أفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن رسائل بريد إلكتروني كشف عنها حديثًا أظهرت أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حاول تجنيد كبار مسؤولي إنفاذ القانون الأمريكيين في مؤامرة حكم عليها بالفشل لقلب هزيمته في الانتخابات ، وهي حملة وصفوها بأنها "جنون خالص".

وتكشف الوثائق عن الجهود اليائسة المتزايدة التي بذلها ترامب وحلفاؤه بين ديسمبر وأوائل يناير الماضي لدفع مسؤولي وزارة العدل بالتحقيق في المؤامرة الزائفة وإلغاء نتيجة الانتخابات.

وقالت كارولين مالوني ، رئيسة لجنة الرقابة في مجلس النواب ، التي كشفت عن رسائل البريد الإلكتروني اليوم الثلاثاء ، إن هذه الوثائق تظهر أن ترامب حاول إفساد وكالة إنفاذ القانون في بلادنا في محاولة وقحة لإلغاء انتخابات خسرها.

وأظهرت الوثائق ، أن رئيس موظفي البيت الأبيض ، مارك ميدوز ، أصدر تعليماته لمسؤولي وزارة العدل بالتحقيق في تزوير الانتخابات الكاذبة ، بما في ذلك نظرية المؤامرة المسماة "Italygate" ، والتي تزعم أن البيانات الانتخابية قد تغيرت من أوروبا بوسائل منها الأقمار الصناعية العسكرية وبمعرفة وكالة المخابرات المركزية.

وفي 1 يناير ، أرسل ميدوز ، وهو من أشد الموالين لترامب ، إلى جيفري روزن ، القائم بأعمال النائب العام ، رابطًا لمقطع فيديو على موقع يوتيوب يعرض تفاصيل نظرية "إيتالي جيت". و أرسل روزن البريد الإلكتروني إلى نائب المدعي العام بالإنابة آنذاك ، ريتشارد دونوجي ، الذي أجاب على ذلك البريد بأنه "جنون خالص".

وتظهر الوثائق أيضًا أن ترامب ضغط على روزين لجعل وزارة العدل تنظر في مزاعم تزوير الانتخابات.

لكن روزن رفض ترتيب لقاء بين المسؤولين والمحامي الشخصي لترامب ، رودي جولياني ، الذي لعب دورًا رائدًا في دفع نظريات المؤامرة. تظهر رسائل البريد الإلكتروني أن ميدوز طلب من روزن المساعدة في ترتيب لقاء مع جولياني.

وكتب روزن إلى زميل في وزارة العدل في 1 يناير: "لقد رفضت رفضًا قاطعًا ، وقلت إنني لن أعطي أي معاملة خاصة لجولياني أو أي من شهوده ".

كما أرسل ميدوز بريدًا إلكترونيًا إلى روزين حول مخالفات مزعومة في مقاطعة فولتون ، جورجيا ، وهي ولاية فاز بها جو بايدن بفارق ضئيل. أعاد روزن توجيه البريد الإلكتروني إلى دونوجي وسأل: "هل تصدق هذا؟ لن أرد على الرسالة أدناه. "

و أرسل ترامب ، من خلال أحد مساعديه ، رسالة بريد إلكتروني إلى روزن في 14 ديسمبر تحتوي على وثائق يُزعم أنها تظهر أدلة على تزوير الانتخابات في شمال ميشيجان - وهو ادعاء فضح رفضه قاضٍ فيدرالي بالفعل.

وبعد أربعين دقيقة ، أعلن ترامب أن ويليام بار ، والذي أثبت تردده في دعم مزاعم الانتخابات المسروقة ، سيستقيل ويحل محله روزين.

وفي 29 ديسمبر ، أرسل مساعد البيت الأبيض إلى روزين ومحامي وزارة العدل الآخرين مسودة موجز قانوني طُلب منهم تقديمه إلى المحكمة العليا الأمريكية.

كما أظهرت رسائل البريد الإلكتروني الصادرة عن لجنة مجلس النواب أن كورت أولسن ، محامي ماريلاند الذي شارك في كتابة مسودة موجز ترامب ، حاول مرارًا مقابلة روزين لكنه لم ينجح.

وبحسب مسودة المذكرة التي يدعمها ترامب فإن التغييرات التي أدخلت على إجراءات التصويت من قبل جورجيا وميشيجان وويسكونسن وأريزونا ونيفادا وبنسلفانيا ، والتي تم إجراؤها وسط جائحة فيروس كورونا لتوسيع التصويت بالبريد ، كانت غير قانونية. حيث فاز الرئيس جو بايدن بكل تلك الولايات.

وقُدمت حجج مماثلة في دعوى رفعها كين باكستون ، المدعي العام الجمهوري لتكساس وحليف لترامب. ورفضت المحكمة العليا هذه الحجة الطويلة في ديسمبر الماضي.

وطلبت لجنة الرقابة في مجلس النواب من المسؤولين السابقين ، بما في ذلك ميدوز ودونوجو المثول لشهادات مكتوبة. وطلبت اللجنة في وقت سابق شهادة روزين في 21 مايو.

وقال إريك سوالويل ، عضو الكونجرس "ديمقراطي" : "سيكون الأمر أكثر إثارة للدهشة إذا لم يتم إرسال هذه الرسائل الإلكترونية. إنها حقًا علامة لما كان ترامب يحاول القيام به عبر التسلح بوزارة العدل الخاصة به لقلب إرادة الناخب الأمريكي. بصراحة ، لا يمكننا السماح لهذا بالمرور دون عواقب ".