بعد هجوم نيوزيلندا.. ما هي ظاهرة الإسلاموفوبيا؟ - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 9:16 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد هجوم نيوزيلندا.. ما هي ظاهرة الإسلاموفوبيا؟

منال الوراقي
نشر في: السبت 16 مارس 2019 - 7:45 م | آخر تحديث: السبت 16 مارس 2019 - 7:45 م

بعد الهجوم الإرهابي المميت، الذي سبب حالة رعب في العالم، على مسجدي النور ولينوود في كرايستشيرش بنيوزيلندا، صباح أمس، وأسفر عن مقتل 49 شخصًا، وإصابة 50 آخرين، تردد مصطلح الإسلاموفوبيا المثير للجدل كثيرًا، والذي يهمين على عقول عدد كبير من المواطنين الغربيين وخاصة في القارة الأوروبية.

وفي إطار ذلك تستعرض «الشروق» في الأسطر التالية، أبرز التساؤلات حول ظاهرة الإسلاموفوبيا، وأسباب ظهورها، ومتى انتشرت وتصاعدت، وأبرز ردود أفعال الساسة تجاهها بعد هجوم مسجدي نيوزيلندا.

أصل التسمية

«الإسلاموفوبيا» كلمة مستحدثة، تتكون من كلمتي إسلام وفوبيا، ويُقصد بها الخوف أو الرهاب غير العقلاني من شيء يتجاوز خطره الفعلي المفترض.

وبحسب قاموس «أكسفورد» الإنجليزي، يعرف الإسلاموفوبيا بـالخوف والكراهية الموجهة ضد الإسلام، والتحامل والتمييز ضد المسلمين.

ظهر في مطلع القرن العشرين

يعود تاريخ ظهور ظاهرة الإسلاموفوبيا كفكرة مسبقة للعنصرية تجاه الإسلام، إلى عام 1910، لكن استعماله بقي نادرًا في الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين، ثم انتشر المصطلح انتشارًا سريعًا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

متى استخدم مصطلح الإسلاموفوبيا؟

ظهر الاستخدام الأول لهذا لمصطلح في اللغة الإنجليزيّة، طبقًا لقاموس «أكسفورد»، في عام 1923، بمقال في مجلة «الدراسات اللاهوتيّة»، ودخل المصطلح بعد ذلك للاستخدام العام، عندما نشر البريطاني رونيميد تروست، تقريرًا بعنوان «الإسلاموفوبيا.. خطر علينا جميعا» في عام 1997.

وفي عام 2004، أكَّد كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، في مؤتمر بعنوان «مواجهة الإسلاموفوبيا» على أهمية صياغة هذا المصطلح من أجل مواجهة التعصُّب المتزايد للإسلام.

أسباب ظهوره

ولا تزال أسباب ظهور مصطلح الإسلاموفوبيا مثار جدل في الغرب، وقد افترض بعض المحللون أن هجمات 11 سبتمبر، التي وقعت في الولايات المتحدة وتبناها تنظيم القاعدة، نتج عنها زيادة الظاهرة في المجتمعات الغربية، في حين ربطها آخرين بتزايد وجود المسلمين في العالم الغربي إثر هجمات 11 سبتمبر 2001.

العداء على المسلمين في تزايد

وتعد الولايات المتحدة الأمريكية، من أكثر البلدان التي تشهد جرائم كراهية وعنصرية ضد المسلمين، وقد ذكر مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي «FBI»، في مايو 2017، أن تلك الجرائم شهدت ارتفاعًا بنسبة 67% عام 2015، مشيرًا إلى أن عدد المجموعات المعادية للمسلمين في تزايد، وأيضًا انتشرت ظاهرة الإسلاموفوبيا بسرعة في البلدان الأوروبية، وباتت أخبار الاعتداء على المسلمين تأتي من معظم العواصم الأوروبية، خاصة بعد الاعتداء على نساء محجبات هناك.

تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا

وفي دليل على تصاعد هذه الظاهرة في الغرب، وطبقا لصحيفة «ديلي ميل» البيريطانية، كشف استطلاع أجرته مؤسسة "يوجوف" البريطانية لعام 2019، تفيد بأن الإسلام هو الدين الأقل تفضيلًا في أوروبا وأمريكا؛ إذ أن 47% من الألمان عبروا عن وجود صراع أصولي بين تعاليم الدين الإسلامي وقيمهم المجتمعية، في حين تصل النسبة في فرنسا إلى 46%، مقابل 38% في بريطانيا، و36% في الولايات المتحدة.

وحول الخوف من انتشار الإرهاب الذى يرتكب باسم الإسلام في الغرب، أعرب 72% ممَّن شملهم البحث في الدول الأربع، عن قلق بالغ أو متوسط تجاه الأمر، في حين أبدى 48% من الألمان، و47%من الفرنسيين، مقابل 33% من الأمريكيين، و27%من البريطانيين، أنهم سيفكرون كثيرًا في حالة إقدام أحد أقاربهم أو أصدقائهم على الزواج من شخص مسلم.

انتشار واسع

وفي سبتمبر 2018، نشرت منظمة التعاون الإسلامي تقرير يقول: "شهدت ظاهرة الإسلاموفوبيا، والحوادث المعادية للمسلمين المرتبطة بها، انتشارًا واسعًا في سائر أنحاء العالم تقريبًا، بسبب ممارسات تنظيم الدولة، بالرغم من مواقف الدول الإسلامية الواضحة ضد هذا التنظيم وسياساته المتطرفة، وتفسيراته المضللة".

السبب في ظاهرة الإسلاموفوبيا

وفتح هجوم مسجدي نيوزيلندا، أمس، النقاش من جديد حول تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، حيث ندد الأزهر في مصر بالهجوم، قائلًا إنه يشكل مؤشرًا خطيرًا على النتائج الوخيمة التي قد تترتب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، على مواقع التواصل الاجتماعي: "ألقي بمسؤولية هذه الهجمات الإرهابية المتزايدة، على ظاهرة الإسلاموفوبيا الحالية، بعد أحداث 11 سبتمبر، إذ يتحمل 1.3 مليار مسلم بشكل جماعي اللوم عن أي عمل إرهابي".

وطالب رئيس الوزراء الكندي جستن ترود، بضرورة تكاتف المجتمع الدولي لمحاربة ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، مشددا على الحاجة إلى الاعتراف بالتنوع كمصدر للقوة وليس كتهديد، متعهدًا بالعمل لاتخاذ إجراءات ضد التطرف العنيف.

ويقول "ترود" في بيان له أمس الجمعة: "الكراهية ليس لها مكان في أي موقع، يجب علينا جميعا مواجهة الإسلاموفوبيا، والعمل من أجل خلق عالم يمكن فيه لجميع الناس -بغض النظر عن عقيدتهم أو مكان إقامتهم أو مكان ولادتهم- أن يشعروا بالأمن والأمان".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك