ــ استغرقت 3 أعوام فى الكتابة.. والبحث استغرق الجهد الأكبر والتشويق أحد مداخل إيصال الأفكار
«حرص واضح على تضمين عناصر الفضول والتشويق فى النص، سلاسة لغوية، مع استدعاء للجوانب التاريخية» أدوات اعتمد عليها الروائى أحمد المرسى، فى روايته «مقامرة على شرف الليدى ميتسى» الصادرة عن دار دون، والتى وصلت أخيرا للقائمة القصيرة فى جائزة البوكر للرواية العربية.
ومعها روايات: قناع بلون السماء للكاتب الفلسطينى باسم خندقجى، صادرة فى طبعة مصرية مشتركة بين تنمية ودار الآداب، والفسيفسائى للكاتب المغربى عيسى ناصرى، صادرة عن دار مسكيليانى، وباهبل مكه للكاتبة السعودية رجاء العالم، صادرة عن دار التنوير، وخاتم سليمى للكاتبة السورية ريما بالى، صادرة عن دار تنمية، وسماء القدس السابعة للكاتب الإماراتى أحمد العيسة، صادرة عن دار منشورات المتوسط.
عبر أحمد المرسى فى حواره مع «الشروق» أنه «شغوف بخلق العوالم الروائية، وأحاول بناءها كأننى أحاول بناء العالم من اللحظة الأولى حتى النهاية»، وعن سؤاله حول عنوان الرواية والسر وراء اختياره ودلالات ذلك؟
قال أحمد المرسى: «لقد اخترت العنوان بعد إتمام كتابة الرواية بالكامل، وليس فى البداية كما قد يفعل البعض، وأنا أفعل ذلك فى العادة، وقد أرسلت الرواية لدار النشر بعنوان مختلف تماما عن الذى تم نشره بها، ثم قمت بعملية عصف ذهنى مع الدكتور أحمد سلامة والقائمين على دار دون من أجل الوصول إلى عنوان مناسب، فتم اختيار مقامرة على شرف الليدى ميتسى بعد أكثر من أسبوعين من النقاش والمفاضلة.
وهل توقعت أن تصل «مقامرة على شرف الليدى ميتسى» للقائمة القصيرة للبوكر للرواية العربية؟
أجاب: «فى العادة أنا لا أكتب وفى ذهنى الجوائز الأدبية، ولكن وصول الرواية إلى جائزة كبيرة مثل الجائزة العالمية للرواية العربية أسعدنى للغاية، وشعرت بالطبع بالتقدير، كما أنه من مميزات جائزة البوكر بشكل خاص أنها تسلط الضوء على الروايات المرشحة، وتجعلها أكثر انتشارا ومقروئية، ولذلك أنا سعيد بهذا الترشح كثيرا».
وحول حرصه على أن يكون النص ممتلئا بعنصر الفضول والتشويق.. وما مقدار أهمية ذلك بالنسبة له للبقاء على ذهن القارئ منشغلا بالأحداث؟ أكد المرسى أن الإثارة والتشويق هما أساس جذب الانتباه للقصة منذ قديم الأزل، وقد جذب الحكائون القدامى ورواة القصص الشعبية انتباه مستمعيهم بتلك الخاصية، فهى خصلة بشرية طبيعية، وأولى، منذ كتابة ملحمة جلحامش، التى تعد أولى الملاحم، ولذلك لا مناص من هذا، ولكن الأهم بالطبع دائما هى الفكرة التى يريد الكاتب إبرازها، فالإثارة مدخل من مداخل كثيرة لإيصال الفكرة الأساسية فى النهاية.
وإلى أى مدى تطلب منه ذلك جهدا لتحقيقه بهذا الشكل المتقن؟ أضاف المرسى: «تطلب جهدا كبيرا، وأنا لا أدفع بمسودة لأى رواية للنشر إلا إذا كنت راضيا عنها بنسبة كبيرة، فأنا قارئ صعب، قبل أن أكون كاتبا، وأضع تلك المعايير التى استحسن بها رواية على نفسى أولا قبل أن أضعها على غيرى، ولذلك فقد استمرت كتابة الرواية ما يقارب ثلاثة أعوام، كان الوقت الأكبر فى عملية البحث وجمع المعلومات وزيارة الأماكن، والحديث مع شخصيات قد تفيدنى فى عالم الرواية».
وعن كيفية تحقيق معادلة الحديث عن جوانب تاريخية فى نص أدبى قوامه الخيال حيث إن العمل يستند على جانب تاريخى حول مصر الخاضعة للانتداب البريطانى أجاب المرسى: «هى ليست معادلة بالمعنى المفهوم، فنحن ننظر للتاريخ نظرة خاطئة فى العادة باعتباره شيئا منفصلا عنا، ولكن التاريخ فى حقيقته حياتنا ولكن فى صورة ظاهرية أخرى، والمأساة البشرية واحدة فى كل وقت، والألم البشرى واحد، ولكن فقط التاريخ هو تجربة منتهية بكل ظروفها، وتحليل التجربة قد يساعدنا على استشراف النتائج فى حاضرنا وفى المستقبل. ولذلك أحيانا ألجأ له كمرشد، ولكنى لا أصنف الرواية كرواية تاريخية».
وعن عمله المقبل قال: «العمل المقبل هو العمل الرابع لى، وأنا فى مرحلة الكتابة حاليا، وأعتقد أنه قد يتم نشره بعد ستة شهور أو ربما مع بداية العام القادم، وهو يتناول فكرة تقبل الآخر، وإلى أى مدى يمكن أن تتغير نظرتنا إلى أعدائنا إذا اقتربنا منهم بشكل كافٍ».