بينما كانت صرخات الغضب تتعالى وجعًا بعد الاغتيال القاسي الذي طال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بنيران قناص إسرائيلي، كانت قوات الاحتلال على موعد مع جريمة أخرى لا تقل فداحة، انتقلت من حرمة الاعتداء على جسد إلى النيل من حرمه تشييع جثمانه.
إطلاق النار على أبو عاقلة وقع بينما كانت الصحفية تهم بمتابعة تغطية اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين، فجاءتها رصاصة غادرة اخترقت وجهها، لتخترق معها مشاعر الغضب جدران الصمت.
وبينما كان متوقعًا وفق العديد من الفلسطينيين، أن تمارس قوات الاحتلال قمعًا خلال تشييع جثمان الشهيدة أبو عاقلة في القدس المحتلة لا سيّما مع رفع أعلام وترديد هتافات، كان المشهد أشد قسوة مما كان متوقعًا، عبر اعتداء مروع ارتكبته قوات الاحتلال على نعش الشهيدة، التي قال فلسطينيون إنها أرعبت الاحتلال حتى تُزف في مشهدها الأخير.
جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة ورى الثرى في مقبرة جبل صهيون في باب الخليل بمدينة القدس المحتلة.. مشهدٌ كان مأساويًّا وصادمًا منذ أن خرج جثمان من المستشفى الفرنسي، إذ كان مشهد الاحتشاد الفلسطيني الواسع والكم المهول من الأعلام التي رفعها المشيعون بمثابة مشهد ربما لم يشهده المقدسيون في تاريخهم الحديث.
ردت شرطة الاحتلال، على الموكب المهيب باعتداء قاس على نعش الشهيدة وحامليه بالهراوات على المشيعين، فزاد الاحتلال من جريمته فاجعة أخرى أغضبت العالم بأجناسه وأديانه وحتى انتماءاته.
الاعتداء الإسرائيلي على جثمان شيرين بعد اغتيالها أثار موجات غضب شعبية، وقوبل ببيانات على المستوى الرسمي، ومطالب بفتح تحقيق ومحاسبة المتورطين في الجريمة.
• مصر: انتهاكٌ لحقوق شعب
وزارة الخارجية المصرية، عبّرت عن رفضها وإدانتها البالغة للاعتداءات التي تعرضت لها جنازة شيرين أبو عاقلة من قِبل سلطات الاحتلال.
وقال السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان، إنّ مثل تلك الاعتداءات غير المقبولة أو المبررة تمثل انتهاكًا لحقوق الشعب الفلسطيني ولحرمة الموتى، فضلاً عما تؤدي إليه من زيادة حدة الاحتقان وعدم الاستقرار في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبما يؤثر سلبًا على كل الجهود الرامية لإحلال السلام فى المنطقة.
• فلسطين: الخوف من نعش محمول
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الاعتداء الوحشي الذي ارتكبته شرطة الاحتلال وقواته على نعش الشهيدة شيرين أبو عاقلة والمواطنين الذين يحملونه.
ووصفت الاعتداء بأنّه إرهاب دولة منظم لم يكتف بإعدام الشهيدة بدم بارد، بل طارد جثمانها حتى دفنها، وأشارت إلى ما وصفته بـ"خوف الاحتلال من نعش مرفوع على الأيدي".
• الأردن: عدوان مقيت
دان الأردن، بأشد العبارات عدوان الاحتلال الإسرائيلي اللاإنساني والمقيت على مشيعي جثمان الصحفية.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن هذا العدوان يستوجب يقظة ضميرية عالمية تلجم هذه العدوانية الإسرائيلية وتوفر الحماية للشعب الفلسطيني.
• قطر: لا اكتفاء بالقتل
قالت وزارة الخارجية القطرية، إنها تدين بشدة منع شرطة الاحتلال خروج جثمان شيرين أبو عاقلة من المستشفى وقمع مسيرة التشييع، مشددة على أن سلطات الاحتلال لم تكتف بقتل شيرين بدم بارد بل استمرت في إرهاب المدنيين والمشاركين في الجنازة.
• فرنسا: استياء من العنف
عبّرت السفارة الفرنسية في إسرائيل، عن استيائها جدا من العنف الذي مارسته شرطة الاحتلال خلال تشييع أبو عاقلة في المستشفى الفرنسي بالقدس الذي يحظى بالحماية الفرنسية، وقالت إن هذه المشاهد صادمة للغاية.
• الاتحاد الأوروبي: تأجيج التوتر
أبدى الاتحاد الأوروبي، استياءه حيال الاستخدام من دون طائل للقوة من جانب قوات الاحتلال خلال الجنازة.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الفلسطينيين: «مستاؤون من العنف في حرم مستشفى القديس يوسف، ومن مستوى العنف من دون طائل الذي مارسته شرطة (الاحتلال) طوال مراسم الجنازة.. هذا سلوك غير متكافئ من شأنه تأجيج التوترات».
• الولايات المتحدة: مصدمون
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه لا يعرف كل التفاصيل حول ما حدث في مراسم جنازة شيرين أبو عاقلة، وأضاف: «لكني أعلم أنه يجب فتح تحقيق».
وصرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: «نحن نشعر بقلق بالغ إزاء اللقطات التي شاهدناها لأفعال الشرطة الإسرائيلية، واختراق موكب الجنازة اليوم. تستحق كل عائلة أن تكون قادرة على توديع أحبائها بحرية وكرامة».
وقال البيت الأبيض، إنّ الصور التي شوهدت من مراسم تشييع شيرين أبو عاقلة كانت صادمة، وصرّحت المتحدثة باسمه جين ساكي: «لقد شاهدنا كل هذه الصور، إنها تثير انزعاجا كبيرا، نأسف على التدخل في ما كان ينبغي أن تكون جنازة هادئة».
وأضافت: «طلبنا احترام موكب التشييع وأقرباء الراحلة وعائلتها وسط هذه الظروف الحساسة»، وأشادت بالراحلة «الصحفية المميزة».
• إسبانيا: عنف غير مقبول
قالت وزارة الخارجية الإسبانية، إن بلادها تدين استخدام العنف من قبل شرطة (الاحتلال) في تشييع جنازة شيرين أبو عاقلة.
وأضافت في بيان، إنّ مشاهد العنف غير مقبولة، متابعة: «تطالب إسبانيا بإجراء بتحقيق شفاف في الأحداث التي أدت إلى وفاتها».
• باكستان: عنف لن يقضي على النضال
أدانت باكستان، أعمال العنف التي مارستها قوات الاحتلال في جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة، مؤكدة أن مثل هذه الأعمال لن تقضي على النضال العادل للفلسطينيين من أجل الحرية.
• ألمانيا: الشعور بمرارة
قالت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك، خلال مؤتمر صحفي: «شخصيا شعرت بمرارة وباستياء عميق لأنه من حق شيرين أن تدفن بهدوء وكرامة»، داعية إلى «إجراء تحقيق عادل وشفاف في مقتل شيرين أبو عاقلة والاعتداء على جنازتها وعلى المشيعين».
• اسكتلند: عمل دنيء
قالت النائبة في البرلمان الاسكتلندي مونيكا لينون، إنّ ما حدث في الجنازة «دنيء وغير إنساني».
وأضافت أن مقطع الفيديو يظهر بوضوح شرطة الاحتلال، وهي تضرب بعنف حاملي النعش، مما تسبب في انزلاق التابوت وكاد يسقط على الأرض.