هل تكون عودة ترامب إلى رئاسة أمريكا من مصلحة الصين؟ - بوابة الشروق
الخميس 1 مايو 2025 5:23 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

هل تكون عودة ترامب إلى رئاسة أمريكا من مصلحة الصين؟

هدير عادل
نشر في: الأربعاء 14 فبراير 2024 - 7:10 م | آخر تحديث: الأربعاء 14 فبراير 2024 - 7:10 م
انتخابات الرئاسة الأمريكية نزفمبر 2024

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر المقبل انتخابات رئاسية ستكون على الأرجح صورة مماثلة لانتخابات 2020 من حيث المتنافسين، إذ تبين أغلب التقديرات أن السباق نحو البيت الأبيض سيكون بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، ما يضع العالم في حالة ترقب لما ستسفر عنه تلك المنافسة، لا سيما حال تمكن ترامب من العودة مجددا إلى الرئاسة والتأثيرات المحتملة على علاقات واشنطن مع القوى الدولية الأخرى وفي مقدمتها الصين وروسيا.

ووفقا لمجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، ليس هناك من ينكر أن ترامب في ولايته الرئاسية غير العالم، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، ذاكرة أنه نظرا لخطاب ترامب التحريضي ضد بكين - بما في ذلك وعده بتصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين - من السهل الاعتقاد بأن القادة الصينيين يفضلون بايدن، لكن هذه نظرة قاصرة، فمن منظور لعبة النفس الطويل التي تمارسها بكين في مواجهة الغرب، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تكون في صالح الصين، على الأقل في المجال الاقتصادي لـ5 أسباب، بحسب المجلة الأمريكية، والتي نستعرضها على النحو التالي:

• زيادة الانقسامات بين أمريكا وأوروبا

وفقاً للتحليل المنشور بالمجلة الأمريكية، يتمثل الهدف الصيني في تقسيم العلاقة الأمريكية الأوروبية، موضحة أن منطق الصين بسيط؛ حيث يتمثل في أن ترسيخ عدم الثقة بين الولايات المتحدة وأوروبا هو أفضل وسيلة لمنع ظهور السياسات العابرة للأطلسي التي تضر مصالح الصين، مثل ضوابط التصدير المشتركة.

ومن هذا المنظور، من شأن ولاية ثانية لترامب أن تصب في مصلحة الصين. وحال انتخابه، لن يكون ترامب قادراً على الأرجح على مقاومة الرغبة في استئناف حروب تجارية مع أوروبا.

ووفقاً لـ"فورين بوليسي"، من شان قتال تجاري أن يوقف على الأرجح التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن تدابير يمكن أن تضر المصالح الصينية.

• رفع العقوبات عن روسيا

على الرغم من عدم القدرة على التنبؤ بسياسة ترامب الخارجية، كان هناك ثابت وحيد تمثل في اتجاهه الواضح للتقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واتضح ذلك للغاية خلال القمة الأمريكية الروسية في فنلندا عام 2018، عندما قال ترامب إنه يثق في بوتين أكثر من أجهزة مخابراته.

وإذا ظل إعجابه على ذات الحال، يمكن لترامب أن يقرر رفع العقوبات على روسيا بمجرد وصوله إلى المنصب، الأمر الذي يثير حالة رعب للدول الأوروبية.

ووفقاً لـ"فورين بوليسي"، فمن شأن وضع مماثل أن يسعد موسكو، ويصب كذلك في مصلحة بكين. فبالرغم من أن إعلان الصداقة غير المحدودة بين روسيا والصين، يشهد الواقع أن الشركات الصينية حذرة في تعاملاتها مع روسيا.

• آليات مالية بديلة

لطالما سعت الصين إلى تحصين نفسها من العقوبات الأمريكية، سواء كان ذلك من خلال إزالة الدولرة، وإنشاء بدائل لنظام سويفت المصرفي العالمي الذي يسيطر عليه الغرب، أو التخطيط لليوان الرقمي لتسوية المدفوعات العابرة للحدود.

ومع ذلك، لا يمكن للصين تحقيق هذه الاستراتيجية بمفردها؛ فلكي تحل بنيتها التحتية المالية محل البنى التحتية الغربية، يحتاج شركاء بكين التجاريين اختيار البديل غير الغربي كذلك.

وبحسب "فورين بوليسي"، سيكون الطريق نحو تحقيق ذلك شديد الانحدار؛ حيث إن معظم الشركات والبنوك لا يرون حاجة للتخلي عن "سويفت"، الذي يعمل بشكل جيد تماماً، لتجربة بديل صيني أصغر بكثير.

لكن فترة رئاسية ثانية لترامب يمكنها تغيير هذا المنطق، وتعد حالة شركة "روسال" للألومنيوم الروسية في عام 2018 نموذجا لذلك، فبعد فرض عقوبات على الشركة بدون تحذير، اضطرت إدارة ترامب للتراجع ورفعها بسرعة بعد إدارك أن التدابير كان لها آثار عالمية هائلة.

وبما أنه تحت إدارة ترامب، يمكن لأي شيء أن يحدث – ويمكن لأي شخص أو جهة التعرض لعقوبات دون تحذير – ستسعى عدة دول – نتيجة لذلك – لحماية نفسها استباقياً من إجراءات مماثلة حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وفي هذه الحالة، بحسب "فورين بوليسي"، سيكون التحول إلى الآليات المالية البديلة الخاصة ببكين هو أفضل سبيل لفعل ذلك.

*هيمنة الصين على الموارد الحيوية

أوضحت "فورين بوليسي" أن معركة عالمية على النفوذ ستضع الاقتصادات الغربية أمام الصين، فيما يتعلق بتأمين الوصول إلى المواد الخام التي ستكون بالغة الأهمية للتحول إلى الطاقة الخضراء، مثل الكوبالت والنحاس والجرافيت والليثيوم والنيكل.

وحتى الآن، تجرى هذه المعركة في الغالب في الاقتصادات الناشئة الغنية بالموارد، مثل بوليفيا والبرازيل والكونغو، وغينيا، وإندونيسيا. ووفقاً للمجلة الأمريكية، فإن الصين، حتى الآن، قائد بلا منافس في هذا السباق، حيث تسيطر، على سبيل المثال، على حوالي 50 إلى 70% من تكرير إمدادات الليثيوم العالمية.

ولن تساعد فترة رئاسية ثانية لترامب في إقناع الاقتصادات النامية - التي استخف بها ترامب مجتمعة باعتبارها "دول قذرة" - بالشراكة مع واشنطن لتوريد المواد الخام الهامة.

وتخشى العديد من الدول الغنية بالمعادن أن تكون وعود ترامب بلا قيمة، كما أظهر انسحابه المفاجئ في عام 2018. من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

• قيود الصادرات على التكنولوجيا النظيفة

من المنظور الصيني، ستكون قيود الصادرات الأمريكية على السلع الخضراء أنباء رائعة، بحسب "فورين بوليسي"، مشيرة إلى أنه على المدى القصير والمتوسط، لن يكون لمثل هذه التدابير تأثير يذكر على الشركات الصينية، بما أنهم رواد عالميين بالفعل في قطاعات مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والمركبات الكهربائية.

وعلى المدى الطويل، يمكن للشركات الصينية الاستفادة من مثل تلك القيود، حيث ستحقق الشركات الأمريكية، المحرومة من أكبر أسواق في العالم، إيرادات أقل، وستضطر إلى تقليص ميزانيات الأبحاث والتطوير.

في المقابل، ستتمكن الشركات الصينية، بمساعدة الدعم الحكومي السخي، من مضاعفة البحث، الأمر الذي سيساعدهم في تخطي الشركات الأمريكية من خلال تطوير الجيل التالي من معدات التكنولوجيا النظيفة.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك