في ذكرى رحيل ثروت أباظة.. كيف اختلفت رواية «شيء من الخوف» عن الفيلم؟ - بوابة الشروق
السبت 15 يونيو 2024 11:16 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيل ثروت أباظة.. كيف اختلفت رواية «شيء من الخوف» عن الفيلم؟

شيء من الخوف
شيء من الخوف
محمد حسين :
نشر في: الثلاثاء 17 مارس 2020 - 4:58 م | آخر تحديث: الثلاثاء 17 مارس 2020 - 4:58 م

يصادف اليوم (17 مارس) ذكرى رحيل الكاتب ثروت أباظة، الذي ولد وتربى بين جدران بيت مهتم بالسياسة والحركة الأدبية، فوالده دسوقي أباظة كان كاتبا لمقالات سياسية، وأسس حركة أدبية عُرفت باسم "جماعة أدباء العروبة"، كذلك كان مشجعاً لإشباع شغف ابنه بالقراءة عندما أهداه مجموعة من مؤلفات الكاتبِ كامل كيلاني، ليتبعها ثروت بأعمال طه حسين وتوفيق الحكيم وعباس العقاد.

وارتبط أباظة بعلاقات قوية ومتميزة مع كبار كتاب وأدباء مصرَ، فقد كتب له الدكتور طه حسين مقدمة روايته «هارِب من الأيام»، كذلك أثنى عليه نجيب محفوظ حين قالَ عنه، إن دوره في الرواية الطويلة يحتاج لقراءة دقيقة وبحث مطول بعيداً عن المذاهب السياسية، وأوضح توفيق الحكيم له ذاتَ مرة: «أنا معجب برواياتك التي تقدم في تمثيليات إذاعية؛ لدرجة أني التزم المنزل وأجلس بجانب الراديو حين تذاع إحداها».

تعدد وتنوع إنتاج أباظة الأدبي، فشمل الرواية والقصة القصيرة والمسرحيات، كذلك قام بترجمة عدد من الأعمال الأجنبية، ومن أبرز أعماله: (هارب من الأيام، والغفران، وأحلام في الظهيرة)، ولكن يبقي عمله الأبرز رواية «شيء من الخوف» والتي كتبها في منتصف الستينات، وفسرها البعض على أوجه عديدة، وأنها تمثل إسقاطات سياسية ضد الرئيس جمال عبدالناصر، وكتب لها النجاح الأكبر عندما قدمها المخرج حسين كمال في عمل سينمائي عام 1969؛ ليكون الفيلم علامة بارزة بين كلاسيكيات السينما المصرية من بطولة شادية ومحمود مرسي.

وفي ذكرى رحيله، تلقي "الشروق" الضوء على شخصياته التي قدمها، وكيف ظهر الاختلاف عندما تناولتها السينما؟

- عتريس.. ألبسه أباظة ثوب الطغيان منذ البداية والسينما تناولت تطور نزعة الشر لديه

أبرز ما يلفت النظر عند المقارنة بين التناول الأدبي وعلى شاشة السينما، هي شخصية البطل عتريس، الذي كان ظهوره مختلفاً فهو في الفيلم البطل الذي ستدور حوله كل الأحداث؛ لذلك كان نظرية المخرج حسين كمال أن يخلق له جذور، لم تتناول معها الرواية، فقدمه طفل برئ شأنه شأن باقي رفاقه، ويكون جده هو العنصر المؤثر في تحويله للشر، رغم محاولاته المتعددة في أن يحذو اتجاها مختلفاً عن جده، ومساره الإجرامي وطغيانه على أهل «كفر الدهاشنة»

ويكون الحد الفاصل في تحول شخصية «عتريس» هي مقتل جده، وتحميله للثأر، الذي يفتح معه باب طغيانه المستمر، والذي يستمر طيلة كل الأحداث.

الرواية التي اعتمدت في فصولها الأولى على شخصية الراوي، لم تتعرض لبداية شخصية عتريس، فكان هو المجرم وسط رجاله، دون أي إشارة لنشأة أو تطور في شخصية أوصله لهذ الطغيان.

 

 

- فؤادة.. تكوين نفسي مختلف قدمه أباظة وشعلة ثورية على الشاشة

معالجة مختلفة تماماً لشخصية «فؤادة» بين العملين، فوجود عتريس كبطل ومحور الأحداث في السينما، جعل دور وتكوين فؤادة يختلف عن الرواية؛ فلزم أن تربطها علاقة واضحة بين عتريس، جسدت من خلال قصة حب منذ الطفولة، ونصائح دائمة له بأن يبتعد عن طريق جده الإجرامي، لكنها في الرواية هي شخصية ذات تكوين مختلف، فهي تربت في طفولتها بالقاهرة، وتعلمت القراءة، وتربط بينها وبين «طلعت» أحد أبناء الطبقة الثرية علاقة حب، لكن لم يتعرض الفيلم لهذا الجانب، وركز بشكل أكبر على مجتمع «الدهاشنة» وصراع الخوف.

علاقة فؤادة بعتريس في الفيلم بدأت بحب نقي، وتعاطف معه رغم ظلمه، فظهر ذلك في أحد جملها الحوارية مع الشيخ إبراهيم (أحد رجال الكفر الرافضين لطغيان عتريس): «أنا باقول إن عتريس مش كده.. بقول كمان ياعم الشيخ إبراهيم إن في طريقة يتغير بيها.. يمكن ياعم الشيخ إبراهيم في.. إن كان جواه طاقة واحدة منورة منقفلهاش».

ولكن مع إجبارها على الزواج منه بالقوة، نجد أن فؤاد تقود الثورة وتلهم أهل الكفر، وهي في عقر دار عتريس، فنجد من قضية بطلان زواجها من عتريس هي هتاف الغصب الأساسي لأهل الكفر، وشعلة الثورة التي تحرق عتريس ورجاله، وتنهي طغيانهم إلي الأبد.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك