وسائل الإعلام الدولية تسعى للتغلب على الحظر المفروض على غزة - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 1:55 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وسائل الإعلام الدولية تسعى للتغلب على الحظر المفروض على غزة

محمد نصر
نشر في: الأربعاء 13 ديسمبر 2023 - 10:28 ص | آخر تحديث: الأربعاء 13 ديسمبر 2023 - 10:28 ص

منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يتوقف الصحفيون الفلسطينيون، عن محاولة نقل مأساة شعبهم، والتي هي في نفس الوقت مأساتهم، ورغم التغطية المريرة، واستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، لهؤلاء الصحفيين والعاملين في الإعلام، وحتى عائلاتهم، ولكل من حاول نقل حقيقة الإبادة الجماعية التي تحدث في القطاع المحاصر، تحت سمع وبصر العالم، لكنهم مع ذلك مستمرون.

وفي تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، أمس الثلاثاء، قال سيكوندر كرماني، المراسل الأجنبي للقناة الرابعة الإخبارية البريطانية، والذي كان يغطي الحرب منذ بدايتها: "من المحبط للغاية عدم القدرة على توثيق المشاهد المروعة في غزة بشكل مباشر. بالطبع هناك العديد من الصحفيين الفلسطينيين الذين يقومون بعمل حاسم وخطير، إما بإنتاج تقارير قوية بأنفسهم أو بتزويدنا بالمواد".

وبحسب التقرير، فإن الصحفيين الدوليين الذين يغطون الحرب، يشعرون بإحباط متزايد بسبب الحظر المفروض على دخول القطاع المحاصر، ما يجعلهم غير قادرين على تقديم تغطية ميدانية شاملة لتأثير الحرب داخل القطاع. ويتعين على الصحفيين الذين تم منعهم من الدخول عبر إسرائيل ومصر، الاعتماد في الغالب على الفلسطينيين المطلعين، ووسائل التواصل الاجتماعي.

وتشير الصحيفة إلى أن معبر إيريز الواصل بين دولة الاحتلال وقطاع غزة، والذي يسيطر عليه جيش الاحتلال، مغلق منذ السابع من أكتوبر.

ووفقا للجارديان، فقد اتخذت رابطة الصحافة الأجنبية (FPA)، وهي منظمة إسرائيلية مستقلة، تمثل أعضاء وسائل الإعلام الدولية، الخطوات الأولى في "إجراء قانوني" لدخول الصحفيين الدوليين إلى غزة بعد أن تم تجاهل الطلب الأولي المقدم إلى الجيش والمكتب الصحفي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وتعتمد وسائل الإعلام الدولية على الصحفيين الفلسطينيين والعاملين في مجال الإعلام في غزة، وعلى الاتصال بالمدنيين الفلسطينيين وموظفي وكالات الإغاثة والعاملين الطبيين، بالإضافة إلى تقارير وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحتاج إلى التحقق المضني. ومنذ بداية الحرب، استشهد ما لا يقل عن 63 صحفيا وعاملا إعلاميا في غزة، وفقا للجنة حماية الصحفيين.

ووفقا للصحيفة فقد تنقل بعض الصحفيين الدوليين بصحبة جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل غزة منذ السابع من أكتوبر. وبالرغم من ذلك، فقد منعهم من التواصل مع الفلسطينيين على الأرض وأصر على تقديم تقاريرهم للمراجعة قبل النشر أو البث.

ويعني خطر الموت أو الإصابة أن العديد من المؤسسات الإعلامية الدولية ستتردد في إرسال طواقمها إلى غزة، خلال استمرار القتال حتى لو كان الدخول إلى غزة ممكنا.

وفقا للجارديان، تقول رابطة الصحافة الأجنبية (FPA) في دولة الاحتلال في بيان لها إنها "على دراية بالتحديات الأمنية الخاصة التي تفرضها الحرب الحالية. ومع ذلك، فقد أتاحت إسرائيل دائمًا الوصول إلى غزة أثناء وبعد جولات القتال السابقة. كما أنها ملزمة قانونًا بموجب حكم سابق للمحكمة العليا".

وتقول الرابطة: "تتوقع FPA من الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي الوفاء بالتزاماتهما بالسماح بحرية إعداد التقارير للصحفيين والسماح بدخول ما يتجاوز العدد المحدود من التصاريح الخاضعة للرقابة التي قدمها الجيش".

وقال المكتب الصحفي لحكومة الاحتلال، الذي أصدر أوراق اعتماد إعلامية لنحو 2800 صحفي دولي منذ عملية طوفان الأقصى، إن معبر إيريز كان "يعمل بكامل طاقته" حتى السابع من أكتوبر، وفق الصحيفة.

وقال رون باز، رئيس قسم الصحافة الأجنبية بالمكتب: "منذ ذلك الحين لم يعبره أحد – لا العمال الفلسطينيين، ولا الدبلوماسيون، ولا المنظمات غير الحكومية ولا الصحفيون. والمعبر البري الوحيد النشط لدخول الأفراد إلى غزة هو معبر رفح، الذي يخضع للسيطرة المصرية الحصرية".

وأضاف أن أي قرار بشأن السماح للصحفيين بالدخول هو: "مسألة سياسية خارجة عن نطاق اختصاصي في المكتب الصحفي الحكومي".

وقال جريمي بوين، المحرر الدولي في بي بي سي والذي غطى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لعقود: "إن عدم التواجد في الساحة يجعل التغطية الصحفية أكثر صعوبة. في التقارير الحربية، لا شيء أفضل من استخدام عينيك وأذنيك".

كما وجد الصحفيون الفلسطينيون في غزة أن الأمر محبط "لأن الحركة صعبة وخطيرة للغاية"، وفقا للجارديان.

وقال بوين إنه: "من المحتمل أن يذهب إلى غزة" إذا سمح له بالدخول، "ولكن سيرافق ذلك شعور بالخوف". وأضاف: "أشك في أن إسرائيل ستسمح للصحفيين بالدخول إلا بعد مرور بعض الوقت على وقف إطلاق النار. وكل من الجانبين يريد السيطرة على ساحة المعركة الإعلامية، ولكن إسرائيل في وضع أفضل يسمح لها بذلك لأنها تسيطر على الدخول إلى غزة ـ وقيادة حماس تتعرض للهجوم".

وأضاف: "ما غيّر الأمور حقًا هو انتشار مقاطع الفيديو التي ينشرها الناس عبر الإنترنت. إغلاق القصة بالكامل أمر مستحيل هذه الأيام".

وتابع كرماني: "كل شيء في هذه الحرب محل نزاع كبير، والقدرة على الوصول إلى غزة بشكل مستقل سيسمح لنا بالتعمق أكثر في العديد من الادعاءات والادعاءات المضادة، وكذلك الحصول على فهم أفضل للديناميكيات الداخلية في غزة في الوقت الحالي".

ووأشار إلى أن تداعيات هذه الحرب: "ستظل محسوسة لسنوات عديدة وفي العديد من الأماكن حول العالم. ومن الضروري أن يتمكن الصحفيون الدوليون من التدقيق في الأمر".

وقال أحد الصحفيين الدوليين الكبار، طلب عدم ذكر اسمه، إن صعوبات جمع المعلومات تزداد سوءا "لأن شبكات الهاتف أصبحت الآن معطلة معظم الوقت". لكنه أضاف: "فكرة أنه إذا فُتحت الحدود، سيدخل الجميع، لست متأكدًا من صحة ذلك، نظرًا لقضايا السلامة". في صراعات أخرى، كان من الممكن الانسحاب من خط المواجهة، ولكن في غزة لم يعد هناك مكان آمن. تغطية هذه الحرب "واحدة من أكبر التحديات الصحفية التي واجهها أي منا".

وقال جيمي ويلسون، رئيس قسم الأخبار الدولية في صحيفة الجارديان: "هذه قضية صعبة بالنسبة للمؤسسات الإعلامية. نريد أن نقدم تقارير شاملة على الأرض، ولكن الوضع في غزة خطير للغاية. ومع ذلك، هذا قرار يجب على المؤسسات الإخبارية أن تقيمه بنفسها، بدلا من أن تمنع حكومة (الاحتلال) الإسرائيلية دخول الصحفيين الدوليين".

ووفقا للجارديان ففي حرب 2008-2009 في غزة، والتي استمرت ثلاثة أسابيع، منعت إسرائيل الصحفيين الدوليين من الوصول إلى القطاع حتى إعلان وقف إطلاق النار. وفي الصراعات اللاحقة في عامي 2012 و2014، سُمح للعاملين في مجال الإعلام بالدخول عبر معبر إيريز.

وحسب الصحيفة فمنذ فوز حركة حماس في الانتخابات عام 2006، مُنع الصحفيون الإسرائيليون من دخول غزة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك