يعكر التغير المناخي صفو الكثيرين بحره الشديد وجفاف الهواء الذي يتسبب به بكثير من المناطق، ولكن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد؛ لأن دراسة حديثة أوضحت أن التغير المناخي بصدد توجيه ضربة قاصمة لزراعة الشاي المشروب المفضل للمليارات وحتي قبل قضاء التغير على زراعة الشاي، فقد بدأ يؤثر سلبا على جودته، كما أفادت الدراسة.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية، عن دراسة لجمعية الإغاثة المسيحية المتمركزة ببريطانيا، أن ربع حقول الشاي عالي الجودة بدولة كينيا أكبر مصدر للشاي الأسود بصدد الهلاك حتى عام 2050، وأما حقول الشاي متوسط الجودة بكينيا فيتوقع تخريب 39% منها بنفس الفترة.
وأضاف التقرير أن حقول الشاي بالهند وسريلنكا والصين تعاني خسائر كبيرة؛ بسبب الفيضانات والجفاف وأسراب الجراد وغيرها من الأخطار البيئية التي تستفحل في كينيا بوجه الخصوص.
وتقول كات كريمر مديرة الدراسات السياسية بالمنظمة القائمة بالدراسة، إن التغير بمنسوب المياه الذي يصل إلى أعشاب الشاي بسبب الفيضانات أو الجفاف يؤدي لانخفاض المواد مضادة التأكسد فيها والتي تمنح الشاي نكهته وفوائده ببساطة كتناول الطعام بدون توابل.
ويقول ريتشارد كياسكي مزارع الشاى السبعيني بكينيا، إنهم يفتخرون بدور بلدهم بتصدير الشاي وبكونها حرفة أجدادهم، حسب قوله.
وأضاف أن مواسم الزراعة أصبحت غير متوقعة والظروف الجوية التي تحتاجها غير مناسبة؛ ما جعل الكثير من الشباب يهجرون زراعة الشاي في بلد ينتج نصف حاجة دولة بريطانيا من الشاي.
وتقول كريمر إن ما يحدث هو دليل على أن الشعوب غير المتورطة بأسباب التغير المناخي هم من تدفع الثمن، فنسبة الانبعاثات الملوثة من الدول الإفريقية 4% فقط، ولكنها من الدول الأشد تأثرا بتبعات التغير المناخي.