استنتج فريق من العلماء، بمعهد «بوستدم» لأبحاث التغيرات المناخية فى ألمانيا، أن حرق كل مخزون «الفحم ــ النفط ــ الغاز الطبيعى» الموجود بالعالم، سيؤدى إلى ذوبان جليد القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا» كلها، ما يتسبب فى ارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات إلى أكثر من 50 مترا، وغرق أراضٍ يسكنها نحو مليار إنسان، على مدى عدة قرون، وهو تحول غير مسبوق فى تاريخ البشرية.
ووفقا لصحيفة «جارديان» البريطانية، قالت البروفيسور ريكاردا فينكلمان، التى ترأست فريق البحث، إن هذا التغير «لن يحدث بين يوم وليلة، إلا أن حرق الوقود الأحفورى سيعمل على تغيير وجه الحياة على الأرض، لعشرات الآلاف من السنين المقبلة، ولتجنب هذا المصير، علينا أن نحتفظ بالفحم والنفط والغاز فى باطن الأرض».
من ناحية أخرى، قالت فينكلمان إنه «إذا تم التحكم فى ظاهرة الاحتباس الحرارى، بحيث لا يرتفع معدل درجات الحرارة عن 2 درجة مئوية، فإن مستوى سطح البحر سيرتفع عدة أمتار فقط خلال الألفية المقبلة، وهو ما يسمح للبلاد المطلة على البحر أن تتكيف مع هذا الارتفاع»، لكنها أكدت أن افتراض حرق الوقود الأحفورى كاملا، إلى جوار ارتفاع معدل درجات الحرارة إلى ما يزيد على 10 درجات مئوية، سيؤدى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر 30 سنتيمترا كل عشر سنوات «وهو أمر لم يختبر الجنس البشرى مثيلا له من قبل».
ويعد الغطاء الجليدى بالقطب الجنوبى هو الأكبر على سطح الأرض، وعلى الرغم من مساهمته بنحو 10% فقط من معدل ارتفاع سطح البحر بسبب التغيرات المناخية، فإن درجات الحرارة فى القارة لا تزال أقل بكثير من درجة التجمد.