في عيد ميلاده.. كيف أصبح الزعيم عادل إمام ناقدا للمجتمع وسفيرا للبسطاء؟ - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:50 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في عيد ميلاده.. كيف أصبح الزعيم عادل إمام ناقدا للمجتمع وسفيرا للبسطاء؟

محمد حسين:
نشر في: الأحد 17 مايو 2020 - 1:31 م | آخر تحديث: الأحد 17 مايو 2020 - 1:31 م

الشناوي: عادل إمام مدرك لطبيعة المصريين.. ووجد أن الزحمة هي أصدق صورة للتعبير عنهم
موريس: كسر قضبان سجن مواصفات النجم الأول.. مثل دور الناقد المجتمعي منذ أول مواجهة مع جمهوره

 


يحتفل الفنان الكبير عادل إمام، اليوم 17 مايو، بعيد ميلاده الثمانين، قضي منهم نحو ستين عاماً وهو يرى اسمه مكتوباً على "أفيشات" الأعمال الفنية، والذي تبدل حجمه بالتأكيد مع مرور الزمن، متماشياً في البداية مع القوانين المنطقة.

تتاح للفنان فرصة، ينجح من خلالها في جذب الجمهور والمنتجين، فتتاح له فرصة أخرى بمساحة أكبر، ويستمر ذلك لوقت محدود إلى أن يأخذ مكانه صاعد جديد؛ تلبية لمطالب جديدة للجمهور، والذي تعود أن يكون لكل عقد زمني نجمه الشاب، والذي يأخذ بعد ذلك طريق الأدوار الثانوية، مُتَوَارِيًا خلف نجم جديد من جيل الشباب.

لكن لماذا لم تجر تلك القاعدة على عادل إمام؟ الذي استمر البطل الأبرز لأعماله، ولا يزال يلقى قبولاً من جمهور من أجيال متعاقبة، في هذا السياق تصفه الناقدة الفنية ماجدة موريس، في حديثها لــ"الشروق"، بأنه ذكي ولمّاح منذ البداية؛ حينما قدم دور دسوقي أفندي الشاب الصعلوك اَلْمُعْتَزّ بنفسه؛ ناقداً للواقع المجتمعي بجملته الشهيرة "بلد بتاعت شهادات صحيح"، والتي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير وقتها.

 

وتابعت موريس، أنه كان لايزال طالبا بالجامعة، وضعته الظروف أن يمثل أمام نجم كبير بحجم فؤاد المهندس، إلا أنه صنع من هذا الدور البسيط مفهوماً جَدِيدِا للبطل السينمائي، والذي ظل حبيساً لفترة طويلة من الخمسينيات والستينيات لدى أصحاب الوسامة مثل كمال الشناوي وعمر الشريف وغيرهم حتى ظهر عادل إمام وكأنه المخلص الذي كسر قضبان هذا السجن.

ليطل إمام بأدوار كثيرة يكون البطل لا يتمتع بالوسامة مُطْلَقًا وهو أمر أفاده كثيرا؛ حيث أصبح مطلوبا في كل وقت، مقدماً نموذج جديد للجمهور العادي، يشبههم في طريقة الكلام والملابس، بحسب موريس.

وتؤكد موريس أن عادل إمام طبق أهم عامل للنجاح وهو "عندما يجدون طرف البداية، فلابد أن تكمله وهو الذي طبقه عادل إمام في أدواره الممثلة للطبقات المختلفة من المجتمع، والتي نجح من خلاله في التعبير بشكل ناقد عن المجتمع وقضاياه، ليتحول بعدها لنموذج الناقد الاجتماعي، وذلك بدقة اختيار النصوص التي تقدم له والمخرجين أصحاب الموهبة الكبيرة، وبغض النظر عن تاريخهم الطويل؛ فقد تعاون مع مخرج مثل شريف عرفة، رغم أنه كان يمثل جيلاً جديداً من المخرجين؛ لكنه كان يتمتع بموهبة وتلاقي فكري لمسها إمام منذ البداية، ليقدم معه عدداً من الأعمال البارزة مثل: اللعب مع الكبار و الإرهاب والكباب و المنسي وغيرها.

 

وكما يقول المثل الشعبي إن لكل إنسان نصيب من اسمه يمكن أن يكون للفنان نصيب قدري من أدوار البدايات، والرؤية التاريخية لبداية صعود إمام من المسرح الجامعي، لاحتراف الفن؛ نجد أن الكاتب أشرف بيدس ذكرها في كتابه "عادل إمام: الغالب مستمر" والصادر عن دار "سما " في 2018.

يقول بيدس إن أول فرصة حقيقية لعادل إمام كانت من خلال مسرحية بعنوان "ثورة قرية" للمخرج حسين كمال، والذي قدم فيها إمام دور بائع عسلية بأحد الموالد، وسط مشهد من الزحام الشديد كطبيعة الموالد، وعن هذه الواقعة تحدث الناقد طارق الشناوي لــ"الشروق" بأنها أصدق صورة من صور القدر؛ فعادل كان يعتقد في البداية لأنه يقدم أعمالا جادة من المسرح العالمي، أن الأدوار التراجيدية هي التي تناسبه، ليقدم نفسه لحسين كمال ليسكنه في دور مناسب من المسرحية الجادة؛ لكن نظرة مخرج كبير مثل كمال رأت أنه طاقة كوميدية، وبالفعل نجح عادل من خلال جملته الشهيرة في المسرحية "معايا عسلية بمليم الوقية" في أن يلفت نظر جمهور المسرح الذي تجاوب بضحك شديد، كاسرا الجو الكئيب للأحداث.

في تلك اللحظه أدرك بعدها عادل أن الكوميديا طريق مناسب وضعه بعد ذلك على القمة لفترة طويلة، يضيف الشناوي.

جانباً آخر من جوانب القدر في تلك المسرحية، وهو أن جو الزحمة أصبح ملازماً لأعماله حينما غيّر من جلده الكوميدي مع بدايات الثمانينيات، لدرجة أن أحمد عدوية غنى أغنيته الشهيرة "زحمة يا دنيا زحمة" في أحد المشاهد التي جمعته به، لذا تمثل الزحمة جو الصدق والواقعية في التعبير عن الهموم المجتمعية، فالمشاكل تظهر مع التلاصق الشديد في الشوارع الذي يتمتع به المصريون دوناً عن غيرهم من الشعوب؛ لذا نجد أن من أنجح أعماله ومشاهد الراسخة في ذهن جمهوره، هي التي خرجت في هذا الجو، ومن أشهر الأمثلة مشاهد الأتوبيس وأسانسير مجمع التحرير في فيلم مثل الإرهاب والكباب والذي يعد أفضل تعاون له مع شريف عرفة والكاتب وحيد حامد.

كذلك نرى نماذج متشابهة في أعمال مثل "الحريف" و"النوم في العسل" بمشاهده الشهيرة وبالأخص المظاهرة الأخيرة، كل ذلك يؤكد أن إمام ومن تعاون معه من المخرجين؛ مدركين بشكل تام لطبيعة المجتمع الذي يصورونه وهو الذي كسر المسافات الآمنة بين البشر، وأن المسرح الأهم هو الشارع وسط الزحمة، وهو الذي أكسب الأعمال عمقاً فلسفيا كبيرا على الرغم من بساطة التصوير والحوار، وفق الشناوي.

ويشير الشناوي إلى أن تلك الأعمال تضيف عبئا كبيرا على المخرج والممثل؛ لأن مشاهدها تحتوي على عدد كبير من "الكومبارس "و"المجاميع"، والذي يتطلب مجهودا كبيرا من الممثل في ضبط أدائه دون نسبة أخطاء كبيرة.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك