أسرة الشيخ تحتفل بمئويته فى حضور علماء الأزهر وأئمة الأوقاف
مائة عام كاملة مرت على ميلاد الشيخ محمود خليل الحصرى، صاحب الصوت العذب الذى كان أول من سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية حفص عن عاصم فى عام 1961، وظلت إذاعة القرآن الكريم المصرية تقتصر على صوته منفردا نحو عشر سنوات.
واحتفلت أسرة الشيخ الحصرى بمئويته، مساء أمس، بمسجد الحصرى بمدينة 6 أكتوبر، فى حضور عدد من علماء ومشايخ الأزهر الشريف ومقارىء القرآن الكريم، من بينهم الدكتور طه أبو كريشة، نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، كما حضرت الحفل الفنانة سهير زكى، إلى جانب حضور عدد كبير من محبى الشيخ الحصرى.
وافتتح الاحتفالية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الذى ألقى خطبة الجمعة، من مسجد الشيخ الحصرى بمدينة 6 أكتوبر، فى حضور أبناء الشيخ الراحل وعدد من أئمة وعلماء الأزهر والأوقاف.
ولد الشيخ الحصرى فى 17 سبتمبر 1917 بقرية شبرا النملة، مركز طنطا، محافظة الغربية، وحفظ القرآن وأتم تجويده وهو فى الثامنة من عمره، وكان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدى بطنطا يوميا لحلقات العلم وليدرس علوم القرآن، ونذره والده لخدمة القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر الشريف وتعلم القراءات العشر واخذ شهاداته فى علم القراءات.
وكانت عبقرية الشيخ الحصرى تقوم الاحساس اليقظ بعلوم التجويد للقرآن الكريم، وهى علوم موضوعية داخلية تجعل من البيان القرآنى سيمفونية بيانية تترجم المشاعر والأصوات والأشياء، فتحول المفردات إلى كائنات حية جعلته معروفا عالميا فى مشارق الأرض ومغاربها بصوته العذب الذى أقنع العديد من الأشخاص بدخول الإسلام.
وفى عام 1944 تقدم الحصرى إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان، وعين بعدها فى عام 1955 قارئا للمسجد الحسينى بالقاهرة، ثم تم تعيينه فى عام 1957 مفتشا للمقارئ المصرية، وفى عام 1958 تخصص فى علوم القراءات العشر الكبرى وطرقها وروايتها بجميع أسانيدها، ونال عنها شهادة علوم القراءات العشر من الأزهر الشريف، وتم تعيينه عام 1959 مراجعا ومصححا للمصاحف بقرار من مشيخة الأزهر الشريف.
وتم اختيار الشيخ الحصرى عام 1966 مستشارا فنيا لشئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف، واختير فى نفس العام رئيسا لقراء العالم الإسلامى بمؤتمر «اقرأ» بكراتشى فى دولة باكستان.
ومن أبرز مؤلفات الشيخ الحصرى..«مع القرآن الكريم، وأحكام تلاوة القرآن الكريم، والقراءات العشر من الشاطبية، أحسن الأثر فى تاريخ القراء الأربعة عشر، معالم الاهتداء فى الوقف والابتداء، رواية ورش عن الإمام نافع المدنى، نور القلوب فى قراءة الإمام يعقوب، السبيل الميسر فى قراءة الإمام أبى جعفر، رواية الدورى عن أبى عمرو بن العلاء، رواية قالون عن نافع، فتح الكبير فى الاستعاذة والتكبير، رحلاتى فى الإسلام.
وتوفى الشيخ الحصرى، مساء يوم الإثنين الموافق 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء، وكانت آخر قراءة له فى الحرمين المكى والنبوى.