بعد أن صارت غزة مقبرة للأطفال.. كيف يعاني أفراد المجتمع الفلسطيني الأمريكي بشيكاغو؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 12:10 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد أن صارت غزة مقبرة للأطفال.. كيف يعاني أفراد المجتمع الفلسطيني الأمريكي بشيكاغو؟

شهداء فلسطين في مستشفى الأقصى - د ب أ
شهداء فلسطين في مستشفى الأقصى - د ب أ
شيكاغو (أمريكا) (د ب أ- ت ك أ)
نشر في: الخميس 16 نوفمبر 2023 - 10:06 ص | آخر تحديث: الخميس 16 نوفمبر 2023 - 10:06 ص

جلس صفان من الرجال في صمت داخل "مسجد هارلم" الواقع بمنطقة "بريدج فيو" في ولاية إلينوي الامريكية.

ثم تدفق آخرون، لمواساة وتعزية محمد أبو ريله، الذي كان يشهد مراسم تأبين أكثر من 30 من أفراد عائلته الممتدة، ممن لقوا حتفهم قبل أيام نتيجة القنابل التي أسقطتها إسرائيل على غزة، أثناء القتال الدائر حاليا بينها وبين حركة حماس.

وأفادت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الامريكية في تقرير لها، بأن أقارب أبو ريله، يشكلون جزءا ضئيلا من بين أكثر من 11 ألف فلسطيني استشهدوا منذ السابع من أكتوبر الماضي، وهو اليوم الذي شهد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس. وكان من بين أقاربه الذين لقوا حتفهم، مدير لإحدى المدارس، وطبيب وزوجته، وطالب في كلية الطب، بالاضافة إلى طفل (عامين).

وعندما تحدث أبو ريله للصحفيين أثناء مراسم العزاء، قال إن الأمريكيين لا يستوعبون من هم القتلى، موضحا أن "هؤلاء الذين يتم قتلهم ليسوا حماس؛ بل إنهم الأطفال".

وبحسب الوكالات والخبراء التابعين للأمم المتحدة، بالاضافة إلى ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، فإن "غزة صارت مقبرة للأطفال".

من ناحية أخرى، تقول لينا حسين، وهي واحدة من سكان قرية "أورلاند بارك" في إلينوي، إن الحزن يغمر أفراد المجتمع الفلسطيني الأمريكي في شيكاغو.

ومع وجود نحو 85 ألف فرد هناك، يُعتقد على نطاق واسع أن الفلسطينيين يشكلون نحو 60% من تعداد مجتمع الأمريكيين من ذوي الاصول العربية في شيكاغو. كما يشار إلى أن إلينوي تضم أيضا أكبر نسبة من السكان المسلمين، بالمقارنة مع الولايات الأخرى في أمريكا.

وتقول لينا حسين (41 عاما): "إننا مجتمع حزين.. إن كل حديث يدور بيننا، يكون تماما بشأن فلسطين، وما إذا كان هناك المزيد الذي يمكننا القيام به. ونحن فقط نشعر بالعجز ".

فيما قال آخر يدعى هاشم (31 عاما) - وطلب عدم ذكر اسمه الأخير حرصا على سلامة أسرته في قطاع غزة - وهو من سكان قرية "بولينجبروك" في إلينوي، إنه وزوجته على تواصل مع أقاربهم بقدر المستطاع، مشيرا إلى أنه بالنسبة لأفراد آخرين في محيطهم، كانت الخسارة أكبر.

وتشير الصحيفة الامريكية، إلى أن أعمال العنف المتكررة ليست جديدة على الفلسطينيين والإسرائيليين، الذين يتصارعون فيما بينهم منذ عام 1948، عندما أقيمت إسرائيل فوق أرض كانت فلسطين في الاساس. واحتدم هذا الصراع مجددا في السابع من أكتوبر الماضي، عندما هاجمت حركة حماس إسرائيل، وخطفت نحو 240 فردا وقتلت نحو 1200 آخرين. وقد تم إطلاق سراح أربعة من بين هؤلاء الرهائن.

فيما قُتل أكثر من 11 ألف فلسطيني وأصيب 27 ألف آخرين حتى يوم الجمعة الماضي، في غارات جوية شنتها إسرائيل، بينما تتصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. كما نزح نحو 70% من بين 3ر2 مليون فلسطيني من المدنيين الذين يعيشون في قطاع غزة، حيث يفترش الكثير منهم الشوارع، بحسب "شيكاغو تريبيون".

وقد قامت إسرائيل بقطع الموارد الأساسية مثل الغذاء والماء والوقود والادوية عن قطاع غزة، بينما تغص المستشفيات والملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة، بالقتلى والجرحى الفلسطينيين. كما تتصاعد التوترات حاليا في الضفة الغربية أيضا.

وقال هاشم، الذي مازالت تعيش عائلته في غزة، إنه اتصل آخر مرة بهم قبل ثلاثة أو أربعة أيام.

وأوضح "أنهم على قيد الحياة حتى الآن، بحسب ما نعرفه.. فمن الصعب حقا معرفة وضعهم الحالي، ولكن على حد علمنا، فهم على قيد الحياة. إنهم يحسبون ما تبقى من أيامهم على قيد الحياة . فهم لا يزالون لا يحصلون على أي موارد. "

وبعد ثلاثة أيام من حديثه مع "شيكاغو تريبيون"، عرف هاشم أن هناك أربعة من أقاربه في غزة قتلوا في غارة جوية، بينما أصيب اثنان آخران بجروح خطيرة، على حد قوله. فيما لم يسمع هو وزوجته أخبارا عن باقي أفراد أسرهما في غزة منذ نحو أربعة أيام.

ومن جانبه، قال أبو ريله إن هذه الجولة من أعمال العنف الاخيرة، تبدو مختلفة بالنسبة لأقاربه في غزة، حيث أنها عبارة عن "قتل بغرض القتل"، بحسب ما يقولونه له.

يشار إلى أن إسرائيل قصفت بالفعل قطاع غزة المحاصر شديد الكثافة السكانية، آلاف المرات منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.

كما عاودت فصائل فلسطينية إطلاق صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل مجددا.

وقد تدهور الوضع في المستشفيات بقطاع غزة بشكل مأساوي خلال الأيام الأخيرة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن 22 من أصل 36 مستشفى توقف الآن عن العمل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك