قصة أثر (2).. باب زويلة.. أسطورة التهديد والوعيد بالقاهرة الفاطمية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصة أثر (2).. باب زويلة.. أسطورة التهديد والوعيد بالقاهرة الفاطمية

منال الوراقي:
نشر في: الأربعاء 14 أبريل 2021 - 11:35 ص | آخر تحديث: الأربعاء 14 أبريل 2021 - 12:02 م

يضم العالم في جوفه وظاهره كنوزا أثرية مهيبة وتحفا فنية عديدة، بل ومعالم لم يقل رونقها رغم مرور الزمن، كل منها تحوي وتحمل قصتها وأسرارها الخاصة، فوراء كل اكتشاف ومعلم، حكايات ترجع لعصور بعيدة وأماكن مختلفة، على رأسها، تلك القطع الفريدة والمعالم التاريخية المميزة في بلادنا، صاحبة الحضارة الأعرق في التاريخ، والتي ما زالت تحتضن أشهر القطع والمعالم الأثرية في العالم.

 

لذلك، تعرض "الشروق"، في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، حلقاتها اليومية من سلسلة "قصة أثر"، لتأخذكم معها في رحلة إلى المكان والزمان والعصور المختلفة، وتسرد لكم القصص التاريخية الشيقة وراء القطع والمعالم الأثرية الأبرز في العالم بل والتاريخ.

 

من تعليق رؤوس رسل هولاكو، ملك التتار، بعد فصلها عن أجسادهم، إلى إعدام طومان باي، آخر سلاطين المماليك، قصة باب زويلة، الذي ارتبط في أذهاننا بالتهديد والعقاب، وأصبح بمرور الزمن رمزا لمكان يفوح بالعبرة التاريخية لكل من تسول له نفسه تهديد أو خيانة وطنه.

 

واليوم، يعد باب زويلة من بين المعالم الأثرية البارزة للقاهرة الفاطمية، التي كانت شاهدة على أحداث تاريخية مؤثرة في التاريخ المصري، بل والإسلامي، فهو لم يكن واحدا من الأبواب الخاصة بمدينة القاهرة القديمة فقط، بل كان له عدة قصص تاريخية شهيرة، جعلته اسما يثير الرعب والخوف على مسامع البعض.

 

ألف عام يصارع الزمن

 

باب زويلة من بين أبواب القاهرة الفاطمية، وأحد الأبواب التى حاربت عوامل الزمن، لتبقى صامدة وشاهدة على الأحداث المارة بالبلاد، فبالباب الذي تأسس قبل حوالي قرن من الزمان، وتحديدا في عام 1092، ليحمي القاهرة القديمة، بات يأخذ الترتيب الأول بين أبواب العاصمة، من حيث السمات الجمالية التي تميزه، والترتيب الثالث من حيث تاريخ الإنشاء بعد بابي النصر والفتح، وجميعهم ما زالوا على هيأتهم يقاومون العوامل الزمنية التي لا تتوقف.

 

تصميم فريد جعله في الصدارة

 

الباب الذي شهد فترة مهمة من تاريخ مصر، خاصة إبان حقبة الفاطميين والأيوبيين، يتألف من برجين لهما شكل مقوس عند القاعدة ومئذنتي مسجد، تعتبران جزءا هاما من شكله الجمالي والأثري، بينهما ممر مكشوف يتم الوصول من خلاله إلى باب المدخل، وتعلوهما غرفة، قد تأسست لتكون مصدر دفاع وحماية من المخاطر.

 

باب فاطمي نُسب لقبيلة من البربر

 

ويعود تاريخ تسمية الباب، الذي يعد حاليا أحد أبرز المواقع الأثرية المصرية التي تنتمي للحقبة الإسلامية، بـ"زويلة"، نسبة إلى قبيلة من البربر في شمال إفريقيا، تحمل الاسم ذاته، انضم جنودها إلى جيش القائد الفاطمي جوهر الصقلي، أثناء دخوله مصر وقضائه على الإخشيديين.

 

بين التهديد والكرامات.. قصص أسهمت في تأريخه

 

مع مرور الوقت وتوالي الخلافات في مصر، سطر التاريخ أحداث كبرى شهدها ذلك الباب الأثري، جعلته رمزا للقاهرة، حيث كان شاهدا على أمر سيف الدين قطز، السلطان المملوكى وبطل موقعة عين جالوت التاريخية، بقطع رؤوس رسل هولاكو، قائد التتار، عن أجسادهم، وتعليقها على الباب عقابا على رسائلهم التهديدية.

 

لم يكن باب زويلة رمزا لعقاب رسل التتار المهددين فقط، بل وحمل هذا الباب أيضا، ما يحزن المصريين، حينما أُعدم فيه السلطان طومان باي، آخر السلاطين المماليك، أمام جموع المدينة الذين ودعوه بدموع وحزن شديد، وظلوا يرددون اسمه بقوة، عندما أُعدم وعلقت رأسه لـ3 أيام على الباب، بأمر السلطان سليم الأول، الذي دخل مصر وضمها إلى حدود الدولة العثمانية، معلنا نهاية دولة المماليك.

 

ويسمى باب القاهرة الشهير أيضا بـ"باب المتولي"، واختلفت الروايات وراء هذا الاسم، بين نسبته إلى "متولي"، الذي كان يجلس في مدخله لتحصيل ضريبة دخول القاهرة، وبين اعتقاد المصريين أن هناك وليا من أولياء الله، مات أمامه، لذلك لازال بعض الناس يذهبون إليه لطلب الكرمات وقراءة الفاتحة عنده.

 

ممالك النار.. وإعادة إحياء تاريخه

 

وبعد حوالي 1000 عام، عاد اسم باب زويلة يتردد بقوة بعد عرض مسلسل "ممالك النار"، مسلسل الدراما العربي التاريخي، والذي حصد إعجاب المشاهدين والمتابعين، بسبب مشهد إعدام السلطان طومان باي.

 

ومسلسل "ممالك النار"، يتناول في إطار تاريخي، الحقبة الأخيرة لدولة المماليك، وسقوطها على يد العثمانيين، في القرن الـ16، وانضمام مصر والشام إلى الدولة العثمانية، وهو من إنتاج شركة "جينوميديا" الإماراتية، ومن تأليف محمد سليمان عبدالمالك، وإخراج المخرج البريطاني بيتر ويبر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك