بقرافة الإمام الشافعي بجوار حوش فاطمة برلانته الشامية ومحمد فاضل باشا الدرملي.

* تفاصيل تريكبة وشاهد القبر

تركيبة قاسم باشا محمد صُنعت من الرخام البديع على مستويين تزينها الزخارف النباتية البارزة المذهبة التي تتخللها الآيات القرآنية. يعلو المستوى الأول في الأركان أربع كؤوس ويعلو التركيبة شاهدان من الرخام الأبيض المستطيل.

الشاهد الخلفي المضاهي من الرخام المستطيل، وهو مزخرف بزخارف نباتية من أفرع نباتية متشابكة مذهبة وورود متعددة الأشكال في غاية الجمال بالحفر البارز، ويعلوها هلال ونجمة خماسية مذهبة في غاية الروعة.

الشاهد الأمامي فقد كتب عليه نقش كتابي مذهب بارز من عشرة سطور تقرأ
كالتالي:
"هو الحي الباقي
نزول وهذا الملك بالله قائم
ونقنى ووجه الله بالحق دائم
إلى ربه سار الأمير محمد
ومن سار يلقى الله لا شك غانم
هنالك بحر الجود بالبر زاخر
الراج وربح اللطف بالفضل ناسم
وداعي الرضا والاجر يشدو
على جنة الفردوس ينعم قاسم
مؤرخا سنة 1315".

ويشير الصادق إلى أن الآيات القرآنية على تركيبة قبر قاسم باشا محمد من أعمال الخطاط حسن سري أفندي، وهو تلميذ الخطاط عبد الله زهدي، الذي عمل بالمدارس.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك