نائب رئيس البرلمان العربى لـ«الشروق»: استقرار ليبيا جزء من الأمن القومى المصرى - بوابة الشروق
الأحد 4 مايو 2025 8:38 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

نائب رئيس البرلمان العربى لـ«الشروق»: استقرار ليبيا جزء من الأمن القومى المصرى

حوار ــ معتز سليمان:
نشر في: الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 - 10:28 م | آخر تحديث: الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 - 10:47 م
- أبوصلاح شلبى: الظروف العربية المعقدة ساهمت فى التقصير النسبى لدور البرلمان العربى

- على الليبيين معرفة مكانة بلادهم.. والحذر من دعوات انقسامها

- تجديد الخطاب الدينى خطوة مباركة للقضاء على الإرهاب

- الشعب السورى تعرض لإبادة جماعية وتهجير.. والحرب لا تُنتج إلا دمارًا وشرًا وهلاكًا

- أحيى العراق شعبًا وجيشًا فى حربهم على «داعش».. وعلينا مواجهة المد الشيعى فى الدول العربية
قال الدكتور أبوصلاح شلبى نائب رئيس البرلمان العربى عضو مجلس النواب الليبى، إن الظروف العربية المعقدة خلال السنوات الماضية ساهمت فى تقصير نسبى لدور البرلمان العربى بشكل واضح، وأعتقد أن فى المرحلة القادمة سيكون لنا دور فاعل بالتنسيق مع جامعة الدول العربية والدول الفاعلة فى الوطن العربى.

وأضاف شلبى فى حوار مع «الشروق»: أن المجموعة التى نجحت فى الانتخابات وكونت البرلمان الجديد كان بينها اجتماعات كثيرة خلال الأيام الماضية ومشاورات من أجل عرض البرامج الانتخابية، ونسقنا فيما يتعلق بالقضايا العربية، ومن بينها القضية الليبية وأعتقد أنه سيتم تشكيل لجنة خاصة بها لمساعدة الجهود الدولية والعربية فى حلحلة هذا الملف.

وإلى نص الحوار:

* ماذا سيقدم البرلمان العربى فى دورته الجديدة؟

ـ البرلمان العربى فى الفترات السابقة وضع نفسه على الخريطة الدولية، ومكن نفسه بين كل المنظمات الإقليمية والدولية، وأصبح له كيان معروف فى الوطن العربى وفى المنظمات الإقليمية والدولية.

الآن البرلمان العربى يهدف إلى تشغيل الدبلوماسية الشعبية، دائما البرلمانيون يقدرون آراء واختيارات الشعوب، وبالتالى نحن عازمون على تغيير أداء البرلمان العربى المشترك فيما يتعلق بالأمن القومى العربى، وفيما يتعلق بتفعيل دوره بشكل مؤثر فى التعاون مع مؤسسات مثل جامعة الدول العربية والمنظمات النظيرة الأفريقية أو الأوروبية أو الآسيوية، هذه الأمور تحتاج إلى شغل مضنٍ خاصة وسط ما تمر به الدول العربية فى السنوات الماضية، وانتشار ظاهرة الإرهاب السيئة، سيكون هناك شغل وعمل جاد وفاعل، فمكتب البرلمان العربى يضم العديد من الكفاءات وسيقدم تجربة جيدة.

* كيف ترى الاتهامات التى توجه للبرلمان العربى عن دوره غير المفعل وأدائه غير الملموس فى ظل معاناة الدول العربية ومنها وطنك ليبيا؟

ـ البرلمان العربى أنشئ منذ 12 عاما، ولكن عمله رسميا بدأ منذ 5 سنوات فقط كان مؤقتا فى السابق، ولكن الآن البرلمان العربى وضع نفسه على الخريطة الدولية، ووطد علاقته بالمؤسسات الدولية، وله جهد كبير فيما يتعلق بالتعريف بالقضايا العربية ومحاولة التدخل فيها.
الظروف العربية المعقدة ساهمت فى التقصير النسبى لدور البرلمان العربى بشكل واضح، ولكن أعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد تفعيل دوره بشكل فاعل وكبير بالتنسيق مع جامعة الدول العربية والدول الفاعلة فى الوطن العربى، ومن بين مهامه توصيل رسالة عربية واضحة لكل العالم، وهذه الرسالة تحتاج جهدا مضنيا، والتواصل مع المنظمات الدولية فى المستقبل.

والمكتب الذى تم تأسيسه برئاسة رئيس البرلمان الجديد نحن متفائلون به فهو شخص عربى أصيل، ونوابه قادرون على النجاح.

* المنطقة العربية تعانى من نزاعات كثيرة.. كيف ستناقش قضية بلادكم داخل البرلمان العربى خاصة وأنها من أكثر الدولة التى تعانى؟

ـ المجموعة التى نجحت فى الانتخابات وكونت البرلمان الجديد كان بينها اجتماعات كثيرة خلال الأيام الماضية ومشاورات من أجل عرض البرامج الانتخابية، وبيننا تنسيق مستمر فيما يتعلق بالقضايا العربية، وتحدثنا كثيرا عن القضية الليبية وأعتقد أنه سيتم تشكيل لجنة خاصة بالقضية، والتواصل مع كل الجهات المعنية الليبية لمساعدة الجهود الدولية والعربية فى حلحلة هذا الملف، وفى المرحلة القادمة سنشكل وفودا للبرلمان العربى لتتوجه إلى ليبيا لتفهم المشكلة والمساهمة فى حلها، والتواصل مع الجهات المعنية.

* كيف تواصلتم مع الجهات المصرية خاصة أن أحد نواب رئيس البرلمان العربى مصرى؟

ـ دور مصر دائما فاعل فى القضية الليبية سابقا وحاليا، والاستقرار فى ليبيا جزء من الأمن القومى المصرى، مصر هى الأخت الكبرى للدول العربية كلها رغم الظروف الأمنية والاقتصادية التى تمر بها، ولكن هى دائما القلب الكبير الذى يتحمل الأشقاء العرب.

الشعب المصرى حكومة وقيادة رحبت بنا واجتمعنا وناقشنا، وأعتقد أن الفترة القادمة ستشهد حراكا قويا فيما يخص الأزمة الليبية، وأعتقد أنه ربما بدءا من يوم الإثنين أو الثلاثاء القادم ستتحرك وفود من قيادات البرلمان والمجتمع المدنى لزيادة بلادنا لفهم الليبيين وإبراز دور مصر الحقيقى.

أنا أؤمن أن القيادات المصرية متفهمة لطبيعة المشكلة فى ليبيا، ومصر تحظى بالتوافق من قبل جميع الجهات فى ليبيا.

* كيف ستتخلص ليبيا من تدخل الأطراف الإقليمية والدولية؟

ـ على الليبيين أن يفكروا بشكل جيد أن هذه بلدهم وتضيع منهم ومعرضة للتقسيم والانهيار الاقتصادى، والتدخلات الخارجية فى ليبيا أمر طبيعى لعدة أسباب:

• أولاً: ليبيا مجاورة لأهم دولة عربية وهى مصر وبالتالى كثير من الدول التى تحمل ضغائن ترى فى ليبيا وسيلة للضغط على مصر سياسيا، أو ما شابه ذلك.

• ثانيًا: تلك الدول المتداخلة تبحث عن مصالحها وليبيا مليئة بالموارد الطبيعية و البترولية والمعادن وهذه الموارد هى سبب البلاء على ليبيا، ولابد على الشعب الليبى أن يحمى نفسه، وأن يعى أن المخاطر التى تحيط بهم ستسبب لهم كوارث مستقبلية إن لم يتوافقوا على حلول.

وأتصور أن الشعب الليبى الآن فى جهوزية كاملة للتسويات والحلول، ونحن كبرلمان عربى ودول عربية فاعلة علينا أن نبذل جهدا مضنيا لمساعدة ليبيا.

* قضية سوريا من أكثر القضايا الشائكة فى الوطن العربى.. كيف تتعاملون معها؟

ـ للأسف لا يوجد ممثلون من البرلمان السورى فى البرلمان العربى بسبب قرار جامعة الدول العربية بإيقاف نشاط سوريا، ونحن نعتقد أن علينا فى المكتب الجديد أن نسعى لحلحلة هذا الملف لكى يوجد ممثلون للشعب السورى فى البرلمان العربى.

* من وجهة نظرك كيف ستتم حلحلة الأزمة السورية بعد أن أصبح ملفا متصلبا جامدا؟

ـ كثير من الفصائل تلتف حول أزمة سوريا، ربما ليبيا لها أزمة مختلفة ولكن سوريا كانت من الدول القوية والمقلقة لإسرائيل.

للأسف ما يتعرض له 11 مليون مهجر فى الداخل، و6 ملايين لاجئ سورى فى الخارج كارثة إنسانية، وإبادة لشعب، وعار علينا كأمة عربية أن نترك هذا الشعب العظيم لاضطرابات وقصف وجوع وحرب.

أتمنى أن تفكر كل الدول الفاعلة بشكل عقلانى فى هذا الشعب المكلوم الذى تعرض لإبادة جماعية وتهجير، فضلا عن الظروف الاقتصادية وظروف الطقس والطبيعة القاسية.

نحن فى البرلمان العربى شكلنا لجنة خاصة بالأمر السورى، وتواصلنا مع كل المنظمات الدولية سواء البرلمان الأوروبى والإفريقى واللاتينى، خاصة البرلمان الأوروبى ووصلنا رسائل لجامعة الدول العربية ووقفنا على الواقع ورأينا بأعيننا وما رأيناه يدمع العين ويدمى القلب.

* هل حل القضية سيأتى من داخل الوطن العربى أم من خارجه؟

ـ أولا لابد أن يكون للدول العربية موقف واضح فيما يخص الأزمة السورية، ما لم نوحد الجهود العربية لإخراج سوريا من هذه الكارثة التى حلت بالشعب السورى لم تحل الأزمة قريبا.

الحرب لا تنتج إلا دمارا وشرا وهلاكا اقتصاديا لهذا نحن نعمل بكل ما يمكن من جهود مع كل الكوادر العربية والدولية للدفاع عن رسالة الشعب السورى والوصول إلى حل.

أيضا على الشعب السورى أن يعرف أن الوطن يضيع، والأوطان أغلى من الأرواح والمكاسب المادية، ونحن نحاول بشكل مستمر للتعاون وحل هذه الأزمات.

* العراق بدأت حربا واضحة على الإرهاب فى معركة الموصل.. كيف تقيم هذه الحرب؟

ـ معركة الموصل تحقق نجاحات، ومتابعتنا المستمرة للملف العراقى تؤكد أن داعش تتقهقر من الموصل وبدأ حصارها بين العراق وسوريا، وأحيى الجيش العراقى والشعب العراقى الذى يحاول التخلص من التغلغل الداعشى فى الدول العربية.

والصراعات الدولية دائما تدلى بظلالها فى كل شىء، العراق من يوم احتلالها فى 2003 لم تستقر إضافة إلى التركيبة الطائفية للعراق، دائما الشعوب هى من تملك زمام أمورها، وعلى الشعب العراقى كغيره من الشعوب أن يجدوا حلا، ونحن علينا أن نساعدهم فى هذه الحلول.

مع ذلك أرى أن هناك إجماعا دوليا على محاربة داعش خاصة بعد أن حققت حرب العراق نتائج جيدة، وهناك إجماع عراقى الآن على معالجة هذا الداء وأصبحت داعش تهزم فى جميع الدول العربية سواء سوريا أو ليبيا أو العراق.

* كيف نحارب الأفكار المتشددة.. وهل خطوة تجديد الخطاب الدينى فى مصر كافية؟

ـ تجديد الخطاب الدينى هى خطوة مباركة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، والأزهر مؤسسة قادرة على تعليم كل الأجيال الموجودة والقادمة على أصول الإسلام الوسطى السمح، وأعتقد أنه لابد من دراسة مناهج التعليم، والرقابة على بعض دور العبادة، وحل الأزمات التى تؤدى إلى التطرف منها الجهل والاستقطاب والفقر، كل هذه أمور لابد أن نعمل عليها لنقضى على هذه الظاهرة.

أعتقد أن كل الدول صارت تشعر بمخاطر هذا الأمر حاليا، ولابد أن نتفق جميعا كدول عربية أن تكون لنا تشريعات موحدة واتفاقات موحدة لمحاربة هذا الداء علميا وعسكريا.

ويجب توفير فرص للشباب حتى لا يتم استقطابهم لهذه الكيانات المرعبة التى تهدد أمن المواطنين، ونشر الجريمة، وإرجاع الناس لعهود من الظلام، أنا مع تطوير الخطاب الدينى واعتداله ورقابة الدولة عليه بشكل مستمر، وحل مشاكل الشباب، وتحقيق التنمية.

إذا وفر العرب فرصا فيما بينهم لحل أزمات العالم العربى، وتحقيق التبادل الاقتصادى بين الدول.

* هل آن أوان انتهاء الصراع الإيرانى ــ العربى؟

ـ الصراع الإيرانى ــ العربى ليس بحديث ولكنه قديم، وأنا دائما أعيب على نفسى وليس على الآخرين، نحن من نبحث دائما على حل المشكلة عند غيرنا، الحلول التى تصل إليها الدول العربية تكون دائما فى الاعتماد على دول صاحبة مصالح ونفوذ، ولكن علينا أن نبحث عن حلول لدحض الأفكار الشيعية.

* هل متوقع أن يساعدنا الأمريكان والأوروبيون؟

ـ هؤلاء طامعون فى بلادنا وخيراتها، وعلينا أن نخلق نظاما تشريعيا وقوانين وحلولا اقتصادية لحل أزماتنا، ولكن العرب سائرون فى الهاوية.

* ترامب صرح بأنه تم صرف مليارات الدولارات على مشروع العالم العربى الجديد.. فما ردك؟

ـ إن صحت هذه الأقاويل فإن الحديث عن مشروع العالم العربى الجديد أمر معروف، نحن نعرف من عدونا ومن صديقنا ولا نحتاج لهؤلاء، لماذا لا نطور أنفسنا ونحدد هويتنا؟.

* لو استطاع العرب التكاتف.. هل سنكون قادرين على مواجهة التحديات الدولية؟

ـ بالتأكيد.. الدول العربية لديها من القدرات الاقتصادية والعلمية والصناعية والزراعية ما يجعلها من أقوى اقتصاديات العالم، ولكن تفتيتها، وعدم تفعيل التبادل الاقتصادى فيما بيننا سبب من أسباب الضغينة بين بعض المكونات العربية الشعبية، لهذا نحن نحتاج إلى سياسات حكيمة فى المستقبل.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك